كيف ستستجيب برلين لطلب واشنطن إرسال قوات برية لسوريا؟

سوريا

كيف ستستجيب برلين لطلب واشنطن إرسال قوات برية لسوريا؟


08/07/2019

تدعم ألمانيا منذ سنوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، لكنّ واشنطن تطلب منها حالياً إرسال قوات برية لسوريا. ما هو قائمٌ بالفعل الآن هو أنّ الدعم الألماني في إطار التحالف الدولي يتمّ من خارج سوريا، وذلك بتوريد طائرات "تورنادو" للاستطلاع وإعادة تزويد الطائرات بالوقود من الأردن، وهناك سفينة حربية ألمانية لدعم حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في البحر المتوسط، فضلاً عن عمليات استطلاعية عبرالأقمار الصناعية، إلى جانب تدريب قوات في العراق.

الطلب الأمريكي الجديد من برلين في سوريا له صفة الاستعجال فواشنطن ترغب في الإجابة عن طلبها خلال الأسابيع المقبلة

وكان من المفترض أن تنتهي مهمة القوات الألمانية في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2019، لكن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أوضح خلال زيارة له إلى العراق الشهر الماضي أنّه يمكن تمديدها. وسيناقش البرلمان الألماني، الذي يتعين عليه الموافقة على أي تمديد، المسألة في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل على أقرب تقدير، وفقاً لـ"دويشته فيله".
الطلب الأمريكي الجديد من برلين في سوريا له صفة الاستعجال؛ فواشنطن ترغب في الإجابة عن طلبها خلال الأسابيع المقبلة. ويُعزز طلب الولايات المتحدة أمس من ألمانيا تقديم قوات برية لمكافحة الإرهاب في شمال سوريا الضغوط لالتزام عسكري أكبر من قبل برلين.
حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول"

جيفري: نريد ردّاً خلال الشهر الجاري
وقال الممثل الأمريكي الخاص لسوريا، جيمس جيفري، لصحيفة "دي فيلت" الألمانية "نريد من ألمانيا قوات برية لتحلّ محلّ جزء من جنودنا" المنتشرين في إطار مهمة دولية لمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة تجري مناقشتها حالياً.
وكان جيفري يزور برلين الجمعة الماضية لإجراء محادثات في هذا الشأن. وقال إنّه ينتظر رداً خلال تموز (يوليو) الجاري، كما ذكرت "وكالة الصحافة الفرنسية".

جيفري: الدعم المطلوب من ألمانيا لن يكون بوحدات مهاجمة ولكن سيتعلق بالتدريب والأمور اللوجستية والتقنية

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في نهاية 2018 سحب الجزء الأكبر من نحو ألفي جندي أمريكي ينتشرون في شمال شرق سوريا، مؤكداً حينها الانتصار بشكل كامل على تنظيم "داعش".
لكن منذ ذلك الحين تم إقناعه بإبطاء الانسحاب، وبأن يبقي في هذه المنطقة، التي لا يسيطر عليها النظام السوري، بضع مئات من الأمريكيين، الذين يدعمهم عسكريون من الدول الحليفة، وفقاً لـ "الفرنسية".
وقال جيفري إنّ واشنطن تبحث "هنا (في ألمانيا) ولدى شركاء آخرين في التحالف" الدولي ضد تنظيم داعش، الذي يشمل ثمانين بلداً، عن "متطوعين (دول) مستعدين للمشاركة". وأضاف "نعتقد أنّنا سنحقق ذلك".
ولهذه المهمة، أضافت "الفرنسية"، هدف مزدوج: الأول؛ هو عدم التخلّي عن الأكراد الذين خاضوا المعارك على الأرض ضد تنظيم داعش بدعم من التحالف لكنهم مهددون من تركيا. والثاني؛ مواصلة جهود مكافحة الإرهاب لمنع عودة التنظيم المتطرف.

اقرأ أيضاً: تركيا والنظام و"قسد".. مَن الأقرب إلى كسب العشائر السورية؟
وتعوّل واشنطن على أوروبا للقيام بذلك، أي بريطانيا وفرنسا وحالياً ألمانيا. لكن مسألة نشر جنود على الأرض بالغة الحساسية في ألمانيا ذات الثقافة السلمية جداً؛ بسبب ماضيها النازي، ويمكن أن تثير جدلاً حاداً داخل التحالف الحكومي الهش، الذي تقوده المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، وفقاً لـ "الفرنسية".
نشر جنود على الأرض مسألة بالغة الحساسية في ألمانيا

تفصيلات حول طبيعة الدعم الألماني المطلوب
جيفري قدّم بعض التفصيلات بخصوص طبيعة الدعم المرغوب في أن تقدمه برلين، مؤكداً أنّ الدعم المطلوب من ألمانيا لن يكون بوحدات مهاجمة، ولكن سيتعلق بالتدريب، والأمور اللوجستية والتقنية، وهدفه استبدال القوات الأمريكية التي أعلن الرئيس ترامب عن نيّته سحبها بعد الإعلان عن هزيمة التنظيم في شهر آذار (مارس) الماضي، وبيّن أنّ القوات الأوروبية لن تُستخدم في المنطقة الآمنة الفاصلة بين تركيا والقوات السورية ذات القيادة الكردية، حسبما نقلت عنه صحيفة "والت إم سونتاغ" الألمانية.

اقرأ أيضاً: بعد انتصار "قسد".. هل انتهى تهديد داعش؟
وتدعم القوات الأمريكية تحالف قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم ميليشيات قوات حماية الشعب الكردية وغيرها من الجماعات المقاتلة. وفي آذار (مارس) الماضي، استولت قوات سوريا الديمقراطية على آخر معقل لداعش في سوريا في بلدة الباغوز، على الرغم من استمرار نشاط التنظيم الإرهابي من تحت الأرض، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".
وكان الجيش العراقي قد أعلن أمس إطلاق المرحلة الأولى من عملية "إرادة النصر" ضد فلول "داعش"؛ بعمليات واسعة لتطهير المناطق المحصورة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار إلى حدود العراق مع سوريا. ومن المقرر أن تستمر العملية أياماً عدّة، بحسب بيان للجيش.
ميليشيات قوات حماية الشعب الكردية

استمرار المراقبة والعمليات الجوية
وكان السفير جيمس جيفري قال في الثامن والعشرين من حزيران (يونيو) الماضي في تصريحات لموقع "دِفَنْس وان" المتخصص في أخبار الدفاع، إنّ "هناك شيئاً معلقاً نتطلع إليه"؛ وذلك في ختام اجتماعات عقدها على مدار أيام في باريس وبروكسل أواخر الشهر الماضي، مع قادة عسكريين وسياسيين في التحالف الدولي ضد "داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة، جدّد خلالها الحلفاء التزامهم القضاء على التنظيم الإرهابي وأيديولوجيته، وفق قناة "الحرّة".

اقرأ أيضاً: "قسد": هذه أعداد وجنسيات معتقلي داعش لدينا
وقال جيفري إنّ "الانسحاب (الأمريكي من سوريا) مستمر" وإنّ الرئيس "ترامب ملتزم الحفاظ على القوة المتبقية (400 جندي في سوريا) لفترة غير محددة، فيما نواصل هذا التخفيض الدقيق والمسؤول"، مذكراً بأنّ هذا الانسحاب يخص القوات الأمريكية على الأرض فقط.
وتابع أنّ الولايات المتحدة تتوقع أن تملأ قوات التحالف الفراغ، متحدثاً حينها عن "رد مشجع من أعضاء التحالف". وأكد من جهة أخرى أنّ الولايات المتحدة "ستواصل الحفاظ على المراقبة الجوية ذات الأهمية القصوى، فضلاً عن العمليات الجوية فوق شمال شرق سوريا، وستواصل وجودها على الأرض في قاعدة التنف، وستكون مستعدة لإرسال قوات لمطاردة أهداف إرهابية محددة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية