قطر تدعو دول الخليج للحوار مع إيران.. فما مصير المصالحة؟

قطر تدعو دول الخليج للحوار مع إيران.. فما مصير المصالحة؟


19/01/2021

دعا وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دول مجلس التعاون الخليجي إلى الحوار مع إيران، وذلك عقب أيام من توقيع المصالحة الخليجية في قمة العلا، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل المصالحة والتغيرات التي قد تنتج عنها.

وكانت كل من الإمارات والسعودية والبحرين بالإضافة إلى مصر قد أعلنت مقاطعة قطر في 5 حزيران (يونيو) 2017، على خلفية عدة ملفات، من ضمنها علاقة قطر بإيران، والتي تضرّ بمصالح دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال وزير الخارجية القطري أمس، خلال حوار لتليفزيون "بلومبرغ": إنّ قطر حضّت دول الخليج على الدخول في حوار مع إيران، معتبراً أنّ هذا هو الوقت المناسب للدوحة للتوسط في مفاوضات، بحسب ما أورده موقع "النهار".

وزعم آل ثاني، خلال المقابلة، أنّ دول مجلس التعاون الخليجي لديها أيضاً الرغبة نفسها، موضحاً أنّ حكومته تدعم المناقشات الجارية بين إيران وكوريا الجنوبية للإفراج عن ناقلة نفط احتجزها الحرس الثوري الإيراني مطلع هذا الشهر.

 زعم آل ثاني أنّ دول مجلس التعاون الخليجي لديها أيضاً الرغبة نفسها، موضحاً أنّ حكومته تدعم المناقشات الجارية بين إيران وكوريا الجنوبية للإفراج عن ناقلة نفط

 وفي تعليق منفصل عن احتمال إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وإيران، قال: "إنّ "قطر ستسهل النقاشات إذا طُلب منها ذلك، وستدعم من يتمّ اختياره لتلك المهمة". وأكد أنّ بلاده تريد تحقيق الإنجاز، وترغب في التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

وفي سياق آخر، رداً على سؤال عن موقف الدوحة من الحركات السياسية الإسلامية التي تعتبرها أبو ظبي تهديداً للاستقرار، أجاب: "من المهم محاولة تجسير الخلافات، ولكن سنقوم بدعم كلّ ما يريده الناس، وأيّ شيء يسعى إليه الناس من أجل بلدانهم... إذا كانوا يسعون لتحقيق العدالة باستخدام الطرق السلمية للتعبير عمّا يعتقدون أنه صواب، فستواصل قطر دعم الناس".

ويرى مراقبون أنّ إصرار قطر على التمسك بالنهج ذاته، سواء في التقارب مع إيران أو الموقف من جماعات الإسلام السياسي، قد يضرّ بالمصالحة الخليجية، خصوصاً أنّ قمة العلا التي شهدت المصالحة، شنّت خلالها السعودية هجوماً حاداً على إيران ودورها في المنطقة.

وبحسب ما أورده موقع "ميدل إيست أون لاين"، فإنّ السعودية لم تعلن عن أيّ نية للانخراط في حوار مع طهران. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أكد، في القمة الخليجية التي عقدت في العلا، على ضرورة "توحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة".

وتأتي دعوة قطر إلى الحوار مع إيران تزامناً مع انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، وتسلّم الرئيس الديمقراطي المنتخب غداً الأربعاء إدارة البيت الأبيض بصفة رسمية.

ويُعتبر الديمقراطيون أقلّ حدّة من نظرائهم الجمهوريين في التعامل مع الملف الإيراني، فقد شنّ ترامب منذ توليه الرئاسة في كانون الثاني (يناير) عام 2017 حملة ضغوط قصوى على إيران وفرض عقوبات قاسية عليها، عقب انسحابه من الاتفاق النووي في 2018، وقد عمّق خلال فترة حكمه عزلة طهران أكثر من أيّ وقت مضى.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية