إخوان حول خامنئي: هل هي علاقات أعمق من السياسة؟

الإخوان وإيران

إخوان حول خامنئي: هل هي علاقات أعمق من السياسة؟


03/05/2020

يعد رجال الإخوان الأوائل المؤثرين الحقيقيين في قادة إيران اليوم، بعد أن أصبح للجماعة، على مدار أعوام طويلة تعود إلى الأربعينيات، وجود في إيران، كان أبرزهم؛ مير لوحي؛ المولود قبل نشأة الجماعة بأربعة أعوام، وإليه يرجع الفضل في التأثير على الخميني، وصناعة مجمل أفكار الأخير فيما بعد؛ حيث اطلع على كتب حسن البنا وسيد قطب، التي ترجمها المرشد الحالي، علي خامنئي، ومن خلالها أسس أول نجاح سياسي لفكر البنا بالثورة على الشاه، والتوغل في بنية كل الدولة، وتأسيس الحرس الثوري الذي هو الفكرة الجوهرية لمؤسس الجماعة.

مير لوحي

المؤسسون الأوائل
يكشف القيادي الإخواني السابق، ثروت الخرباوي، في كتابه "سرّ المعبد"، وثيقة تاريخية عن قيام الخميني، العام 1938، بزيارة المقر العام لجماعة الإخوان، وتشير هذه الورقة إلى لقاء خاصّ تمّ بين المرشد الأول للجماعة حسن البنا، والخميني، الذي سيُعرف فيما بعد بالإمام آية الله، مفجر الثورة الإيرانية.

اقرأ أيضاً: من كان أول وزير داخلية سعودي يكشف حقيقة جماعة "الإخوان"؟
ويصرّح سالم البهنساوي، أحد مفكري الإخوان في كتابه "السنة المفترى عليها" أنّه "منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي (زعيم منظمة فدائيو الإسلام الأصولية الإيرانية) العام 1945 للقاهرة"، مؤكداً "ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي إلى هذا التعاون " .

 


منذ هذا التاريخ أصبح لجماعة الإخوان وجود حقيقي بإيران، وكان لها رجال أهمهم: ناصر سبحاني، وهو المرشد الروحي لإخوان إيران، وأحد كبار ومؤسسي جماعة الدعوة والإصلاح، الذي ولد العام 1951، في قرية (دوريسان)، التابعة لمدينة (باوه)، في محافظة كردستان إيران، وبعد إكمال دراسته المتوسطة تحول إلى دراسة العلوم الشرعية، ودرس على يد بعض العلماء في إيران، وحصل على الإجازة العلمية، وفور انتصار الخميني، زاره "سبحاني"، وأوصل له مطالب الشعب الكردي في الجانب الإيراني، وكان إصراره على هذه المطالب سبباً في التخلص منه وإعدامه، العام 1990، ليلاقي مصير معظم من كانوا حول الخميني واختلفوا معه.

 

اقرأ أيضاً: تحولات الإخوان المسلمين: تفكك الأيديولوجيا ونهاية التنظيم
كما كان هناك دور كبير لأحمد مفتي زاده، وهو رئيس تجمع الإصلاح في إيران، المولود العام 1933، في أسرة دينية، وكان والده وعمه من كبار علماء كردستان إيران، قام بتأسيس مكتبة للعلوم القرآنية، ما جعل العديد من الشباب السنيّين يلتفون حوله، فضم كثيراً من عناصرهم للجماعة فيما بعد.
ناصر سبحاني

فروع وشخصيات مؤثرة
وصلت فروع الجماعة الآن إلى 12 محافظة بإيران، أغلبها محافظات سنّية، وتمارس نشاطاتها بشكل شبه رسمي، وبعدها تشكّل مجلس "الشورى المركزي" لجماعة الإخوان من المراقب العام لجماعة الإخوان "المرشد" عبد الرحمن بيراني، الحاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة طهران، ودرس القانون بجامعة الخرطوم، ويعاونه سعد الدين صديقي، "نائب".

اقرأ أيضاً: بالوثائق.. سجون سرية لـ"إخوان اليمن"
ويذكر موقع جماعة الإصلاح الإيرانية؛ أنّ الأمين العام الحالي هو عبد الرحمن بيراني، ويعاونه سعد الدين صديقي، نائب، ويقيم حالياً في مدينة شيراز، ومحمد علي نور، عضو الشورى المركزي ومسؤول اللجنة الاجتماعية، ويقيم حالياً في محافظة خراسان، وهو حاصل على بكالوريوس في الفيزياء، ويعمل في  قطاع الثروة المعدنية، والستار آن بور أحمد، عضو الشورى المركزي، ومسؤول لجنة التخطيط السابق بالجماعة، وعضو لجنة التعليم حالياً، وهو مسؤول الجماعة بالمحافظة.

 


من الشخصيات المهمة في جماعة الإخوان بإيران، محمد رسول أبو المحمدي كريم، عضو الشورى المركزي، وعضو اللجنة الاجتماعية، من مواليد 1972 من كردستان إيران، وحاصل على لقب أستاذ علوم الشريعة "الفقه الشافعي"، ويعمل كإمام وخطيب بمحافظة كردستان، ولديه نشاطات تجارية بكردستان، وكذلك مصطفى أربابي حسام الدين، عضو الشورى المركزي وعضو اللجنة الإدارية، الذي يعمل مأذوناً شرعياً وخطيباً، وترجم حياة حسن البنا.

 

وصلت فروع الجماعة الآن إلى 12 محافظة بإيران أغلبها محافظات سنّية وتمارس نشاطاتها بشكل شبه رسمي

ومن الأسماء المؤثرة ؛ مسؤول اللجنة الإدارية بالشورى المركزي للجماعة، مقداد بير، وهو المسؤول الأسبق عن اللجنة الطلابية، وحسين تباش ملا حسين عضو الشورى المركزي، عضو اللجنة الاجتماعية وأمين التنظيم بمدينة أروميه. وهناك أيضاً يوسف جمال أحمد، عضو الشورى المركزي، ومسؤول التنظيم ببندر عباس.
ويكشف الصحفي المختص بالشؤون الإيرانية، علي رجب، في تصريح لـ"حفريات"؛ أنّ جلیل بهرامي نیا، هو مسؤول الهیئة التنفيذیة لجماعة الدعوة والإصلاح، وهو من نظّم مظاهرات أمام مکتب رعایة المصالح المصرية في طهران، احتجاجاً على عزل الجماعة بمصر عن الحكم العام 2013، وكان يعاونه كشف الدين محمديان هلال، عضو الشورى المركزي، وهو مسؤول التنظيم السابق بالمحافظة، وكذلك داوود كل بك، عضو الشورى المركزي، سكرتير اللجنة الاجتماعية.

 جلیل بهرامي نیا

صمود رغم العواصف
عن مستقبل رجال الإخوان في إيران؛ يرى الكاتب السوري محمد سيد رصاص، في كتابه "الإخوان وإيران"؛ الصادر عن دار "جداول"، العام 2013، أنّه "في المجمل العام، وبتكثيف ثلث قرن من العلاقة بين دولة وتنظيم، يمكن القول إنّ الأسس الفكرية متداخلة مع تلك السياسية، وإن الأمور لا يمكن أن تكون مبنية على الجانب السياسي لتفسير صمود علاقة واجهها الكثير من الرياح والعواصف".

محمود جابر: العلاقات التاريخية الإيرانية الإخوانية اليوم على المحك وثمة تباينات في النظر إليها من رموز الجماعة

ويؤكد أنّ علاقة بين إيران و"حماس" لا يمكن تفسيرها فقط في الجانب السياسي، "وإنما يجب البحث عن شيء أعمق من ذلك، وتجب هنا مراقبة علاقة "حزب الله"، وخطابه الإعلامي تجاه الحركات الإخوانية المختلفة، لملامسة الموضوع، وحتى في ذروة التوتر المذهبي في العراق ولبنان، فإنّ علاقة "الحزب الإسلامي العراقي" بالمالكي ظلت قوية، بخلاف "القائمة العراقية"، وكذلك "الجماعة الإسلامية" مع "حزب الله"، على العكس من "تيار المستقبل"، كما أنّ لهجة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا تجاه إيران، وحتى في فترة الأزمة الراهنة، تظلّ أقلّ حدّة من كثير من العلمانيين السوريين المعارضين".
يقول الكاتب المصري، محمد محسن أبو النور: "يتعامل الطرفان على اعتبار أنّ النظام الإيراني أقرب إلى النظام الحركي، وقد تولى زمام السلطة في طهران بعد الثورة التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، مضيفاً في تصريحه لـ"حفريات": "وبالتالي فإنّ العلاقات بين الإخوان كحركة وصلت إلى السلطة في بعض الدول، والخمينية كحركة وصلت هي الأخرى إلى السلطة، يغلب عليها طابع التكافؤ؛ حيث إنّ الجانبين يقومان على أساس فكر التنظيم المستند على مبادئ دينية إسلامية تتعدى في جوهرها الحقيقي فكرة الدولة المحددة بسياج سياسية، وإن كان هناك اختلاف في المنطلقات الفكرية لكيفية بناء هذه الدولة".

 


من جهته، يرى الباحث في الشأن الشيعي، محمود جابر، في تصريحه لـ"حفريات" أنّه خلال الأشهر الأخيرة، بدت العلاقات التاريخية الإيرانية الإخوانية على المحك وفي اختبار عظيم، في الداخل الإيراني والخارج؛ إذ تباينت، وفقه، ردود أفعال رموز الجماعة "التي رأى بعضها أنّهم أمام فرصة سانحة، لحصد عدد من المكاسب الإستراتيجية، حال التحرك وفق السياسة السعودية، ورأى الآخرون العكس، وكان أغلب هؤلاء من شباب الجماعة، الذي لا تعنيهم، بأية حال من الأحوال، أيّة تقديرات إستراتيجية أخرى، سوى مساعدة فرعهم بإيران، "الدعوة والإصلاح" الذي تأسس عقب الثورة الإيرانية الخمينية 1979، والذي يتكون من المؤتمر العام، الشورى المرکزي، والمراقب العام، الهيئة التنفيذية المرکزیة، اللجنة الإدارية، وهيئة الرقابة والتحكيم، وهي الجماعة السنية الأكبر في إيران، وما سبق كانت نتيجته تحولات إخوانية إقليمية خلال الـ4 شهور الأخيرة، كانت محصلتها النهائية؛ إمساك الجماعة العصا من المنتصف في علاقاتها الإيرانية الخليجية".

 

اقرأ أيضاً: "الإخوان" وأحلام حكم العالم باسم "الخلافة"
أما الباحث محمد الدابولي، فيرشح استمرار الجماعة بإيران، وفق دراسته "الإخوان وإيران جذور واحدة"، حيث يقول: "يعد موضوع العلاقات بين جماعة الإخوان في مصر ونظام ولاية الفقيه، من الموضوعات الشائكة نسبياً؛ نظراً إلى التداخل الفكري الكبير بينهما، والتعارض المذهبي الكبير، رغم جنوح الجانبين في أوقات كثيرة للسموّ على النعرات الطائفية، منذ عهد نواب صفوي وحتى الآن، فالعامل المذهبي والطائفي سيظلّ أحد المحدّدات التي من شأنها التأثير في تلك العلاقات، فالإخوان يجيدون المراوغة والمناورة السياسية".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية