الكُرد السوريون.. مُعارضون أم موالون للنظام؟

الكُرد السوريون.. مُعارضون أم موالون للنظام؟


27/03/2019

عندما كان رياض نعسان آغا مديراً لمكتب الشؤون السياسية في رئاسة الجمهورية ومستشاراً سياسياً للرئيس السوري السابق، حافظ الأسد حتى العام 2000، ومن ثم وزيراً للثقافة في العام 2006، ورياض حجاب وزيراً للزراعة في العام 2011، قبل تقلّده منصب رئيس الوزراء العام 2012، ورياض الأسعد ضابطاً برتبة عقيد في الجيش السوري، وأسعد الزعبي رئيساً للأكاديمية العسكرية السورية التابعة للقوات الجوية في الجيش السوري، قبل انشقاق هؤلاء وغيرهم عن النظام السوري، وتحولهم إلى صفوف المعارضة؛ كان صالح مُسلم، السياسي الكُردي الذي لمع اسمه عقب الحراك الشعبي السوري، مُمنوعاً من السفر ومُلاحقاً من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، خاصة عقب تقلّده قيادة صفوف "حزب الاتحاد الديمقراطي" في العام 2010.

اقرأ أيضاً: تركيا تضرب العرب بالكرد في سوريا لخدمة أحلامها العثمانية
لكن، وبعيد انطلاق الحراك الشعبي في سوريا العام 2011، دأبت رموز المعارضة السورية وتكتلاتها، إضافة إلى منابرها الإعلامية على الدوام إلى اتهام الكُرد في سوريا؛ بأنّهم لم يساهموا في "الحراك الثوري"، رغم أنّ (الثورة) بحد ذاتها لا بد وأن تحمل في أديباتها "حرية" المُشاركة فيها من عدمها، بناءً على ما تطالب به.
فيما أصرّ الطرف المُقابل على تأكيده كونهم جزءاً من الحراك الشعبي المُناهض للنظام؛ حيث ردّ الساسة الكُرد على تلك الاتهامات بالإشارة إلى كون المعارضة مُرتهنة لأجندات المُمولين والمُشغلين وعلى رأسهم تركيا، التي تسعى من وجهة نظرهم لمنع تثبيت حقوق الكُرد بشكل دستوري في مستقبل البلاد، وهو ما يمنعهم من الالتقاء معاً، مطالبين أقطاب المعارضة بالعودة إلى المناطق التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" شمال سوريا، للحوار حول مستقبلها.

مقبرة خاصة بجثامين مقاتلي وحدات حماية الشعب في مدينة كوباني شمال سوريا

ثمن باهظ

دفع الكُرد السوريون ثمناً باهظاً حتى تمكنوا من السيطرة على ما يقارب ثلث البلاد، فالحرب التي بدأت نتيجة مطالب يراها كثيرون مُحقة، فقدت البوصلة، وأضاعت الدرب عن الخصم الحقيقي المُتمثل في الفكر الإقصائي والمُلغي للآخر، وفق ما يراه ساسة كُرد، ما تسبب في قتل الآلاف من الشبان والشابات ضمن "وحدات حماية الشعب والمرأة"، أثناء دفاعهم عن مناطق شمال سوريا، في وجه ما رأوها غزواً من قبل فصائل مُتشددة، كــ "النصرة" و"داعش" وغيرهما، وكان من بين هؤلاء؛ "شرفان"، النجل الأصغر لصالح مسلم، الذي فقد حياته في العام 2013، خلال مواجهات قالت "وحدات حماية الشعب" إنها خاضتها مع "جبهة النصرة" و"داعش"، في مدينة تل أبيض، الواقعة على الحدود التركية. 
إعلان دمشق
يرد السياسي الكردي المُخضرم، صالح مسلم، الذي شغل منصب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، منذ العام 2010 وحتى العام 2017، ويتبوأ حالياً مهمة الناطق الرسمي باسم الحزب، على الاتهامات التي تطال الكُرد السوريين بعدم مُساندة (الثورة)، والتي تطلقها بحقهم أقطاب المعارضة، خلال حديثه لـ "حفريات" بالقول: "تركيا كانت لها علاقة بالإخوان المسلمين، قبل العام 2011، فمنذ العام 2005؛ عند تشكيل اعلان دمشق، كان الإخوان المسلمون جزءاً من إعلان دمشق، رغم الانضمام المتأخر له، إلا أنّ الإخوان المسلمين كانوا موجودين في إعلان دمشق، وبالتالي كانت تركيا على علاقة خفيّة مع إعلان دمشق؛ حيث حاولت جمع المعارضة، وعندما اندلعت ثورة الشعب، كانت تعلم ماذا تريد بالضبط".

اقرأ أيضاً: تركيا تعاني من "الفوبيا الكردية".. والكرد شمال سوريا يخشون "تجربة عفرين"
ويتابع القيادي الكريدي: "أعتقد أنّ التحضيرات للثورة السورية، أو على الأقل النزاع على السلطة في دمشق، كان يُحضر له منذ أمد بعيد، بدليل أنّه عندما اندلعت الثورة في سوريا ذهب وزير الخارجية التركي، داوود أوغلو، إلى بشار الأسد، وقال له: "إذا كنت تريد أن تبقى، عليك أن تُشارك الإخوان المسلمين في الحكم"، فرفض بشار، وبدأت إثرها الفصائل المسلحة تظهر إلى الميدان".
مُعارضون منذ القدم
ويستطرد مُسلم في حديثه، مُتهماً الجانب التركي بدعم الإخوان المسلمين لإبعاد حزبهم عن إعلان دمشق، الذي أسس في العام 2005، كما لا يتوانى عن توجيه اتهام آخر للنظام السوري بالتساهل مع تنظيم الإخوان المسلمين، نتيجة الوساطة التركية بينهما، فيقول في حديثه لـ "حفريات": "تأسسنا منذ العام 2003، كنا بطبيعة تكويننا من المعارضة، منذ انتفاضة قامشلو في العام 2004، وكنا في مواجهة مع النظام السوري، وحاولنا أن نكون جزءاً من إعلان دمشق، لكن الإخوان المسلمين أبعدونا عنه، وكذلك السلطة السورية التي كانت تتساهل معهم بحكم علاقتهم بتركيا".

اقرأ أيضاً: بين المعارضة والنظام: سوريات يدفعن الثمن مرتين
وأضاف مسلم: "عندما اندلعت الثورة الشعبية، نحن كحزب وكجماهير كنا مُنظمين، اعتمدنا على أنفسنا بدلاً من أن ننزلق إلى أحضان الإخوان المسلمين، أو أحضان تركيا، نظمنا صفوف شعبنا بما في ذلك الحماية، ولهذا فالثورة السورية بُعيد اندلاعها، خاصة منذ العام 2012، عندما بدأت بالتحول إلى العمل المُسلح، كلّ المعارضة السورية كانت موجودة في حضن تركيا، سواء السياسية أو العسكرية، كانت لديهم قواعد واتصالات ومكاتب في تركيا ويعملون تحت إمرتها".
وأردف "لم نحبذ ذلك، حاولنا أن نكون جزءاً من المعارضة الشريفة بدون تركيا، ولذلك أسسنا هيئة التنسيق الوطنية، في حزيران (يونيو) عام 2011، التي كانت تضم الاتحاد الاشتراكي العربي/الناصريين سابقاً، هؤلاء كانوا في نزاع مع السلطة، وكذلك حزب العمل الشيوعي الذي كان أيضاً في مُجابهة مع النظام، نحن أيضاً كنا في مُجابهة مع النظام؛ أي إنّ الأطراف التي كانت تُصارع النظام، قد توحدت في هيئة التنسيق الوطنية وطبعاً تركيا لم تقبل بنا، حاولنا أن نكون معارضة أخرى، غير تلك الموجودة في أحضان تركيا، ولهذا استمررينا بنضالنا وباتصالاتنا، ومن جهة أخرى كنا نتعرض لاعتداءات، خاصة هؤلاء الذين كانوا يعملون تحت إمرة تركيا، بدلاً من التوجه نحو النظام توجهوا إلى مناطقنا، ومنهم؛ "جبهة النصرة"، و"لواء التوحيد"، وفصائل كثيرة كانت تهاجمنا، دافعنا عن أنفسنا لدرجة أنهم كانوا يلوموننا، وكانوا يسمون هذه الفصائل بالجيش الحرّ، لكن في الحقيقة هي لم تكن "جيش حر"، كنا نعرف ماهيتها، ولهذا قاومنا الاعتداءات على مناطقنا".

تركيا: إما نحن وإما الكُرد
يشدّد مُسلم على الدور التركي في إقصاء المُكون الكُردي عن صفوف المُعارضة، من خلال رفضهم الاعتراف بوجوده كشعب، إضافة لعمل تركيا على إقصاء الكُرد من المحافل الدولية المتعلقة بحلّ الأزمة السورية سياسياً، من خلال تخيير المُنظمين بينها وبين المُعارضة التي ترعاها من جهة، أو حضور الكُرد من الجهة الأخرى، فيقول في حديثه لـ "حفريات": "تركيا لا تقبل أن ينال الكُرد، بأيّ شكل من الأشكال، حقهم الديمقراطي الذي يستحقونه، لذلك كانت ترفضه ولا تقبل أن نكون من المعارضة، وفي مرحلة لاحقة؛ حاولوا أن نكون جزءاً من المجلس الوطني السوري، قلنا يمكننا أن نكون لكن عليهم أن يقروا بالوجود الكُردي في سوريا، وأن هناك مُكوناً كُردياً، ولديه حقوق ديمقراطية، وأن يقولوا في أديباتهم أنّهم على استعداد لأن يحلوا القضية الكردية في سوريا بشكل ديمقراطي عندما تتأسس سوريا الجديدة، طبعاً رفضوا، تركيا رفضت والمعارضة الموجودة في حضن تركيا رفضت، فهي لا تريد لأي كُردي أن يكون له حقّ ديمقراطي، ولا اعتراف بالوجود، يعني تركيا كانت تحاربنا بشتى الوسائل، اتهمونا باننا مع النظام في الوقت الذي كنا فيه نجابه النظام، واتهمونا بأننا انفصاليون، وغيرها من التهم مما يحلو لها اتهامنا بها، ولهذا فهي بعلاقاتها (تركيا) مع المعارضة أبعدتنا عنها، حتى جميع اللقاءات التي عرضت علينا، كجنيف وغيرها، كانت تركيا تقول بصريح العبارة؛ إما نحن أو هم، وما تزال تفعل ذلك إلى يومنا هذا".

"الإدارة الذاتية" لم تحضر اجتماعات المعارضة لاعتراض تركيا على مشاركتها

لم تبقَ معارضة!

يعتقد القيادي حول المُعارضة السورية بأنّها "لم تعد موجودة"!، فيقول مُسلم: "لم يبقَ هناك شيء اسمه معارضة، لقد هاجموا عفرين والمناطق الأخرى، وما يزالون يهددون منبج، ويقولون نحن سنعتدي على شرق الفرات، الآن المعارضة تقسم إلى قسمين، الأول: مسلحون تابعون لتركيا؛ كفيلق شام، وفيلق الرحمن، والسلطان مراد، وغيرها من جماعات الإخوان المسلمين، والثاني: الجهاديون الإرهابيون من جبهة النصرة وخرسان والقاعدة وبقية الفصائل الموجودة في إدلب، ولهذا تركيا لا تريد حل ديمقراطي في سوريا، لا تريد أن ينال الكُرد حقوقهم ديمقراطياً ضمن سوريا، وهذا مشروعنا الذي نطالب به، بناء سوريا ديمقراطية يتمتع فيها الأكراد بحقوقهم الديمقراطية ضمن سوريا لا مركزية".
ضمّ شمال سوريا
ويبدي القيادي الكُردي السوري خشيته مما يتصورها مطامح تركية لضم مناطق من شمال سوريا، فيقول: "تركيا تعترض على ذلك، تعترض على الوجود الكردي، تعترض على أي حق ديمقراطي، وتعترض على أي حل سياسي في سوريا، إذا لم يحقق أطماعها، المتمثلة في ضم أجزاء من سوريا أو على الأقل أن تكون تحت نفوذها، هي لا زالت تحلم بالميثاق الملي، أي ضم حلب وجميع مناطق شمال سوريا الى تركيا".

اقرأ أيضاً: تركيا ترحّل لاجئين سوريين لإثبات روايتها بمحاربة الإرهاب!
وأضاف "المعارضة الحقيقة لم تعد موجودة، هناك معارضة شريفة فعلاً وهي ليست متورطة بالأعمال المسلحة ولا الأعمال العدائية، لكنها تقتصر على شخصيات، أما البقية الذين رفعوا السلاح، فهم إما تابعون لتركيا أو جهاديون".

خرائط تظهر مطامح تركيا لإخضاع مناطق شمال سوريا إلى نفوذها وفق نموذج "درع الفرات"

قواتنا دفاعية

يعدّ حزب الاتحاد الديمقراطي، المُنظر الفكري لمُقاتلي ومُقاتلات "وحدات حماية الشعب" و"المرأة"، اللذين يشكلان العمود الفقري لـ "قوات سوريا الديمقراطية" المَحظية بدعم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والخائض حالياً لآخر معاركه ضد ما عرف بتنظيم داعش في أرياف محافظة دير الزور، لكن مُسلم يشير إلى أنّ مهمة قواتهم تلك دفاعية فقط، وينوه حول ذلك: "نحن قواتنا دفاعية، لم نعتدِ على أحد، داعش هي التي هاجمتنا واعتدت علينا، حتى عندما ذهبنا إلى منبج والطبقة والرقة، ذهبنا بمساندة إخواننا العرب، الذين أرادوا التخلص من داعش، حاربنا داعش فقط، ولم نحارب أيّة جهة أخرى، أما القوى الأخرى التي هاجمتنا؛ فهي التي اعتدت على مناطقنا، ونحن مضطرون طبعاً للدفاع عن مناطقنا، بأي شكل من الأشكال".
السوريون لا يعترضون على حقوق الكُرد
ويستخلص مُسلم من رفض المعارضة المُقيمة في تركيا بأنّها تطلق رؤاها السياسية بناءً على إملاءات أنقرة، وأنها ليست بناء على آراء السوريين أنفسهم، فيقول: "المعارضة التي لا تعترف بحقوق الكُرد، لا تفعل ذلك بناءً على رغبة السوريين الذين يعرفون الكُرد منذ القدم، ولا يمانعون التشارك معهم في سوريا ديمقراطية، الشعب لا يعترض على الحقوق الكُردية، من يعترض هم سلطة البعث التي كانت موجودة في سوريا، هؤلاء يعترضون على أيّ حقّ ديمقراطي للأكراد، وذهنية الدولة التركية الفاشية التي لا تعترف بوجود الكُرد، وكذلك المعارضة التابعة لها (لـ تركيا)". مردفاً: "لهذا نحن لا نرجو شيئاً من هؤلاء الذين لا يعترفون بالوجود الكُردي ويحاربونه".
لسنا انفصاليين
يرفض مُسلم الاتهامات التي تطالهم بالسعي لتقسيم سوريا، ويؤكد أنّهم يريدون سوريا لجميع أبنائها، بمختلف مكوناتهم، فيقول: "نحن لسنا انفصاليين، لدينا مشروعنا بالنسبة إلى سوريا ديمقراطية، نعتقد بأنّ الجميع يعلم، بمن فيهم المعارضة والسلطة وأصدقاء سوريا وأعدائها، بأنها لن تعود إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، سوريا يجب أن تبنى من جديد، نحن لدينا مشروعنا، وليس هناك مشروع لدى أحد غيرنا، لدينا خارطة طريق تنص على سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، تنال فيها جميع المكونات السورية حقوقها الديمقراطية، وهذه ليست انفصالاً، هذه سوريا التي نسعى إليها، نحن الطرف الوحيد الذي لديه مشروع لوحدة سوريا المستقبل، عبر سوريا لا مركزية ديمقراطية".

اقرأ أيضاً: كيف استخدمت تركيا المريدية والإخوان في اختراق المجتمعات الكردية؟
ويتابع: "الأطراف الأخرى ليس لها أيّ مشروع، بمن فيهم النظام الذي يتمسك بذهنيّته، وكأنّ سوريا سوف تعود إلى ما قبل 2011، أما تركيا، فالشيء نفسه؛ ليس هناك أيّ طرف لديه مشروع لسوريا واحدة، نحن لا نطالب بحقوق الكُرد فقط، بل نريد ضماناً لحقوقهم، الدولة التركية تصفنا بأننا أكراد انفصاليون، والنظام يصفنا أننا أكراد انفصاليون، بينما الحقيقة ليست كذلك، نحن أكراد، ونطالب بحقوقنا صحيح، لكنّ ضمان هذه الحقوق يتحقق بالديمقراطية للجميع، عندما نطالب بسوريا ديمقراطية؛ فهو حفاظاً على حقوق الكُرد في سوريا، عندما نطالب بإخوة الشعوب لأننا نريد العيش المشترك بين مختلف الشعوب، العرب والكرد والسريان والآخرون، هذا موجود في النموذج الذي أقمناه في مناطقنا، الآن جميع مؤسساتنا في الإدارة الذاتية تضمّ الكُردي إلى جانب العربي إلى جانب السرياني، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، يتم التعليم باللغة العربية والكُردية و السريانية جنباً إلى جنب".
نموذج لكلّ السوريين
وحول النظام السوري؛ يقول مُسلم: "الحكومة السورية، أو البعث، يقولون لنا ماذا تريدون، لنعطيكم حقوقكم واسكتوا، لماذا تطالبون بحقوق العرب أيضاً، الحقيقة نحن عندما نطالب بالديمقراطية لإخواننا العرب، نحن نضمن بقاءنا، يعني إذا لم يكن هناك ديمقراطية فلا فرق، ربما غداً يعتدي علينا جارنا العربي بتهمة الانفصالية، وهذا يعني عدم الاستقرار، إذا كنا فعلاً نريد الاستقرار والحفاظ على مكاسب الشعب السوري، يجب أن تكون هناك ديمقراطية ومساواة، النموذج الذي أقمناه في المناطق التي حررناها، من الممكن أن يكون نموذجاً لكلّ السوريين، وبالتالي التهمة باطلة، وهي فقط لإظهار أننا انفصاليون، حتى التركمان السوريون ليكن لهم ثقافتهم وممارساتهم ومؤسساتهم، لكن ليس بالارتباط بالخارج، إنما ضمن سوريا، الآن في الكثير من مؤسساتنا وخاصة في منبج، لدينا شركس وتركمان يشاركون في المجلس المدني وفي المجلس العسكري، نحن لا ننكر على أحد حقوقه الديمقراطية".
لو لم تكن تركيا
يشير مسلم في حديثه لـ "حفريات" إلى أنّ تركيا لو لم تتدخل في الشأن السوري، فإن الحال كانت ستكون أفضل بكثير مما هي عليه الآن، فيقول: "لو ترتكنا تركيا بحالنا، اعتقد أننا، كسوريين، قادرون على أن نجلس ونتفاهم على كلّ شيء، نظمنا في الإدارة الذاتية الديمقراطية الحوار السوري-السوري، في بلدة عين عيسى وفي الرقة، وهو ما نعتمد عليه، لنجلس معاً ونتفاهم، طبعا النظام لا يحلو له ذلك، بدليل أنه منع وفوداً من مناطقه من الانضمام إلى ذاك الحوار، وكذلك تركيا تعترض عليه، لكننا ماضون في ذلك، يكفي أن نجلس مع أيّ طرف، وألّا يحاول فرض الشروط التركية علينا، أو فرض شروط النظام علينا".

اقرأ أيضاً: "الغوطة وعفرين": أحلام المهجرين بالعودة إلى منازل تهدّمت وجغرافيا سُرقت
متابعاً: "نحن أحرار في قراراتنا، يمكننا أن نكون مع المعارضة، لكننا لا نستطيع الذهاب إليهم، فيما هم بإمكانهم أن يأتوا إلينا، هناك الكثير ممن جاؤوا إلى مناطقنا المحررة وجلسنا وتحادثنا، هم معجبون بنموذجنا، وأعتقد أنّ الأيام القادمة ستكون أفضل من حيث التعرف إلى نموذجنا، من الممكن أن يكون نموذجاً لكلّ السوريين، والذين يتعرفون إلى هذا النموذج عن قرب يحبذونه، وأعتقد أنه سيطبق في سوريا".

معارضون سوريون بينهم "عبيدة النحاس" يزورون منبج الخاضعة لـ "قسد"

العلاقة العربية الكردية
وفي ختام حديثه لـ "حفريات"، يشيد مُسلم بالعلاقة العربية الكُردية، فيقول: "نحن كأكراد نرى أنفسنا جزءاً من الشعب الكُردي العام، ونحن هنا نتحدث عن قرابة خمسين مليون كردي، الجسر الذي يمكن أن يربط بين الأمة الكُردية والأمة العربية؛ هو الشعب الكُردي في سوريا، الذي يتعايش مع إخوانه العرب، ولهذا نحن نعتقد أنّ العلاقة الكردية العربية في المستقبل ستكون قوية من خلالنا، لدينا تفاهمات ولقاءات وعلاقات مع مصر، نحن شعبان شقيقان وعشنا التاريخ معاً، وسنمضي معاً، خاصة إذا استطعنا التخلص من المؤثرات الخارجية، أعتقد أنّ العلاقة الكُردية العربية ستتحسن، وهو فرض علينا أن نحسنها؛ لأننا ندرك الأبعاد الإستراتيجية لها بالنسبة إلى الشعبين الكردي والعربي، وسنقوم بما يلزم لتوثيق هذه العلاقة قدر الإمكان".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية