أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى في 7 أعوام... ما الأسباب؟

أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى في 7 أعوام... ما الأسباب؟


14/02/2022

ارتفعت أسعار النفط اليوم الإثنين إلى أعلى مستوى منذ أكثر من (7) أعوام، مدفوعة بالمخاوف المتصاعدة من احتمالات إقدام روسيا على غزو كييف.

وقالت وكالة "رويترز": إنّ أسعار النفط سجلت اليوم الإثنين أعلى مستوى لها منذ أكثر من (7) أعوام، وأشار موقع صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أنّ أسعار النفط سجلت اليوم أعلى مستوى لها منذ (8) أعوام، وسط مخاوف من أن يؤدي غزو روسي محتمل لأوكرانيا إلى فرض عقوبات من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على موسكو التي قد تلجأ إلى قطع إمدادات الغاز الطبيعي والنفط في مواجهة أيّ عقوبات محتملة.

اقرأ أيضاً: ما حقيقة إغلاق المجال الجوي لأوكرانيا؟

ووفقاً لـ"رويترز" نزل خام برنت 11 سنتا أو 0.1 بالمئة إلى 94.33 دولار للبرميل بحلول الساعة 0910 بتوقيت غرينتش بعد أن بلغ في وقت سابق ذروة 96.16 دولار وهو أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2014. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1 بالمئة أو أقل من 0.1 بالمئة. إلى 93.11 دولار للبرميل، بالقرب من أعلى مستوى في الجلسة عند 94.94 دولار، وهو الأعلى منذ أيلول (سبتمبر) 2014.

زلزال بأسواق المال العالمية بسبب التصريحات

تقول وكالة "رويترز": إنّ التصريحات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن هجوم وشيك من روسيا على أوكرانيا أدت إلى اهتزاز أسواق المال العالمية.

أسعار النفط سجلت اليوم الإثنين أعلى مستوى لها منذ أكثر من (7) أعوام

وفي 6 شباط (فبراير) الجاري، فاجأت الولايات المتحدة الأمريكية العالم بتقرير استخباراتي يشير إلى أنّ روسيا قد أوشكت على إكمال الاستعدادات لما يبدو أنّه "غزو واسع النطاق" لأوكرانيا، متوقعاً أنّ الغزو الروسي "المحتمل" لكييف قد يسفر عن نحو (50) ألفاً بين قتيل وجريح أوكراني، متوقعين أن تسقط العاصمة الأوكرانية في قبضة الروس في "يومين"، مع نزوح نحو (5) ملايين أوكراني، وفقاً لإيجاز عن تقديرات الاستخبارات الأمريكية والجيش الأمريكي.    

 

أسعار النفط تقفز اليوم الإثنين إلى أعلى مستوى منذ أكثر من (7) أعوام، مدفوعة بالمخاوف المتصاعدة من احتمالات إقدام روسيا على غزو كييف

 

وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أنّ روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، وأنّه بات لديها بالفعل 70% من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه. وحذّرت  من أنّ "النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة في ظلّ خطر تسببه في مقتل ما بين (25 ـ 50) ألف مدني، وما بين (5 ـ 25) ألف جندي أوكراني، وما بين (3 ـ 10) آلاف جندي روسي، ويمكن أن يتسبّب في تدفق مليون إلى (5) ملايين لاجئ، بشكل رئيسي إلى بولندا".

 ونقلت "رويترز" عن إدوارد مويا محلل السوق لدى "أواندا" قوله: "إذا حدث تحرّك للقوات، فسوف يرتفع خام برنت فوق مستوى (100) دولار للبرميل بكلّ سهولة".

 سوق النفط رهينة النزاع الروسي الأوكراني

عدم استقرار سوق النفط والطاقة عموماً يظلّ الهاجس الأكبر لأوروبا التي تتحرك على كافة الأصعدة لمنع تحول النزاع الروسي الأوكراني إلى صراع مسلح يشمل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية كذلك.

اقرأ أيضاً: الغرب يُسلم أوكرانيا "أسلحة فتاكة" قبل اجتياح روسي متوقع

 

 وفي هذا الشأن قال مويا: "ستظل أسعار النفط متقلبة للغاية وعرضة للتطورات المتزايدة فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا"، وسط حالة من التوتر في الوقت الذي تواجه فيه منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها "أوبك بلس" صعوبات في زيادة الإنتاج، رغم التعهدات التي تصدر شهرياً بزيادة الإنتاج بمقدار (400) ألف برميل يومياً حتى آذار (مارس).

 تطورات الأزمة الأوكرانية

وفي سياق التطورات في أوكرانيا، جدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التأكيد على التزام الولايات المتحدة بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.

عدم استقرار سوق النفط يظلّ الهاجس الأكبر لأوروبا

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان مقتضب على صفحتها الرسمية على الإنترنت، أنّ بايدن أوضح خلال الاتصال "أنّ الولايات المتحدة ستردّ بسرعة وحسم بالتعاون مع حلفائها وشركائها على أيّ عدوان روسي آخر ضد أوكرانيا".

وأمس، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في تغريدة باللغة الإنجليزية على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، "روسيا وجميع الدول المعنية إلى عقد اجتماع خلال الـ 48 ساعة المقبلة لمناقشة تعزيز موسكو العسكري على طول حدودها وفي القرم المحتلة حالياً"، مضيفاً: "فشلت روسيا في الردّ على طلبنا بموجب وثيقة فيينا".

 سباق تسلح على الجبهتين

وقد أعلنت الحكومة الأوكرانية مساء أمس تسلّمها دفعة ثانية من المساعدات العسكرية من ليتوانيا، شملت منظومات صاروخية أمريكية الصنع من نوع "ستينغر".

 

التصريحات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن هجوم وشيك من روسيا على أوكرانيا أدت إلى اهتزاز أسواق المال العالمية

 

وأكد وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف، في منشور على الصفحة الرسمية لوزارة الدفاع الأوكرانية على "فيسبوك"، أنّ هذه الصواريخ وصلت مع معدات عسكرية أخرى ضمن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية على متن طائرة حطت في مطار بوريسبول قرب كييف.

وذكّر ريزنيكوف بأنّ أول حزمة مساعدات عسكرية من ليتوانيا على خلفية التصعيد الحالي حول أوكرانيا وصلت إلى كييف في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مع بداية تصاعد النزاع مع روسيا.

 

اقرأ أيضاً: روسيا لا تقدم "قائمة طعام" في أزمة أوكرانيا... هل هذه إشارة للحرب؟

وفي تحليل لموقع "ذا هيل" الأمريكي، رأى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاقم مخاوف أوكرانيا بعد استخدامه ورقة بيلاروسيا، جنباً إلى جنب مع إجراء تدريبات عسكرية للحلفاء، وآخرها التدريبات العسكرية الضخمة الجارية على أراض بيلاروسيا من خلال إرسال (5000) جندي يمكن أن يصل عددهم إلى (30) ألفاً، وفقاً لتقديرات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مشيراً إلى أنّ التدريبات الروسية البيلاروسية سوف تستمرّ حتى منتصف شباط (فبراير)، وسوف تجعل "شبح" غزو أوكرانيا "محتملاً".    

أعلنت الحكومة الأوكرانية مساء أمس تسلّمها دفعة ثانية من المساعدات العسكرية من ليتوانيا

ووفقاً للموقع الأمريكي، يُعدّ الهجوم من بيلاروسيا المجاورة خياراً مثيراً للاهتمام، ولكنّه غير مرجّح بسبب مستنقعات "بريبيات" الضخمة التي تهيمن على معظم الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا، كما أنّ تضاريس المستنقعات غير مناسبة إلى حد كبير للحرب الآلية، في حين أنّ الجزء الآخر من الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا مع بيلاروسيا محاط بمنطقة استبعاد تشيرنوبيل شديدة النشاط الإشعاعي، ممّا يُعقّد هذين الطريقين كممر محتمل للغزو. 

 

نقلت "رويترز" عن إدوارد مويا محلل السوق لدى "أواندا" قوله: إذا حدث تحرك للقوات، فسوف يرتفع خام برنت فوق مستوى (100) دولار للبرميل بكلّ سهولة

 

وفقاً للمعايير الأوروبية، أوكرانيا بلد كبير، مساوٍ لفرنسا في الحجم تقريباً، ولكن مع ثلثي السكان فقط، البالغ عددهم (45) مليوناً. وتنتشر القوات الروسية، وقوامها نحو (100) ألف جندي، على طول جبهة طولها (1800) ميل تقريباً، تمتدّ من الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا إلى بحر آزوف بالقرب من البحر الأسود.

 ويشعر المسؤولون الأوكرانيون بشكل متزايد بإحساس بالحصار في شكل عائق أفعى روسي عملاق يلتف حول بلدهم من الشمال والجنوب والشرق، ممّا يخلق لعبة تخمين حول المكان الذي قد يقع فيه العبء الأكبر للهجوم المحتمل.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية