هل عليك الاستيقاظ مبكراً لتكون أكثر إنتاجية في عملك؟

هل عليك الاستيقاظ مبكراً لتكون أكثر إنتاجية في عملك؟


19/02/2019

يكثر الحديث عن فوائد الاستيقاظ المبكر على الصحة والسعادة، وتحكّم المرء في حياته بشكل أفضل، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن بدء اليوم في ساعة مبكرة هو عصا سحرية، لكنه بالتأكيد يساهم بزيادة الإنتاجية في العمل إذا اقترن بحسن إدارة الوقت، بحسب ما نشرت "بي بي سي".

يقول المدير التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، إنه يستيقظ في الرابعة إلا ربعاً صباحاً ليبدأ تفقد بريده الإلكتروني في كاليفورنيا قبل زملائه بالساحل الشرقي للولايات المتحدة، التي تكون الساعة بها 06:45 صباحاً، وهو موعد مبكر على أي حال.

اقرأ أيضاً: 5 فوائد صحية للاستيقاظ المبكر.. اغتنمها

كما تقول مقدمة البرامج الحوارية الأمريكية، أوبرا وينفري، إنها تستيقظ في السادسة صباحاً للتأمل والقيام ببعض التمرينات الرياضية قبل أن تبدأ عملها عند التاسعة.

أشارت دراسات إلى أن النجاح ربما يقترن بالاستيقاظ مبكراً، فالذين يستيقظون في ساعات الصباح الأولى، يتسمون عادة بالمبادرة، ما قد ينعكس على درجاتهم في الدراسة ورواتبهم في العمل.

النجاح قد يقترن بالاستيقاظ مبكراً فالذين يستيقظون في ساعات الصباح الأولى يتسمون عادة بالمبادرة

من جهة أخرى قد لا يكون الاستيقاظ مبكراً مفيداً للجميع، إذ تشير الأبحاث إلى أن البعض مؤهل بيولوجياً للنشاط صباحاً، بينما البعض الآخر ينشط ليلاً أو حتى بعد الظهيرة.

وقدمت دراسة نُشرت مؤخراً بمجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" أدلة إضافية على ذلك، إذ وجد الباحثون المتابعون لبيانات 700 ألف شخص أن أكثر من 350 عاملاً وراثياً قد يؤثر في نشاط الأشخاص بشكل طبيعي في الصباح أو المساء. وتعد هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها لضخامة عدد المشاركين بها، وإن لزم متابعتها ببحث آخر للتثبت من النتائج.

وبالتالي، قد يهدر المرء الساعات الأكثر نشاطاً بالنسبة له، إذا لم يكن شخصاً صباحياً وقرر بدء يومه مبكراً.

اقرأ أيضاً: 5 عادات صباحية تخلص منها وابدأ يومك بنشاط

يجدر التأكيد على أن الاستيقاظ المبكر وحده لا يضمن تحقيق النجاح، بل يعتمد الأمر على الشخص نفسه، وقد يؤدي بالنسبة للبعض لآثار سلبية، خاصة لمن ينساق وراء نصائح الآخرين بالاستيقاظ في ساعة مبكرة على أمل مضاعفة الإنتاج دون أن يكن معتاداً على ذلك.

تقول أستاذة علم الأعصاب والمتخصصة في طب واضطرابات النوم بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، راشيل سالاس: "يستشهد الناس بمدير ما يستيقظ في الخامسة صباحاً ويريدون تقليد ذلك خلال أيام العمل الأسبوعية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطرابات في نومهم".

على المرء أن يجرب الأمر بنفسه لكي يعرف ما يناسبه دون الانسياق وراء مواعيد وطبيعة حياة الآخرين

وتؤكد سالاس على أهمية الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، والخلود للنوم في نفس الوقت كل يوم، مشيرة إلى أن الاستيقاظ مبكراً على حساب ساعات النوم المطلوبة هو السيناريو الأسوأ.

وينصح الخبراء بمراعاة الاختلافات بين الأشخاص للاستفادة القصوى منهم ، وأن يجرب المرء الأمر بنفسه لكي يعرف ما يناسبه دون الانسياق وراء مواعيد وطبيعة حياة الآخرين، وقد يجد المرء أن الأفضل له فعلاً هو الاستيقاظ مبكراً.

ومن جانبها تنصح مديرة برنامج التواصل الإداري بجامعة نيويورك، سوزان ستيليك، أصحاب العمل والعاملين باتباع أسلوب يسمى "البحث والمراعاة"، بمعنى أن يناقش فريق العمل في بداية أي مشروع احتياجات أفراد الفريق وأوقاتهم والاعتبارات المختلفة" وهو ما تصفه ستيليك بعمل الفريق الناجح.

اقرأ أيضاً: 10 نصائح للعناية بالصحة النفسية

وفي النهاية، يجب الحصول على النصائح المتعلقة بالنوم من المتخصصين في هذا الأمر، والحصول على القسط المناسب من النوم والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت تباعاً. ويتعين عليك أن تعرف أنه ليس من الذكاء أو الصحة أن تجبر نفسك على الاستيقاظ مبكراً لمجرد تقليد الآخرين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية