حملة الترويج لحركة النهضة في الانتخابات تثير التساؤلات: من أين لكم هذا؟

حملة الترويج لحركة النهضة في الانتخابات تثير التساؤلات: من أين لكم هذا؟


06/02/2019

جددت حركة النهضة الإسلامية صفقة سرية مع شركة دعاية عالمية، بقيمة 18 مليون دولار، في محاولة للترويج لأفكار الحركة واستمالة الشرائح المجتمعية إلى جانبها، قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجري العام الجاري، والترويج للحركة عالمياً.

وشددت مجلة "جون أفريك" البريطانية، في خبر نشرته في عددها الصادر مؤخراً، على الطابع "السري للغاية" لتجديد الصفقة، الموقعة عام 2014، بين الحركة الإخوانية وشركة "بيرسون كون وولف"، التي تعد واحدة من أكبر 3 شركات عالمية في التواصل والعلاقات العامة.

وأشارت "جون أفريك" إلى أنّ فرع الشركة أرسلت مؤخراً بياناً إلى العديد من الصحفيين، نقلت فيه مقتطفات من كلمة ألقاها زعيم حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، بمناسبة الذكرى الثامنة لـ "الثورة".

البيان تضمن أيضاً البرنامج الانتخابي للنهضة، ما يعني أنّ الأخيرة بدأت بالفعل، عبر الشركة في الترويج لحملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في تونس العام الجاري، وقد اختارت واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال الدعاية، لعلمها بصعوبة المعركة التي تخوضها هذه المرة بمواجهة رأي عام تونسي بدأ يلفظها.

حركة النهضة تجدد صفقة سرية مع شركة دعاية عالمية للترويج لأفكار الحركة واستمالة الشرائح المجتمعية إلى جانبها

هذا الصفقة تطرح العديد من علامات الاستفهام حول مصدر تمويل الحركة؛ حيث إنّ موازنتها لعام 2019، والتي صادق عليها مجلس الشورى في دورته 24، لا تتجاوز 2.151 مليون دولار، كما أعادت إلى الواجهة شكوكاً لطالما كانت مطروحة بقوة حول مصادر تمويل حركة النهضة.

وكانت تقارير إعلامية قد مضت بالاتجاه نفسه، وتطرقت إلى موضوع التمويلات الأجنبية لحركة النهضة الإسلامية، وكشف الدور الذي أدته "أجهزة خفية ومنظمات المجتمع المدني بالمملكة المتحدة، في تخفيف غضب الشباب التونسي من فشل الائتلاف الحاكم الذي يشارك فيه الإخوان، سعياً نحو تأمين بقائهم في الحكم، وتوسيع حظوظ فوزهم بالانتخابات البلدية المقامة العام الماضي، وهذا ما تجسد لاحقاً بالفعل على أرض الواقع".

فحركة النهضة تمكّنت من الفوز في عدد كبير من البلديات بينها تونس العاصمة، وكان من اللافت أن الحركة الإخوانية، التي لا تعير أيّ وزن لحرية المرأة أو وزنها، رفعت شعار المناصفة بين الجنسين والمساواة، وهي الشعارات نفسها التي تروج لها المنظمات المدنية البريطانية في حول حقوق المرأة.

وتحدث تقرير "الغارديان"، عن وجود صندوق شبه سري، بتمويلات تزيد عن مليار جنيه إسترليني، مخصص لدعم جمعيات المجتمع المدني التي تتواصل مع الشباب والنساء في تونس، عبر برامج تستهدف مناهضة المعارضة التي دأبت على اتهام الإخوان والحكومة بالفشل.

واللافت أيضاً؛ أنّ التقرير الذي أثار جدلاً واسعاً في تونس أجبر حتى السلطات البريطانية على الخروج من صمتها، في ردّ جاء صادماً للرأي العام في البلدين.

سفيرة المملكة المتحدة بتونس، لويزا دي سوزا، اعترفت بدقة التقرير، معتبرة أنه "كان يهدف إلى مساعدة الائتلاف الحكومي، وليس التدخل في اختيارات البلاد والشعب التونسي".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية