ترشّح بوتفليقة يشعل الشارع الجزائري

ترشّح بوتفليقة يشعل الشارع الجزائري


18/02/2019

خرجت حشود شعبية، أمس، إلى الشوارع في ولايات جزائرية عدة، رفضاً لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 من نيسان (أبريل) المقبل.

وحمل المتظاهرون في ولاية بجاية ومنطقة خراطة (300 كلم شرق العاصمة)، وولاية برج بوعريريج (200 كلم عن العاصمة) ولاية تيزي وزو، لافتات كتب عليها "لا للعهدة الخامسة"، و"لا لمصادرة سلطة الشعب"، و"لا لفرض وصاية على الجزائريين"، و"بوتفليقة ارحل"، لافتات تصب في مجملها في مطالبة النظام بـ "مراجعة حساباته تجاه بلاده"، والتراجع عن قرار الترشح.

وحمل المحتجون، بحسب تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية، أعلاماً سوداء، تعبيراً عن رفضهم القاطع للواقع السياسي الذي تمر به البلاد، في الوقت الذي تعلو فيه أصوات تدعو إلى "تحكيم العقل"، خوفاً من دخول البلاد في منزلق أمني، وكنتيجة لذلك؛ انتشرت الشرطة والدرك بالآلاف في شوارع وأحياء العاصمة، خصوصاً بعد انتشار أخبار عن "مسيرة مليونية"، ضدّ إرادة الرئيس تمديد حكمه والمشاركة في الانتخابات المقبلة.

حشود كبيرة تخرج في ولايات جزائرية رفضاً لترشح عبد العزيز بوتفيلقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة

وينتمي منظمو المظاهرة لتنظيمات وجمعيات محلية، ثقافية واجتماعية، لكن لوحظ غياب نشطاء الأحزاب وحقوق الإنسان، رغم أنّ المنطقة تعد معقلاً لأحزاب معارضة، وتنظيمات حقوقية كبيرة، مثل: "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان".

وخلال مسيرات، أمس، هاجم المتظاهرون رئيس الوزراء أحمد أويحيى، بسبب تصريحاته التي جاء فيها أنّ "الشعب سعيد بترشّح الرئيس، وقد كان ينتظر ذلك بفارغ الصبر"، كما تناولت الشعارات "فشل سياسات الرئيس في المجال الاقتصادي".

اللافت؛ أنّ قوات الأمن، على غير عادتها، لم تتدخل لمنع المسيرة، وبعد الظهر، انسحب المتظاهرون بهدوء، مؤكدين أنهم سيعودون للاحتجاج في 24 من الشهر الجاري.

وفي العاصمة الجزائرية؛ لاحظ السكان، أمس، وجوداً مكثفاً لقوات الشرطة والدرك بمداخلها، وفي أكبر الشوارع والمقرات الحكومية، ورجحت مصادر أنّ سبب ذلك يعود إلى تقارير أمنية تناولت دعوات بشبكات التواصل الاجتماعي إلى تنظيم "مسيرة مليونية" ضدّ ترشّح الرئيس.

من جهته، واصل مدير حملة الرئيس المترشح، عبد المالك سلال، لقاءاته مع التنظيمات والجمعيات الكبيرة، في إطار الترويج لـ "العهدة الخامسة"، وقال أمس، خلال لقاء بمقر "اتحاد المزارعين"، حضره عدد كبير من أعضاء هذا التنظيم، الذي يتبع للحكومة: "هم يزعمون (خصوم الرئيس) أنّ الرئيس مريض، ولم يتابع ما جرى خلال عهدته الرابعة، لكنّهم لا يستطيعون حجب حقيقة الإحصائيات والأرقام؛ فما تحقق على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي خلال هذه الفترة أفضل بكثير مما تمّ إنجازه خلال المراحل التي سبقت، وفي كلّ القطاعات، خصوصاً السكن والمياه، مما يبين أنّ للرئيس رجالاً أقوياء"، في إشارة إلى أنّه حتى لو غاب الرئيس عن المشهد بسبب المرض، فإن تسيير الدولة يتكفل به رجال يضع فيه ثقة كبيرة. وهذا المنطق في تسيير الشأن العام، دفع المعارضة إلى اتهام محيط الرئيس بـ "اتخاذ القرارات المهمة دون علمه"، خلال الولاية السابقة.

وتعتقد المعارضة أنّ الوضع الصحي لبوتفليقة لا يسمح له بالاستمرار في الحكم، وتؤكد أنّ الذين يدفعون به للبقاء في السلطة هم المنتفعون والمستفيدون من الوضع القائم، فيما يثق أنصاره في فوز ساحق جديد يعكس تمسّك الشعب الجزائري به.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية