كيف تجنّد الجماعات الجهادية الإرهابية الشباب؟

كيف تجنّد الجماعات الجهادية الإرهابية الشباب؟


30/01/2018

وصلت التنظيمات الإسلامية المسلحة والجهادية، إلى أعلى مستوياتها، في أعقاب ثورات "الربيع العربي"، واستطاعت برمجة عقول انتحاريين، والوصول إلى أعلى مستويات المدّ من تجنيد الانتحاريين، وهو ما يحتاج إلى الولوج نحو فلسفة التجنيد ومنهجه لدى الجماعات الجهادية والتنظيمات الأخرى، التي ظهرت في منتصف السبعينيات؛ لأنّ تلك الجماعات استقت أساليبها في التجنيد من خبرات مَن سبقها.

من هنا؛ نحتاج معرفة وتحديد آليّات التجنيد وأساليبه لدى الجماعات الإسلاموية المسلحة، التي برزت بقوة إبّان "الربيع العربي"، والمقارنة بين فلسفة تلك الجماعات، والخلايا والتنظيمات الأخرى، ومناهجها التي تشكّلت في مطلع ومنتصف فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم، وهو ما يسعى له بحث "أساليب التجنيد عند الجماعات الجهادية الإرهابية"، الذي أعدة الباحثان المصريان ماهر فرغلي وصلاح الدين حسن.

نحتاج معرفة وتحديد آليّات التجنيد وأساليبه لدى الجماعات الإسلاموية المسلحة التي برزت بقوة إبّان الربيع العربي

بالبحث عن المسار الإخواني وجماعاته الشريكة له في المنهج التجنيدي ذاته، يمكن طرح عدة ملاحظات؛ فهي كانت وليدة ظروف سياسية محيطة، خاصة في عقدي السبعينيات والثمانينيات، التي حصلت فيها جماعة الإخوان على فرصة مثالية، للتحرك ضمن هوامش المجتمع، ثم الانتقال من التضييق الأمني، والحاجة إلى الحركية بشكل أفضل، عن طريق تنظيمات سرية في الدعوة، من حيث البنية والخطاب، وسرية الحركة ومرونتها، التي لعبت فيها، أحياناً، أجندات الممولين والداعمين، سياسياً وإعلامياً، دوراً كبيراً، في أساليب التجنيد؛ بل في المشروع الجهادي بالكامل.

في كتاب "النقاط فوق الحروف"؛ يتضح أنّ الدعوة كانت تتم في شعب الجماعة، عبر اللقاء، وبعدها يتم الاتصال المباشر، مع المستهدف والنقاش معه، ثم تتبع كلّ الوسائل الممكنة، ليكون عضواً بجماعة الإخوان المسلمين.

وفي السياق نفسه؛ كان الجهاديون يقومون بعمليات تجنيد مماثلة داخل جمعية أنصار السنة، أو من خلال جولات التبليغ والدعوة، وفي مساجد السلفيين والإخوان، على سبيل المثال؛ كان أيمن الظواهري، في البداية، دائم الصلاة في مسجد "قولة" بالجيزة، لتنظيم الجهاد في هذا المسجد.

ومن تلك الأساليب الدعوة الفردية، داخل حرم الجامعات، التي استغلّها الإخوان بغية التغلغل وتجنيد الشباب والانتشار المكثف، بينما سار على نهجهم الجهاديون، ومنذ عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، حتى انتهاء عصر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، كانوا يحرصون على الفوز بمقاعد اتحاد الطلاب، واستغلال أنشطته في التواصل المباشر مع الطلبة، وقد تكوّنت الحركات الإسلامية في حرم الجامعات. ويقول مختار نوح، أحد القياديين السابقين في الإخوان، "عن طريق الدعوة في أحضان جمعية أنصار السنة المحمدية بالإسكندرية، وفي أوساط الشباب الثانوي، وحرم الجامعة، تشكّل تنظيم الفنية العسكرية".

نقسم الدعوة في عرف الإخوان والجهاديين، إلى: الدعوة الجماعية العلنية، والدعوة الفرديّة السرية المباشرة

وتنقسم الدعوة في عرف الإخوان والجهاديين، إلى: الدعوة الجماعية العلنية، والدعوة الفرديّة السرية المباشرة، ووفق ما ورد في كتاب مصطفى مشهور "الدعوة الفردية"، فإنّ مراحلها هي: إيجاد صلة بمن تريد دعوته، وإشعاره عملياً باهتمامك به، والسؤال عنه إذا غاب، وغير ذلك، دون الحديث في أي أمر من أمور الدعوة، حتى ينفتح قلبه، ويتهيّأ لاستيعاب ما يقال له ليستفيد منه.

وتستهدف المرحلة التالية من الدعوة، إيقاظ الإيمان المخدر في نفس المدعو؛ حيث يكون الحديث حول قضية الإيمان المباشر، لكنّ الأفضل أن يأتي طبيعياً، دون قصد، ومعاونته في تدارك حاله بالتعرف إلى طاعة الله، والمداومة على العبادات المفروضة، وممارستها، والانتظام فيها، والابتعاد عن المعاصي، وتزويده بالكتب الميسرة في العقيدة والعبادة، وحثّه على حضور الدروس والمواعظ.

في مصر، بدأت سرية الدعوة في فترة التسعينيات، بجماعة "جند الله" التي مارست نشاطها في محافظات الإسكندرية والغربية والبحيرة، على يد المهندس عزت النجار، وكذلك تنظيم المطرية، وتنظيم بورسعيد، وتنظيم الجيزة الذي أسّسه محمد عبد الدايم، وتنظيم الجيش الإسلامي الذي تزعّمه أحمد نبوي، وتنظيم الأزهر الذي تزعّمه طارق أحمد السيد، ومجموعة الشوبك بالجيزة، وتنظيم دهب وشرم الشيخ.

تنخرط سرايا التجنيد بين الناس متخفية، لنشر الفكر الجهادي، وضمّ المتعاطفين مع الجهاد

تنخرط سرايا التجنيد بين الناس متخفية، لنشر الفكر الجهادي، وضمّ المتعاطفين مع الجهاد، وأول من نظر إليها "أبو مصعب السوري". ويتم ربط أطياف الخلايا والسرايا والأفراد، الذين تتم دعوتهم بثلاثة روابط، هي: البيعة والاسم المشترك، والعقيدة المشتركة، والهدف المشترك، وذلك لتحقيق الهدف والمردود السياسي، ثم إرشاد المدعوين إلى أنّ على كلّ مجموعة أن تعدّ نفسها بنفسها، على ما يلزم من العمل العسكري؛ ابتداء بأساليب المقاومة الشعبية، وانتهاء بالعمليات الإستراتيجية المعقدة، وأشكال عمليات العصابات ومستوياتها، سواء كانت في المدن أو الأرياف.

تتكون كلّ سرية من فرد أو أكثر، تكون وحدة مستقلة، ويرأسها أميرها ويدبر شؤونها، وتتجه إلى العمل العسكري مباشرة، ضمن أيّ شكل من أشكال التنظيم والدعوة والتحريض، وسوى ذلك من أعمال الجماعات السريّة؛ حيث تختار هدفها وتهاجمه، وتبلّغ أيّة وسيلة إعلامية باسمها الخاص، الذي اختارته، وتعلن مسؤوليّتها عن العمل الذي قامت به، وهذا ما أوجد جماعات متنوعة، مثل: "أجناد مصر"، و"أنصار بيت المقدس"، وغيرهما.

لقراءة البحث كاملاً انقر هنا


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية