للمرة الأولى: محادثات أمريكية-روسية-إسرائيلية محورها إيران.. ما سياقها؟

إيران

للمرة الأولى: محادثات أمريكية-روسية-إسرائيلية محورها إيران.. ما سياقها؟


24/06/2019

يلتئم اليوم الإثنين في مدينة القدس المحتلة اجتماع يضم الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، للمرة الأولى، للبحث في الأزمة السورية والوجود الإيراني. ووصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية هذا الاجتماع بأنّه "غير مسبوق لقوتين عالميتين مع إسرائيل". وتوقعت الصحيفة طرح بعض المطالب الروسية، والمطالب الأمريكية في المقابل، في هذا الاجتماع.

اقرأ أيضاً: بسبب تهديدات إيران.. شركات طيران عالمية تتخذ تدابير وقائية
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، وصل إلى إسرائيل مساء أول من أمس، والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، قبل أن يشارك في محادثات القمة الثلاثية اليوم.
ومن المقرر، وفق صحيفة "الحياة"، أن تبحث المحادثات الثلاثية، التي يشرف عليها نتنياهو ويشارك فيها بولتون إلى جانب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، ومستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي بتروشيف، في مستقبل سوريا وإبعاد إيران، إلى جانب بحث قضايا وملفات إقليمية ودولية.
مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون

اجتماع غير مسبوق
ووفقاً لصحيفة "هآرتس" فإنّ من المتوقع أن يلتقي نتنياهو، صباح غد الثلاثاء، بالمستشار الروسي بتروشيف، والأمريكي بولتون إلى جانب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر ديبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنّ "هذا الاجتماع غير المسبوق لقوتين عالميتين مع إسرائيل، يرسل رسالة قوية إلى أعدائنا" في إشارة إلى الإيرانيين.

اقرأ أيضاً: ترامب.. ماذا بعد إلغائه الضربة العسكرية لإيران؟
وأضاف المصدر: "اللقاء يمهد إلى خطوات ديبلوماسية كثيرة، ولعل أبرزها اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي القمة التي ستخلق الفرصة للاجتماع التاريخي بين ترامب وبوتين، ما سيسهم في شكل كبير في تعزيز وخدمة المصالح الأمنية لإسرائيل في المنطقة".

من المقرر أن تبحث المحادثات الثلاثية في مستقبل سوريا وإبعاد إيران إلى جانب بحث قضايا وملفات إقليمية ودولية

وأفادت الصحيفة بأنّ روسيا ستطلب من الولايات المتحدة الاعتراف بنظام الأسد ورفع العقوبات الدولية ضده، وفي مقابل ذلك ستضغط الولايات المتحدة باتجاه إبعاد وإخراج الإيرانيين من المنطقة.
وكان بولتون حذّر طهران، أمس، من إساءة تفسير قرار الرئيس ترامب بإلغاء الضربة الانتقامية على إيران في اللحظة الأخيرة على أنه "ضعف". وقال بولتون قبل اجتماعه مع نتنياهو في القدس المحتلة "يجب ألا تخطئ إيران أو أي جهة أخرى معادية باعتبار التعقل وضبط النفس الأمريكيين ضعفاً"، بعد يومين على إلغاء ضربات على إيران رداً على إسقاط طهران طائرة أمريكية مسيّرة الخميس الماضي. وأضاف، كما نقلت "وكالة الأنباء الفرنسية" أنّ "جيشنا أعيد بناؤه وهو جاهز للانطلاق". وفي إشارته إلى المحادثات الثلاثية اليوم قال بولتون إنّ "الظروف الحالية في المنطقة تجعل محادثاتنا تأتي في الوقت المناسب".

اقرأ أيضاً: هل دقت الحرب الأمريكية الإيرانية طبولها في العراق؟
وفي تغريدة السبت، هدد ترامب بفرض عقوبات "كبرى" جديدة على إيران اليوم.
وفرضت واشنطن سلسلة عقوبات على طهران بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والقوى الكبرى العام الماضي. وقال بولتون، بحسب "الفرنسية": "نتوقع الإعلان عن العقوبات الجديدة التي أشار الرئيس ترامب إليها اليوم الإثنين". وقال بولتون "لا يمكن لإيران امتلاك أسلحة نووية أبداً، لا ضد الولايات المتحدة ولا ضد العالم".
فرضت واشنطن سلسلة عقوبات على طهران بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي

خيبة أمل إيرانية جديدة
إلى ذلك، أصيبت طهران مجدداً بخيبة أمل من مراهنتها على الطرف الأوروبي، وهي خيبة الأمل نفسها التي أصابت إيران من وساطة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الذي زار طهران منتصف الشهر الجاري. وكانت إيران ترغب في أن يجلب لها آبي طوق نجاة من العقوبات الأمريكية، وهو ما لم يتم، بل دعاها إلى التصرف كـ "دولة طبيعية عادية"، الأمر الذي أغضب السلطات الإيرانية، فما كان من صحيفة "كيهان" اليومية التي تعكس آراء المرشد الإيراني، علي خامنئي، سوى التعليق بقولها: "يقولون إنّ اليابان ثاني أو ثالث أكبر اقتصاد في العالم. ما جدوى ذلك إذا كان قادتها يعملون كخدم عند الأمريكيين؟ لقد رأى آبي قائدنا (خامنئي) وهو يضع ترامب في حجمه الطبيعي... في خضم نضالنا المستمر ضد أمريكا، نثأر كذلك لمئات الآلاف من اليابانيين الذين قضت عليهم أمريكا المجرمة والدموية. وينبغي أن تنضم اليابان إلى إيران في نضالها على جبهة المقاومة"!!

صحيفة عبرية: روسيا ستطلب من أمريكا الاعتراف بنظام الأسد، وفي مقابل ذلك ستضغط واشنطن باتجاه إخراج الإيرانيين من المنطقة

في السياق ذاته، أعرب رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الدولية التابع للخارجية الإيرانية، كمال خرازي، أمس، عن خيبته بعد لقائه وزير الدولة البريطاني المكلف ملف الشرق الأوسط، أندرو موريسون، في طهران، واصفاً المحادثات التي أجراها معه على وقع ارتفاع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة بأنّها "تكرار" لما طرح سابقاً، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وقال خرازي، وهو وزير خارجية إيراني أسبق، إنّ وزير الدولة البريطاني المكلّف ملف الشرق الأوسط اكتفى بطرح "نقاط معتادة"، كما أفادت "وكالة الأنباء الفرنسية".
وأوضح أنّ موريسون قال خلال المحادثات إنّ "الآلية المالية الأوروبية (إنستكس) ستنفذ قريباً، وإنّ لندن تدعم الاتفاق النووي، لكن لدينا مشاكل مع الولايات المتحدة". ووصف خرازي المحادثات بأنّها "تكرار" لأمور طرحت سابقاً.
إيران المسالمة = شرق أوسط مسالم
إلى ذلك، دعا المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، براين هوك، طهران، أمس، إلى التصرف كدولة طبيعية أو مواجهة الانهيار. وبحسب هوك، فإنّه يتوجّب على إيران أن تتصرّف كدولة طبيعية "أقل منها كقضية ثورية"، موضحاً: "إن كان بإمكاننا تخيّل إيران مسالمة، فإنّه بإمكاننا تخيل شرق أوسط مسالم".

المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، براين هوك
وقال في تصريحات صحفية من الكويت إنّ الولايات المتحدة كانت دائماً منفتحة على الحوار ولكن إيران "ردت دوماً برفض الحوار".
وأوضح هوك أنّه ناقش مع وزيري الدفاع والخارجية الكويتيين التهديدات التي تشكلها إيران في منطقة الخليج. وأشار، بحسب قناة "الحرة"، إلى أنّ وجود بلاده العسكري في المنطقة يهدف إلى الحدّ من التوترات في المنطقة وضمان حرية الملاحة فيها. وشدد هوك على أنّ حماية الممرات البحرية وحرية الملاحة من أولويات واشنطن، موضحاً أنّ مجموعة العشرين ستناقش في اجتماعها المقبل أمن الملاحة البحرية والتهديدات الإيرانية لها.

اقرأ أيضاً: كيف ردّت ميركل على اتهامات أمريكا لإيران؟
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، أكد أمس، أنّه لا يمكن "معالجة التوترات في منطقة الخليج إلا سياسياً"، مضيفاً أنّ هذه الأزمة تحتاج إلى "اهتمام جماعي لخفض التصعيد عبر التفاوض والحوار للوصول إلى حلول سياسية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية