كل ما تريد أن تعرفه عن الحرس الثوري الإيراني

كل ما تريد أن تعرفه عن الحرس الثوري الإيراني


09/04/2019

ترجمة: محمد الدخاخني


الحرس الثّوري هو عبارة عن قوّة عسكريّة نخبويّة إيرانيّة تضطّلع بمسؤوليّة حماية النّظام من التّهديدات الدّاخليّة والخارجيّة.

اقرأ أيضاً: الحرس الثوري منظمة إرهابية.. هذه ردود الفعل
وبالإضافة إلى احتوائه على 125,000 رجل، فإنّه يسيطر على ميليشيا الباسيج [:قوّات تعبئة الفقراء والمستضعفين] شِبه العسكريّة الّتي تضمّ حوالي 90,000 عضو نشط، ويدير فيلق القدس المعنيّ بالعمليّات الخاصّة في الخارج.
وكان الحرس الثّوريّ قد تأسّس مع نهاية الثّورة الإسلاميّة الإيرانيّة عام 1979 بوصفه ميليشيا نخبويّة مسلّحة دورها حماية النّظام الدّينيّ الشّيعيّ الجنينيّ آنذاك. كما شكّل ثقلاً مهمّاً أمام الجيش الإيرانيّ التّقليديّ، الّذي اعتُقِدَ أنّ العديد من قادته موالون للشّاه المنفيّ.
وقد عمل الحرس الثّوريّ في البداية كقوّة محلّيّة، لكنّه توسّع بسرعة بعد أن قام الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين بغزو إيران عام 1980، عندما منح الخميني الحرس قوّاته البرّيّة والبحريّة والجويّة الخاصّة.

الحرس الثوري الإيراني وراء برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

الحرس الثّوريّ: دولة داخل الدّولة

يجادل بعض المحلّلين بأنّ الحرس الثّوريّ قد أصبح منذ ذلك الحين دولةً داخل الدّولة، وتلك دلالة واضحة لما يُشار إليه عادةً باسم "الدّولة العميقة" في بلدان أخرى - أقلّ سلطويّة -.
هذا، ودور الحرس الثّوريّ مكرّس في الدّستور، حيث لا يخضع إلّا للزّعيم الإيرانيّ الأعلى، آية الله علي خامنئي، ممّا يمنحه مجموعة هائلة من السّلطات القانونيّة والسّياسيّة و - في الواقع - الدّينيّة أيضاً.

تأسس الحرس الثّوريّ نهاية الثّورة الإسلاميّة عام 1979 بوصفه ميليشيا نخبويّة مسلّحة دورها حماية النّظام الدّينيّ الشّيعيّ الجنينيّ آنذاك

ويشرف الحرس الثّوريّ على برنامج الصّواريخ الباليستيّة الإيرانيّ، كما قام بإجراء العديد من التّجارب منذ الاتّفاق النّوويّ. ويمكن أن تصل صواريخه إلى إسرائيل. وفي آذار (مارس) 2016، أطلق صاروخاً باليستيّاً مكتوباً عليه بالعبريّة "يجب محو إسرائيل".
وتصل قاعدة قوّة الحرس الثّوري إلى أعمق زوايا الدّولة الإيرانيّة، وهو عبارة عن شبكة تدير بفاعليّة المجمعات العسكريّة والاستخباراتيّة.
وكان للرّئيس الإيرانيّ الإصلاحيّ حسن روحاني علاقة صعود وهبوط مع الحرس الثّوري. فقد سعى إلى الحدّ من تأثير الحرس على الاقتصاد كجزءٍ من الإصلاحات الاقتصاديّة.
ويقال إنّ الحرس الثّوري يمتلك حصّة كبيرة في الاقتصاد الإيرانيّ، سواء في كيانات قانونيّة أو غير قانونيّة، وإنّ قادته يمتلكون عقارات في طهران. وغالباً ما يُتّهم بالتّورط في عمليّات تهريب مربحة عبر الحدود.
وكانت شبكته الاستخباراتيّة وراء اعتقال مواطنين مزدوجي الجنسيّة وآخرين ذوي علاقات مع دول غربيّة بتهم التّجسس وإدانتهم في جلسات مغلقة.

فيلق القدس: يد الحرس الإيرانيّ في الخارج

خامنئي، الذي خلف الخميني عام 1989، أسّس فيلق القدس، وهو عبارة عن وحدة تابعة للحرس الثّوري تضطّلع بمسؤوليّة عمليّاته في الخارج.

اقرأ أيضاً: هكذا ردّت إيران على احتمالية تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية
ويُعرف فيلق القدس في بعض الأحيان بأنّه خليفة الحرس الإمبراطوريّ للشّاه، ويقدّر عدد أعضائه بحوالي 2,000 إلى 5,000.
وتحت رئاسة الّلواء قاسم سليمانيّ، الّذي أشرف على قتال فيلق القدس لتنظيم داعش نيابةً عن الرّئيس السّوري بشار الأسد، يعمل الفيلق مع حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزّة، وهما منظّمتان تستعرضهما الحكومة الإيرانيّة علناً باعتبارهما حلفاء.

جماعة إرهابيّة؟
قامت الولايات المتّحدة باتّهام إيران بأنّها دولة راعية للإرهاب، لكنّها امتنعت* عن إدراج الحرس الثّوريّ كمجموعة إرهابيّة بسبب قلقٍ من أن هذه الخطوة قد تؤدّي إلى الهجوم على القوّات الأمريكيّة المتواجدة في المنطقة. وسيكون من غير المسبوق أيضاً اعتبار جيش دولة ما جماعة إرهابيّة.
ومع ذلك، تحتفظ الولايات المتّحدة بفرض عقوبات على إيران والحرس الثّوريّ بسبب دعمهما للإرهاب، ويرجع ذلك أساساً إلى دعمهما العسكريّ لحزب الله وحماس.


المصدر: دويتشه فيله

*أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء أمس، إدراج "الحرس الثوري الإيراني" على لائحة المنظمات الإرهابية، واعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في تصريحات صحفية، أنّ الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات للدولة الإيرانية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية