نقاش حول عناصر داعش الأمريكيين: أي مصير ومن يتحمل المسؤولية؟

داعش

نقاش حول عناصر داعش الأمريكيين: أي مصير ومن يتحمل المسؤولية؟


05/03/2019

شهد الأسبوع الجاري نقاش واسع في الولايات المتحدة حول عناصر تنظيم داعش من الأمريكيين ومدى مسؤولية واشنطن، وسط معلومات تفيد أنّ هناك أكثر من 50 مقاتلاً قد يكونون استسلموا للقوات الكردية في سوريا ممن يحملون الجنسية الأمريكية.

اقرأ أيضاً: المقاتلون الأجانب... إرث يُقلق الدول
فقد وصفت صحيفة "واشنطن بوست"، في مقال افتتاحي نشرته أنّ "الرئيس ترامب ينافق عندما أصر على أنّ الحكومات الأوروبية يجب أن "تستعيد" مئات من مواطنيها الذين تم أسرهم أثناء القتال ضد تنظيم داعش. بعد خمسة أيام، أكد بفخر أنّ الولايات المتحدة ترفض أن تفعل الشيء نفسه في قضية امرأة أمريكية تزوجت من ثلاثة من مقاتلي الدولة الإسلامية وهي الآن محتجزة في سوريا".

واشنطن بوست: ترامب ينافق عندما أصر على أنّ الحكومات الأوروبية يجب أن تستعيد مواطنيها المقاتلين ضد داعش

في هذا الصدد، يشير القانونُ الدولي إلى أنّ الدول تتحمل مسؤولية تجاه مواطنيها، وبالنسبة لمعظم الدول الغربية، فقد "كانت راغبةً في رؤية القوات المدعومة من الولايات المتحدة وهي تلقي القبضَ على المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا عندما كان تنظيم داعش في صعود".
والمخاوفُ الأمريكية والغربية تأتي من كون "معظم المقاتلين الأجانب هم اليوم من سجناء "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد شمال شرق سوريا، وفي حال بدء الانسحاب الوشيك للقوات الأمريكية، ستصبح قدرة الأكراد على احتجاز المقاتلين الأجانب وعائلاتهم محدودة إن لم تكن غائبة".

معظم المقاتلين الأجانب هم اليوم من سجناء قوات سوريا الديمقراطية
في قائمة من الخيارات السيئة، سيكون من بين الأسوأ إطلاق المقاتلين أو السماح لهم بالفرار، وهي وصفة لعدم الاستقرار من شأنها أن تشكل مخاطر طويلة الأجل ومنها التهديد بإعادة تشكيل قوات تنظيم داعش، بينما أقل الخيارات سوءاً هو إخضاعُ أكبر عدد ممكن من المقاتلين للمحاكمة في محاكم فاعلة وعادلة. هذا ليس بإمكان الأكراد تحقيقه، فليس لديهم نظام قضائي حقيقي. هذا يعني أنّ الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، بحاجة إلى تنفيذ ذلك.

اقرأ أيضاً: المقاتلون الأجانب مع "داعش": تهديد يعود إلى الواجهة
تلفتُ "واشنطن بوست" إلى أنّ "المسؤولين الأمريكيين بدأوا بالتصالح مع هذا الاحتمال. وقد أثار مسؤولو البنتاغون، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، والرئيس ترامب نفسه، احتمالَ نقل عدد قليل من المقاتلين الأجانب ذوي المرتبة العالية في التنظيم إلى غوانتانامو (معتقل سجناء القاعدة)، الذي لم يتلق أي سجناء جدد منذ عام 2008"، مستدركةً "من غير المرجّح أن يتعاون الحلفاء الأوروبيون مع واشنطن، فهم أدانوا الاعتقالات للإرهابيين المشتبه بهم في غوانتانامو، وسيؤكدون الموقف ذاته في حالة احتجاز مواطنيهم هناك".

اقرأ أيضاً: الأردن وعودة المقاتلين الأجانب.. اتجاهات وسيناريوهات خطيرة
تنهي الصحيفة الأمريكية، واسعة النفوذ في واشنطن، مقالها الافتتاحي بالقول "الدول هي المسؤولة في نهاية المطاف عن مواطنيها، حتى عندما يكون هؤلاء المواطنون يشكلون خطراً. ومن المرجّح أن تكون هذه المسؤولية مكلفة وصعبة وغير شعبية سياسياً بالنسبة للدول الأوروبية والولايات المتحدة (التي لم تخرج منها سوى حفنة من مقاتلي داعش السابقين) لإعادة المقاتلين وملاحقتهم قضائياً. كما أنّ أولئك الذين لا يمكن إدانتهم وإطلاق سراحهم سيفرضون عبئاً على وكالات الاستخبارات والأمن المحلي. للأسف، لا يوجد خيار أفضل".

مواطنون من بريطانيا وألمانيا وفرنسا ذهبوا للقتال في سوريا بسبب الحماس الأيديولوجي، والمغامرة، وفرصة خلق يوتوبيا إسلامية

إلى ذلك يتساءل مقاتل أمريكي من أصل لاتيني كان انضم إلى "القاعدة" عام 2007 وترك "الجهاد المسلح" لاحقاً "لماذا يجب علينا استعادة الأمريكيين الذين قاتلوا من أجل داعش"، وذلك في مقال كتبه بصحيفة "نيويورك تايمز".
ويوضح براينت نيل فيناس "أنا أمريكي قاتلت مع "القاعدة". تم القبض عليّ، أنهيت محكوميتي والآن أساعد الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب. ويستطيع "المقاتلون الأجانب" الغربيون الآخرون فعل الشيء نفسه".
وينطلق فيناس من فكرة "بما أنّ داعش خسر آخر ملاذاته الآمنة في شرق سوريا، واجه صانعو السياسات على جانبي الأطلسي مسألة ما يجب فعله مع "المقاتلين الأجانب" الغربيين، واعتقد أنّني أستطيع أن أضيف صوتي وخبراتي الفريدة لمناقشة الأمر".

اقرأ أيضاً: الأكراد يلقون القبض على 7 جهاديين أجانب.. هذه جنسياتهم
ووفقاً للبيانات، التي تم تتبعها من قبل برنامج جامعة جورج واشنطن للتطرف، فإنّ ما لا يقل عن 59 أمريكياً سافروا إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش، وكذلك فعل مواطنون من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، "بسبب الحماس الأيديولوجي، والمغامرة، وفرصة خلق يوتوبيا إسلامية، والتزام ديني متصور".

 


ويعتقد الجهادي الأمريكي السابق عن مقاتلي داعش الغربيين "أولاً: مثلي، ربما يكون لديهم "نظرة داخلية" وبالتالي معلومات استخبارية عن كيفية عمل تنظيم داعش، وربما حتى تقود إلى مكان قيادته. ثانياً: يستطيع هؤلاء الغربيون تقديم رؤى حول كيفية تحولهم إلى التطرف والتحول إلى العمل المسلح. وثالثاً، بعد أن يكونوا قد أمضوا وقتاً في السجن، سيفكرون في قراراتهم ويحققون بعض السلام مع أنفسهم حول العواقب، بل قد يكونون، مثلي، مستعدّين للتحدث مع الشباب الضعفاء وإيصالهم إلى حكمتهم التي اكتسبوها بشق الأنفس".

 

اقرأ أيضاً: هل يعود الأطفال الجهاديون الأجانب إلى أوطانهم؟
الجهادي الأمريكي السابق يقول عن (زملائه) ومصيرهم المفترض "سيحتاجون إلى بعض الأمل في وجود حياة بعد الإرهاب. حياتي دليلٌ جيد على أنّ هناك ما يلي: قبل عام تقريباً، خرجت من السجن، أصبحت على قسائم مستحقي الطعام المجاني ولائحة العاطلين عن العمل. أستطيع الآن أن أبلغكم بأنني لم أعد في تلك القسائم بل لدي وظيفة مزدهرة في الصناعة التحويلية".
ليس لدى الولايات المتحدة أي نوع من برامج إعادة تأهيل السجون وإعادة الدخول لإعداد "صانعي" للحياة بعد ذلك مع خدمات الصحة العقلية أو التدريب المهني أو البرامج التعليمية، ولكن "ربما أنا، والقليلون من أمثالي الذين غيروا حياتهم، يمكن أن يكون قدوة لهذه المقاتلين الأجانب"، ينهي فيناس مقاله المثير.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية