الإمارات ولبنان... مبادرات تنأى عن المذهبية والمناطقية

الإمارات ولبنان

الإمارات ولبنان... مبادرات تنأى عن المذهبية والمناطقية


21/05/2019

يُلاحظ المراقب للسياسات الإماراتية تجاه لبنان في العام 2019، أنّ هناك تركيزاً إماراتياً أوسع على تعزيز الجوانب الإنسانية والتعليمية والاجتماعية، وتمكين "العيش المشترك"، وتأهيل النازحين السوريين، بعيداً عن "المناطقية" و"المذهبية"؛ وبما ينسجم مع شعار هذا العام؛ الذي أعلنت دولة الإمارات أنّه "عام التسامح".

المبادرات التي ترعاها سفارة الإمارات بلبنان لا تقتصر على منطقة بعينها بل تسعى للخروج من إطار المناطقية أو المذهبية

وتراوحت المبادرات الإماراتية في المدن والبلدات والمناطق اللبنانية بين حملة "مليون مستفيد من الاستجابة الإماراتية للنازحين السوريين في لبنان"، ورعاية سفارة الإمارات العربية المتحدة في بيروت تخريج دفعات من المتدربات والمتدربين السوريين الذين خضعوا بنجاح لتعليم القراءة وكتابة اللغة العربية، ضمن برنامج "اقرأ"، بدعم من مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية". كما شهد الشهر الجاري افتتاح سفير دولة الإمارات، حمد سعيد الشامسي، في "مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان- دار الأيتام الإسلامية"، مشغليْ الكهرباء والتدفئة والتبريد في مؤسسة بيروت المهنية، ومختبر الكمبيوتر في "دار السعادة"، بعدما تم تأهيل وتجهيز هذه المهنيات لتنضم إلى منظومة المؤسسة الخيرية والإنسانية، وتعمل على تقديم خدمات أفضل بدعم من هيئة "الهلال الأحمر الإماراتي".
وكان السفير الإماراتي لدى لبنان، رعى قبل أسبوعين طاولة حوار حول "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقّعها البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر في أبوظبي في شباط (فبراير) 2019، وذلك في ثانوية راهبات القلبين الأقدسين- البوشريّة ضمن مبادرات "عام التسامح".
خلال إطلاق "المشروع الإماراتي لعودة المدارس" في لبنان

نصف الجالية اللبنانية في الإمارات من أهل الجنوب
واللافت للنظر أنّ هذه المبادرات وغيرها، التي ترعاها وتشرف عليها سفارة الإمارات في لبنان، لا تقتصر على منطقة بعينها؛ بل هي تسعى للخروج من إطار "المناطقية" أو الزاوية المذهبية الضيقة لتشمل جميع لبنان؛ فلقد تم بداية الشهر الجاري (في احتفال تخريج الدفعة الثانية من برنامج "اقرأ"، وبالتعاون مع شركة "تكنولوجي" التي تترأس إدارتها النائب السابق غنوة جلول) تقديم الشهادات لـ 488 من الطلاب السوريين الناجحين، ضمن الاحتفال الذي تم تنظيمه في مدرسة الإمارات - البقاع الغربي، بمشاركة فاعليات اجتماعية وتربوية وبلدية وعدد من الأهالي.

الشامسي: الإمارات تحتضن 201 جنسية وفيها قانون وقضاء ونصف الجالية اللبنانية بدولة الإمارات من أهل الجنوب

وشدد السفير الإماراتي في كلمته، هذا الأسبوع، لدى افتتاحه مسجد الشيخ سيف بن محمد آل نهيان في بلدة كفرحمام في العرقوب جنوب لبنان، وذلك ضمن مبادرات عام التسامح 2019 على أنّ "الإمارات دولة فيها قانون وقضاء، ونصف الجالية اللبنانية في دولة الإمارات من أهل الجنوب؛ والإمارات تحتضن نحو 201 جنسية، وما نسمعه من أناس مغرضين كلام غير صحيح، وسفارة لبنان في أبو ظبي عندها الحيثية الكاملة عن موضوع الموقوفين الثمانية" على حدّ قوله، في إشارة إلى إصدار محكمة إماراتية في الخامس عشر من أيار (مايو) 2019 أحكاماً بالسجن بحق ثلاثة لبنانيين تراوحت بين المؤبد وعشر سنوات؛ لارتباطهما بمخطط إرهابي لصالح "حزب الله". وكانت المحكمة الاتحادية في الإمارات العربية المتحدة قضت بالمؤبد على لبناني وبالسجن 10 سنوات على اثنين آخرين؛ بعدما تمّت إدانتهم بالتخطيط لشن هجمات لصالح "حزب الله"، فيما برّأت خمسة لبنانيين آخرين في القضية ذاتها.

وتمنى السفير الشامسي "من أصحاب القلم والحكماء والعقلاء أن يدركوا أنّ دولة الإمارات هي دولة قانون، والجالية اللبنانية بأحسن حال"، كما نقلت صحيفة "الحياة". وأشار الى أنّ "لدى الإمارات تاريخاً مشرفاً في العمل الإنساني والخيري في لبنان بشكل عام والجنوب".
يذكر أنّه وُزّعتْ نحو 1000 حصة غذائية على عائلات لبنانية وسورية في قرى العرقوب.

دولة الإمارات هي دولة قانون، والجالية اللبنانية بأحسن حال
وكانت رئيسة شركة "تكنولوجي"، غنوة جلول، أكدت أهمية مشروع "اقرأ" التعليمي؛ الذي يسهم في محو الأمية، ويزود الطلاب بسلاح العلم والمعرفة مما يحميهم من المخاطر، لافتة إلى أنّ المشروع يمثل شعلة أمل ومستقبلاً حقيقياً يؤمنه التعليم.
وبدوره، أشار السكرتير الأول في السفارة الإماراتية في بيروت، فهد الكعبي، إلى أهمية "هذا المشروع الذي أسهم في تخريج 1000 طالب من اللاجئين السوريين على دفعتين"، لافتاً، بحسب "الحياة"، إلى أنّ "تزويد الطلاب بالعلم سيمكّنهم من إكمال مسيرتهم ويساعدهم على تأمين مستقبل أفضل لهم؛ في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يمرون بها".

اقرأ أيضاً: جورج قرداحي: الإمارات تنشر ثقافة التسامح
وقد أعلنت سفارة الإمارات في بيروت أنّها تتحرك في ظل قناعة بأنّ "الأجيال الناشئة هي أساس بناء وتطور المجتمعات، وأنّ عدم تحقيق اندماج جميع الفئات سيؤدي إلى عواقب نحن في غنى عنها"، كما أوردت "الحياة" عن السفير الشامسي.
مليون مستفيد
و
بخصوص الحملات الإماراتية لإغاثة المتضررين من شتاء هذا العام في لبنان، أعلن قبل أيام سفير دولة الإمارات لدى لبنان، عن انتهاء "حملة الاستجابة الإماراتية للنازحين السوريين شتاء 2019 – لبنان" التي بدأتها "ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية" في شهر كانون الثاني (يناير) 2019؛ تلبية لنداءات الإغاثة التي أطلقها لبنان نتيجة ما مر به من عواصف سببت خسائر فادحة للاجئين السوريين كما للمتضررين اللبنانيين. واستفاد من الحملة مليون شخص من النازحين السوريين والمتضررين اللبنانيين والمحتاجين الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: ما مصير التسامح والحوار في المجتمعات المفتوحة؟
وجاءت الحملة تزامناً مع مبادرة "عام التسامح" واستهدفت مختلف المناطق، لاسيما التي تعاني ظروفاً معيشية صعبة؛ حيث تم إغاثة العائلات اللبنانية والسورية والفلسطينية، والوقوف إلى جانب الحكومة اللبنانية في ظل النزوح السوري. واستمرت الحملة على مرحلتين بمكرمة من مؤسسة "خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" لتقديم مساعدات عاجلة لإغاثة النازحين السوريين في لبنان بقيمة 5 ملايين دولار.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية