ما مصير الفرنسيين الذي قاتلوا داعش ضمن صفوف الوحدات الكردية

ما مصير الفرنسيين الذي قاتلوا داعش ضمن صفوف الوحدات الكردية


18/05/2019

يربك  فرنسيون قاتلوا ضد تنظيم داعش إلى جانب الأكراد، سلطات بلادهم بعد اتخاذ قرار العودة.

يقدّر عدد هؤلاء المتطوعين في وحدات حماية الشعب الكردية المسلحة التي تقوم بدور رئيس في الميدان بمساندة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالعشرات وأعمارهم لا تزيد عن الثلاثين عاماً، ومن بينهم مناهضون للفاشية وشيوعيون وفوضويون وغيرهم، وفق ما نقلت "فرانس برس".

فرنسيون قاتلوا ضد تنظيم «داعش» إلى جانب الأكراد،  يربكون سلطات بلادهم بعد اتخاذ قرار العودة

وأكد مصدر أمني أن هؤلاء يمثلون تحدياً أمنياً بالنسبة للسلطات الفرنسية. ويوضح أن «الأسوأ هو عودة أشخاص، ايا كان انتماؤهم، وقد اكتسبوا خبرات ومعرفة». ويتابع: «يجب منعهم من نشر المعارف التي اكتسبوها».

ويقول داميان كيلير الناشط «الفوضوي والنقابي» البالغ من العمر 25 عاماً إن «هذا النزاع شارك فيه أشخاص من كلّ مشارب الحياة»، حيث يوجد «فوضويون وشيوعيون وعسكريون سابقون ومغامرون، ومن يلتقطون صوراً أربع مرات في اليوم مع رشاش كلاشينكوف وينشرونها على فيسبوك. والمجانين أيضاً هنا».

وبعد هذا الحد الأدنى من الوقت، يستعد جاك الفرنسي البالغ من العمر 29 عاماً لمغادرة سورية لأسباب مهنية. ويقول: «أنا مربّي نحل، لدي خلايا نحل علي الاعتناء بها، وقد حلّ الموسم».

وليس لدى جاك النية في إبلاغ السلطات الفرنسية لدى عودته إلى بلده. ويقول: «أعتقد بالأحرى أنهم هم من سيبحثون عني». وهو غادر باريس بتذكرة ذهاب فقط إلى العراق، ويعتقد أن «السلطات تراقبه عن كثب» و«تعدّه خطيراً» بسبب ماضيه النضالي.

غادر ييسان بدوره إلى سورية بين أواخر عام 2016 ومنتصف عام 2018. ولا يحدد الشاب البالغ من العمر 23 عاماً ولا يزال في سورية التاريخ الدقيق لسفره، ويرفض الحديث عما إذا كان قد قتل أحداً. ويوضح أن «المعنى يكمن في الفعل السياسي المشترك وليس في السجل العسكري».

ويقول إنه التقى بفرنسيين متعددي الشخصيات، من «محاربين قدماء»، إلى «رجعيين جاؤوا إلى هنا لقتل أصحاب اللحى على حد قولهم». إنهم «مغامرون لا صلة لهم بالقضية الكردية»، إضافةً إلى «مقاتلين ثوريين، عددهم في ارتفاع منذ عام 2018».

ويؤكد هذا الشاب أن السلطات الفرنسية تراقب عن كثب ملفات المتطوعين في سورية من اليسار المتطرف، لأنهم «أكثر من يمكن أن يتحدى السلطة والأقل تعاوناً مع الشرطة ، ينظرون إلينا كما ينظرون إلى الجهاديين: بمثابة فاشلين كارهين محبطين من المجتمع».

ويندد ييسان «برقابة متواصلة» و«ضغوطات على المحيط العائلي»، موضحاً أن «الاستخبارات الفرنسية تخشى، أن تحصل اعتداءات على أهداف في الدولة الفرنسية، وتخشى من قيام حركة سياسية». ويضيف أن «التلاقي في النضال مثلاً مع حركة اجتماعية شاملة مثل السترات الصفر يثير الخوف لدى الإليزيه».

ولم يبلغ بدوره أندريه ايبير السلطات عن عودته من روج آفا في كانون الأول (ديسمبر) عام 2017، «وهي بدورها لم تتحرك».

مصدر أمني: هؤلاء يمثلون تحدياً أمنياً بالنسبة للسلطات لانهم اكتسبوا خبرات عسكرية ومعرفة في القتال

في كتابه «إلى الرقة» الذي صدر في آذار (مارس)، يتحدث أندريه عن التحقيق معه في مقرّ الاستخبارات الفرنسية بعد رحلته الأولى إلى سورية بين تموز (يوليو) عام 2015 ونيسان (أبريل) عام 2016. وبعد عدة أشهر، صادرت الشرطة جواز سفره. لكنه استعاده بكسبه القضية أمام المحكمة الإدارية، وتمكن من الذهاب مجدداً إلى سورية.

وهو يرى أن «من الطبيعي جداً» تقديم معلومات والإخبار عن جهاديين فرنسيين «إذا كان ذلك يساعد في تحييدهم»، لكنه لا يعتبر وزارة الداخلية الفرنسية «حليفاً في مكافحة الإرهاب».

وتمكن أندريه حالياً من إيجاد عمل لدى صاحب عمل لا يعرف شيئاً عن ماضيه. ويقول إنه أغلق تلك الصفحة من الماضي لأنه قام «بدوره بذهابه إلى هناك». ويضيف: «لا أقوم بأي نشاط سياسي في فرنسا. من الأفضل لبعض الوقت عدم المشاركة بأي شيء من هذا القبيل».

وفي الواقع، يقول مصدر قضائي إن «هذه المسألة مرتبطة بالسياسة الجنائية التي يعتمدها قسم مكافحة الإرهاب في النيابة العامة في باريس، وهي لا تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية».

ولا يوجد «حالياً» أي تحقيق في النيابة العامة في باريس يستهدف الفرنسيين الذين غادروا للقتال إلى جانب وحدات حماية الشعب، وفق مصدر قضائي آخر، علماً أن هؤلاء الناشطين الأكراد مرتبطون بحزب العمال الكردستاني في تركيا، الذي يصنّفه الاتحاد الأوروبي «منظمة إرهابية».

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية