هل يؤدي الاتفاق النووي مع إيران إلى تصدع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟

هل يؤدي الاتفاق النووي مع إيران إلى تصدع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟


07/06/2021

في الوقت الذي يبدو فيه عزم الإدارة الأمريكية واضحاً وجلياً، على إحياء الإتفاق النووي مع إيران، وضغوط الأخيرة نحو تحسين شروط التفاوض؛ لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، إقليمياً ودولياً، تأتي تصريحات، بنيامين  نتنياهو، المتكررة  خلال الآونة الأخيرة، أنّ بلاده لن تسمح لإيران بحيازة سلاح نووي، مشدداً على ضرورة "التصدي لطهران، ومساعيها التوسعية في المنطقة"، كما أوضح أنّ بلاده تمكنت من تحقيق اختراق معلوماتي، حول البرنامج النووي الإيراني.

اقرأ أيضاً: إيران تعتقل ناشطين أحوازيين قبيل الانتخابات الرئاسية... تفاصيل

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي جدد تصريحاته، مطلع الشهر الجاري، بأنّه لن يتهاون أمام التهديدات الإيرانية، ولو كلفه ذلك الصداقة مع واشنطن، وقال خلال مراسم تبديل رئيس الموساد الثلاثاء الماضي إنّ "أكبر تهديد لإسرائيل، هو التهديد الوجودي، المتمثل بالمحاولات الإيرانية التزود بأسلحة نووية".

إصرار تل أبيب على المواجهة

وفيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أردف نتنياهو: "قلت لصديقي منذ أربعين عاماً، جو بايدن، بغض النظر إذا تم التوصل إلى اتفاق مع إيران أم لا، سنواصل القيام بكل ما بوسعنا؛ من أجل إحباط تزودها بأسلحة نووية، لأنّها تختلف عن باقي الدول التي تمتلك الأسلحة النووية، ولهذا السبب، الاحتواء ليس بمثابة خيار وارد بالحسبان".

اقرأ أيضاً: مرجعية إيرانية تحرم المشاركة في الانتخابات الرئاسية... لماذا؟

وختم، متوجهاً بالحديث إلى رئيس الموساد الجديد: "عليكم أن تفعلوا كل شيء، لضمان عدم تزود إيران بأسلحة نووية، في أيّ حال من الأحوال".

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، نهاية الشهر الماضي، إنّ الاتفاق النووي بين الدول الغربية وإيران، منع طهران من مواصلة أنشطتها النووية، حيث إنّ الاتفاق النووي مع إيران، كان أكثر اتفاق يخضع للرقابة في التاريخ، كما لفت إلى أنّ "طهران أقرب اليوم لإنتاج المواد الانشطارية، لذلك يجب إعادتها للاتفاق النووي"، مؤكداً أنّ إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، أصبحت أقرب إلى السلاح النووي، منها قبل الانسحاب.

توم حرب: من بين التغيرات التي طرأت على الاتفاق، الذي وقعه الرئيس باراك أوباما، هو وجود خلافات جمة، بين رؤية الإدارة الأمريكية الحالية، وتوجهات إسرائيل في ذلك الملف

بيد أنّه شدّد على أنّ واشنطن، وهي تحاول معرفة مدى إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، تتفق مع إسرائيل، في ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وفي حديثه لـ"حفريات"، يقول توم حرب، مدير التحالف الأمريكي شرق الأوسطي للديمقراطية، إنّه ينبغي التأكيد في البداية، على أهمية الملف النووي، وتعاطي القوى الدولية الكبرى، وكذا أغلب الدول في المنطقة مع هذا الملف الحساس والدقيق، ويردف: "من بين التغيرات التي طرأت على الاتفاق، الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، هو وجود خلافات جمة، بين رؤية الإدارة الأمريكية الحالية، وتوجهات إسرائيل في ذلك الملف، والذي تشعر الأخيرة أنّه يشكل تهديدات مختلفة، سياسية وأمنية، وهو موقف ليس ببعيد عن دول وقوى أخرى إقليمية".

توم حرب

ويرى مدير التحالف الأمريكي شرق الأوسطي أنّ إدارة بايدن هي "النسخة الثالثة من إدارة الرئيس السابق (أوباما)، وذلك على مستوى صياغة اتجاهات السياسة الخارجية، التي تظهر ميلها الواضح نحو العودة إلى الاتفاق النووي مرة أخرى"، ويستقر تقديره الخاص على أنّ تل أبيب، حيث نتنياهو أو من سيأتي بعده، سوف تواجه أيّ مبادرة أمريكية صوب إيران، وبالتالي سيتم الضغط بشدة على الإدارة الأمريكية، للوصول إلى صيغة ملائمة، تتناسب والمصالح المشتركة، وكذا الخطط الأمنية.

إيران تستدرج المنطقة تجاه صراع مدمر

من جانبه يشير، علي بو خلود، نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية، إلى أنّه في منطقة الأحواز بإيران، وكذا دول الخليج العربي، التي تتعرض لتهديدات من جراء سياسات إيران التوسعية الإرهابية، فإنّ التخوفات من المشروع النووي الإيراني تتجاوز وجود معاهدة أو اتفاقية؛ إذ إنّ طهران طوّرت مشروعها النووي، تحت مظلة الاتفاقية، حتى تمكنت من رفع التخصيب إلى درجة 60 بالمئة.

علي بو خلود

اقرأ أيضاً: وعود الانتخابات الرئاسية الإيرانية: استعادة معادلة الردع مع إسرائيل

ويضيف بوخلود لـ"حفريات": "لا يخفي على أيّ متابع لشؤون الشرق الأوسط، وخاصّة المهتمين بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، من جانب، والأولى وإيران من جانب آخر، تعدد الصراعات والنزاعات المختلفة والمستمرة بالوكالة، والمتمثلة في استهداف البوارج الحربية والنفطية، ثم الانفجارات الغامضة والمستمرة لقرابة العامين، والتي وصلت ذروتها مع انفجار منشأة نطنز النووية الإيرانية، وكذا "بارچين"، والأمر لم ينته عند هذا الحد، فمؤخراً، حدثت انفجارات بمواقع حيوية، تتصل بتطوير البرنامج النووي، من بينها "المستشفى العسكري في طهران، ناهيك عن استهداف العقول الإيرانية، مثل العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة".

اقرأ أيضاً: مقتل قيادي إيراني كبير في سوريا... من هو؟

ويضيف: "إسرائيل تعرف تماماً ما تقوله حول إيران، وبرنامجها النووي المهدد للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث إنّ المخابرات الإسرائيلية استطاعت أن تحصل على معلومات مكتوبة، حول البرنامج النووي، والتي يصل وزنها إلى ثمانية أطنان، كما ورد في الصحف الغربية، كما عرض رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، جميع الدلائل التي تتعلق بالبرنامج النووي، والذي يتم تطويره لأغراض عسكرية بحتة؛ ولهذا السبب أكّد نتنياهو في تصريحاته، أنّ البرنامج النووي الإيراني هو تهديد للوجود الإسرائيلي، بالدرجة الأولى، حيث إنّ النظام الإيراني حالياً، وهو لا يمتلك السلاح النووي، يؤسّس ويدعم ميليشيات طائفية، تخدم سياساته التوسعية في الإقليم، والتي تستهدف التمدد والهيمنة، فكيف إذا حصلوا على النووي لأغراض عسكرية؟".

علي بوخلود: النظام الإيراني حالياً، وهو لا يمتلك السلاح النووي، يؤسّس ويدعم ميليشيات طائفية، تخدم سياساته التوسعية في الإقليم، والتي تستهدف التمدد والهيمنة، فكيف إذا حصلوا على النووي لأغراض عسكرية؟

وفي ما يتصل بالعلاقات الإسرائيلية- الأمريكية تبعاً لذلك، يلفت إلى أنّها "شهدت توتراً في الآونة الأخيرة، بعد دخول الولايات المتحدة، على خط الصراع الدائر في إيران وإسرائيل، وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل، أن توقف حرب البوارج المستمرة، بداعي إعطاء الفرصة لإيران، حتى تلتزم الأخيرة بالمواثيق الدولية المطلوب تنفيذها، ولكن في المقابل، إسرائيل تتملكها المخاوف من التجاوزات، أو بالأحرى الخروقات المستمرة لبنود الاتفاق، وهي كلها أمور، تجعل إيران مرشحة لإنتاج القنبلة النووية، ما يؤكد الأغراض العسكرية لمشروع إيران النووي".

واللافت أنّ تصريحات نتنياهو، بحسب تصريحات نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية، تأتي بعد الزيارات المتتالية لرئيس المخابرات الإسرائيلي إلى واشنطن، والتي تحاول الكشف عن "الأغراض غير السلمية لمشروع إيران النووي، والذي ستكون له انعكاسات على المجتمع الدولي، كما أنّ طهران تماطل في مفاوضات فيينا، بينما لا تكف عن تجاوزاتها، المتمثلة في تطوير أجهزة الطرد المركزي، ورفع نسبة التخصيب، ما يؤكد أنّ النظام الإيراني، لن يتراجع قيد أنملة، عن ما وصل إليه في مشروعه النووي، منذ انسحاب دونالد ترامب، وينخرط في تلك المفاوضات؛ بهدف محاولة رفع العقوبات عنه، كهدف أساسي يضغط من أجله المرشد الإيراني، أما ادعاء التراجع عن المشروع النووي، والنتائج التي تم الوصول إليها، فلا يمكن الثقة في وعود أو التزامات، خاصّة مع المواقف المتأرجحة للنظام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنع مفتشي الهيئة الأممّية، من الوصول لبعض المواقع النووية، وكذا حظر تفريغ بعض الكاميرات".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية