ماذا قال السبسي عن حركة النهضة وجهازها السرّي؟

ماذا قال السبسي عن حركة النهضة وجهازها السرّي؟


29/01/2019

قال الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، إنّ مشاركة رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، في ملتقى دافوس، مع رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، تولد عنها تداخل في الأصوات التي تتحدث باسم تونس في الخارج، وخلقت انطباعاً بأنّ حركة النهضة تريد الظهور بمظهر من يحدّد سياسات تونس اليوم.

وأضاف الباجي؛ أنّ النهضة، ذات المرجعية الإخوانية، مسيطرة الآن على المشهد السياسي، باعتبار أنّها المساند الرئيس للحكومة ورئيسها، وهي بهذا تخالف وثيقة قرطاج التي وقعت عليها أحزاب سياسية والاتحاد العام التونسي للشغل، واتحاد الصناعة والتجارة، واتحاد الفلاحين، واتحاد المرأة، والتي طالبت بتغير الحكومة، لافتاً إلى أنّ الحركة فهمت طموح الشاهد بالبقاء في السلطة، ودفعته إلى تكوين حزب يشاركها الحكم بعد انتخابات 2019، وراشد الغنوشي سيدعمه ليترشّح لرئاسة الجمهورية.

الرئيس التونسي: حركة النهضة تتحكم في الحكومة والغنوشي يدعم الشاهد في انتخابات الرئاسة

وصرح السبسي، في حوار نشرته صحيفة "العرب" اللندنية، بأنّ حركة النهضة استطاعت تعويض خسارتها في الانتخابات الأخيرة، باستغلال الفوضى الحزبية التي سادت بين الأحزاب المنافسة لها على المشهد السياسي التونسي، وهو مشهد لا يمكن إلا أن يوصف بالتفكّك أولاً، ثم التشظّي ثانياً، فالإحصاءات تشير إلى وجود 216 حزباً سياسياً اليوم في تونس، كلّها أو جلّها هي نتيجة انشقاقات حزبية داخلية، لعلّ أبرزها الانشقاق على "نداء تونس"، الذي أنتج اليوم حزباً يحمل اسم "تحيا تونس"، تحت قيادة رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

أمّا فيما يتعلق بموضوع الجهاز السري لحزب النهضة الإسلامي، فقد قال السبسي: "بعد أمني جديد دخل على الخطّ السياسي صار يثير القلق عند التونسيين بالعموم، وهو موضوع "الجهاز السرّي" للنهضة، الذي تتراوح أوصافه بين جهاز استخباري بمرجعية إخوانية دولية، إلى ذراع أمنية لحركة النهضة بقدرات عسكرية، وصولاً إلى ماكنة لتجنيد الجهاديين في تونس، وإرسالهم إلى جبهات مختلفة، منها سوريا والعراق وليبيا،" لافتاً إلى أنّ "أجهزة الأمن وضعت بين يديه المعطيات حول التنظيم السرّي، وأنّ كشفها قادم، لا محالة، أمام الرأي العام التونسي".

السبسي يشدّد على ضرورة كشف حقيقة وجود الجهاز السري للنهضة رغم محاولات البعض التعتيم

وأضاف "النهضة تنكر وجود هذه الذراع، لكنّ كثيراً من المراقبين السياسيين والمحامين الذين يتابعون قضايا اغتيال الشهداء، يقولون إنّ الجهاز موجود"، مستشهداً في اغتيال الزعيمين؛ شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، عام 2013، في ظروف لم تتوضح تماماً بعد.

وشدد الباجي على ضرورة التحقيق في علاقة النهضة مع دول أخرى، ومع تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، كجزء من مسار الشفافية في تونس، مشيراً إلى أنه يجب التأكد من وجود هذه الذراع السري للنهضة، رغم رغبة بعض الأطراف في التعتيم على الموضوع، لضمان دعم النهضة في الانتخابات القادمة.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية