حزب الله اللبناني يواصل قمعه للصحافة... من المستهدَف بآخر حملاته؟

حزب الله اللبناني يواصل قمعه للصحافة... من المستهدَف بآخر حملاته؟


19/01/2021

تشنّ كتائب حزب الله الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي حملات تخوين و"شماتة" بحقّ الصحفيين المعارضين لسياسة الحزب.

ولا يقتصر قمع حزب الله على إعلامي أو صحفي بحدّ ذاته، لكنّ سياسته القمعية تطال مؤسسات بكاملها، من دون أن يأخذ بعين الاعتبار أيّ محاسبة أو هيبة للدولة.

آخر تلك الحملات استهدفت الصحفي اللبناني قاسم قصير، وتمثلت بالشتم والتجريح الشخصي، وصولاً إلى التخوين وهدر الدم، وذلك بعد مقابلة تلفزيونية للقصير انتقد فيها حزب الله، وفق ما أورد "مرصد مينا".

وقد خرج الإعلامي والصحفي قاسم قصير، الناشط في مجال الحوار الإسلامي- الإسلامي، والإسلامي- المسيحي في 6 كانون الثاني (يناير) الجاري في مقابلة عبر قناة nbn، بمواقف وُصفت بالمنفتحة والواقعية، تخصّ حزب الله ودوره خارج الحدود اللبنانية، وعلاقته بإيران وولاية الفقيه.

ودعا قصير الحزب إلى المراجعة الذاتية، والعودة من سوريا، وعدم الالتصاق بإيران في الجانب السياسي والعسكري، رغم الالتقاء العقائدي بولاية الفقيه، مشدداً على ضرورة عودة الحزب إلى لبنان كحزب لبناني، بعد 10 أعوام من دخوله في الحرب السورية، أي أن يستعيد الحوار الداخلي، ويقارب مصلحة البلد من زاوية وطنية لبنانية.

 

أتباع حزب الله اللبناني يتوجّهون بالشتم والتجريح الشخصي والتخوين وهدر الدم للصحفي قاسم قصير بعد مقابلة تلفزيونية انتقد فيها حزب الله

ووصف أتباع حزب الله موقف قصير بأنه انقلاب على حزب الله، وكالوا له الشتائم، وأهدروا دمه، رغم إصداره بيانين وضّح فيهما ما كان يقصده.

ورغم التوضيح، استمرّت الحملة التخوينية والشتائم والتناول الشخصي، ليعود ويصدر قصير بياناً ثالثاً اليوم يعتذر فيه من "بيئة المقاومة"، ويوضح مواقفه في المقابلة، متوجهاً باعتذارات إلى ما سمّاه "جمهور المقاومة التي أحب".

وقد جاء في بيانه: "بدا أنّ الموضوعات التي طرحتها في المقابلة على صعيد الطرح أو الأسلوب، أو حتى التوقيت، غير مناسبة، وإن كان منطلقي مصلحة المقاومة ولبنان واللبنانيين جميعاً"، مؤكداً التزامه "بخيار المقاومة حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة ودعم المقاومة الفلسطينية، وأنني لم أتخلَّ ولن أفعل عن هذا الخيار، مع دعوتي إلى تحاور اللبنانيين من أجل حفظ لبنان ووحدته ولمواجهة الكيان المحتل".

وخلال الانتفاضة الشعبية عام 2019 لم يسلم أيضاً الصحفيون من عنف "الثنائي الشيعي" حزب الله وحركة أمل، فقد تكرّرت اعتداءاتهما على إعلاميين يعملون في وسائل إعلام معارضة لهما، على غرار "قناة العربية"، و"الحرّة"، وجريدة النهار اللبنانية"، وغيرها، حيث كانوا يتعرّضون لهم بالشتم والضرب على مرأى حتى من القوى الأمنية.

وفي نهاية عام 2020 أيضاً، مارس حزب الله سياسته القمعية ضدّ الإعلاميين الذين كانوا يغطّون جولات مفاوضات ترسيم الحدود في الناقورة في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بين لبنان وإسرائيل.

واتخذ الثنائي الشيعي حينها قراراً بعيداً عن سلطة القوى الأمنية، لإبعاد الإعلاميين الموجودين في الناقورة من موقع نقلهم رسائلهم، وأجبروهم على تغيير المكان تحت التهديد وبعد تكسير الكاميرات.

وتشكّل تلك الوقائع عينات من أساليب حزب الله، الذي لا يترك مناسبة إلّا ويقمع بها الإعلام، رافضاً أيّ صوت معارض لصوته، ولا يستطيع الحزب التعامل أو القبول بوجود معارضين له، لأنه ليس حزباً تقليدياً، بل هو إيديولوجيا، يهمّه دائماً أن يدّعي أنه يملك الشرعية والمصداقية الكاملة داخل الطائفة الشيعية، ولا سيّما كلّ ما هو متعلق بسلاحه والموضوع الأمني والعسكري، ويواجه أيّ صحافة حرّة وحرّية الرأي".

وتضع منظمة "مراسلون بلا حدود" لبنان في المركز الـ100 عالمياً، من أصل 180 دولة، على مؤشر حرّية الصحافة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية