استمرار السجال في اعتذار عائض القرني

استمرار السجال في اعتذار عائض القرني


12/05/2019

يستمر السجال وتتواصل ردود الأفعال المتعارضة في أعقاب اعتذار الشيخ السعودي، عائض القرني، بعد ظهوره في برنامج "الليوان"، عبر قناة "روتانا خليجية".

وتداول النشطاء مقاطع فيديو لبعض جزئيات اللقاء، الذي يمكن وصفه بـ "التاريخي"؛ حيث تحدث فيه القرني بصراحة متناهية ووضوح، وهو يقدم اعتذاره للناس عن ممارسات مرحلة (الصحوة)، التي كان أحد رموزها، وفضحه مزيداً من ملفات العبث والتجاوز القطري خلف الكواليس، مع رجال الدين المؤثرين في المملكة، وكذلك حديثه عن الرئيس التركي أردوغان، ووصفه بالمراوغ والمتآمر ضدّ السعودية بعد انكشافه، على حدّ قوله.

وعلى صعيد المجتمع السعودي؛ فقد قابلت الأغلبية اعتذار القرني بشهامة معتادة ونبل وفروسية، وحيّته على موقفه، ورأت أنه لم يركن إلى شهرة واسعة أو مريدين يحولون بينه وبين أن يصدح بآرائه، وفق موقع "العربية".

كما تمنى السعوديون أن يملك دعاة آخرون شجاعة وإقدام الشيخ عائض القرني على التراجع؛ لأنّه لا عصمة لأحد عن الخطأ، أو كما قال القرني: "أنا بشر، ولست نبياً".

وتحت عنوان "اعتذار عائض القرني"، كتب أحمد الحناكي، في صحيفة "الحياة": "كان الراحل، الدكتور غازي القصيبي، أول من حذر من خطورة بعض الدعاة أو الإسلامويين أو الحركيين، منوهاً إلى أنهم يبالغون في تقييم ذاتهم، واضعين أنفسهم أوصياء على البشر".

وكانت رسالة القصيبي؛ التي وجهها إلى عائض القرني قبل أكثر من 28 عاماً، عنواناً قوياً ومنطقياً، وسأورد، يقول الكاتب السعودي الحناكي، هنا جزءاً من رسالة القصيبي:

"أستنكر، أخي الكريم عائض القرني، ما قلته في مقالة في "الشرق الأوسط" عن تغير الفتوى"، وعلق على ذلك مستغرباً بـ "عجيب!!!"، وذكر في مقاله أيضاً: "يا أخي الكريم، الذي أثبت تغير الفتوى لا بتغير الأزمنة فحسب، بل بتغير الأمكنة والأحوال والنيات والعوائد، لم يكن أنا، إنما كان العلّامة المجتهد المحقق، ابن القيم، رحمه الله في فصل ذائع شهير، من كتاب ذائع شهير هو "إعلام الموقعين عن ربّ العالمين"، أشرت إليه في مقالتي بالنص والسؤال إلى أخي الكريم عائض القرني، وهو: هل قرأ الفصل أو لم يقرأه؟! إذا قال أخي إنه لم يقرأه، قلنا له إنه لا يجب لمن ينسب نفسه إلى العلم، أن يهاجم المقولة قبل أن يقرأ ما كتبه في شأنها عالم جليل من أعظم علمائنا، وما هكذا يتكلم العلماء، وإذا كان قد قرأ الفصل، فهل هو يتفق مع ما ذهب إليه ابن القيم؟ وإذا كان يتفق معه، فلماذا يقول ما لا يعني؟ وما هكذا يتكلم العلماء، وإذا كان لا يتفق مع ابن القيم فهل يعد نفسه أفقه منه؟ ولماذا لم يفند مقالته التي يرى فيها كل هذا الخطر العظيم على الإسلام... أهكذا يتكلم العلماء؟ أم أنّ أخي الكريم يرفض كلّ شيء مني حتى لو كان صوابا؟".

الحناكي أضاف: خرج الداعية عائض القرني قبل أيام مع الزميل، عبد الله المديفر، معتذراً عن أخطائه أيام ما يسمى بـ "الصحوة"، وهي فترة غرر فيها المتطرفون بالكثير من الشباب والمراهقين السعوديين والعرب من المسلمين.

من حيث المبدأ، يردف الكاتب، فإنّ المتابعين يعلمون من هم "الصحويون" وماذا أحدثوا تلك الفترة من أفعال أعاقتنا عن اللحاق بالتحديث، لدرجة تدخلوا بها في كلّ شيء في حياتنا الشخصية، وصولاً إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى بشكل مغالٍ ومتطرف، بالتالي، لم تكن مفاجأة أن يعترف القرني بنفسه، وعلى أيّة حال؛ فلنعتبر الأمر إيجابياً، لعلّ كثيرين من المغرر بهم من قبله، أو ممن يرونه منزهاً عن الأخطاء، أو من الذين يعلمون ماذا صنع، لكنهم لا يريدون أن ينكشف، في النهاية يتراجعون.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية