خيانة السلف الصالح: عن الجماهير التي تخذل مشاريع الهوية دائماً

الهوية

خيانة السلف الصالح: عن الجماهير التي تخذل مشاريع الهوية دائماً


14/07/2019

من وقت لآخر يتفاجأ الوسط الثقافي المصري بعقد ندوة، أو نشر كتاب أو مقال، عن "السلف الصالح المصري" (الفراعنة)، كطرح تناقضي، أو كردّ فعل، على الخطابات السلفية التي تدعو الناس للاقتداء بـ "السلف الصالح الديني" (الأجيال الثلاثة الأولى في الإسلام)، على أنّ هذه الطريقة، التي تطرح الصراعات المعاصرة (وهي سياسية في جوهرها) بلغة الهوية، تتضمن افتراض وجود طبيعة ثقافية ثابتة لـ "الشعب"، وهي كلمة تفترض ضمنياً، بدورها، وجود كيان ثقافي وحضاري، لا تاريخي، ومجرّد، وذي خصائص ثابتة ومعالم محددة، وهي فكرة ما كان ليستوعبها مصري عاش في مطلع القرن العشرين؛ حين كان يرى نفسه مسلماً، تظلّه رايات الخلافة الخفّاقة، ولا فرق بينه وبين مسلم، في المغرب أو في العراق.
مأساة في الماضي
بعد مقولته "الدين أفيون الشعوب"، تعود مقولة "التاريخ يكرر نفسه كمأساة في البداية ومهزلة في النهاية"، أشهر مقولات كارل ماركس على الإطلاق، والتي تنطبق على صراعات الهوية في مصر؛ فقد كان عقد الثلاثينيات عقداً هوياتياً بامتياز، تصارعت فيه تيارات هوياتية على صياغة الحاضر وتحديد المستقبل، وكانت المفارقة؛ أنّ تحديد مستقبل مصر، كما تمّ تصوره آنذاك، انطلق من تحديد الماضي وتشخيصه: فرعوني، إسلامي، شرق متوسطي، عربي. وكانت هذه الطريقة في طرح الأفكار ثورية في سياقها ومُبررة في زمنها، ويدلّ التفاعل العام معها على مشروعيتها؛ بيد أنّ افتعال معارك هوياتية الآن، وهنا ليست في نظر "العاديين" المتصالحين مع هويتهم المركبة، ليست أكثر من مهزلة و"عبث مثقفين".

 كارل ماركس
كان الهدف من وراء هذه المشاريع؛ تحديد طبيعة العقلية والشخصية المصريتين، بقصد الدفاع عنهما ضدّ المؤثرات الخارجية (الشوائب التي علقت بها)، والحفاظ عليهما من التدخلات الثقافية الجارية أو المحتملة، على اعتبار أنّ حفاظ الأمة على شخصيتها (المتنازع على تحديدها)؛ هو مصدر فخرها وتطورها في آن.

اقرأ أيضاً: دماء الخوف وقِلاع الهوية
غير أنّ الجامع بين تيارات الهوية جميعها؛ انطلاقها من فكرة "واحدية الهوية"، بما ينفي العمليات المركبة والتاريخية لصياغة الناس لأفكارهم عن أنفسهم وعن العالم، ورغم أنّ كلّ مشروع هوية من هذه المشاريع يرتبط عضوياً بفئة اجتماعية (أو عدة فئات) بعينها، وتيار فكري بعينه، إلا أنّه كانت هناك محاولة دائبة لفرض هذه الرؤى والتصورات والأوهام عن الماضي والحاضر والمستقبل على مجموع السكّان، باسم طبيعتهم المفترضة، أو باسم عقيدتهم التي تسِمهم بسمتها، كما لدى الهوية الأصولية.
كذلك استندت كلّ أطروحات الهوية إلى فكرة "الحقيقية المطمورة"، كما يقول الباحث المصري، شريف يونس، في دراسته: "رهانات مستقبل الثقافة"؛ فالإسلام هو التراث الحقيقي للشعب والفرعونية انقرضت عملياً، أو أنّ الفرعونية أساس الثقافة الشعبية، وما طرأ عليها طمس جوهرها، الذي ما يزال حيّاً بشكل أو بآخر، وينبغي استدعاؤه مع ذلك، وإظهاره، وتنشيطه.

اقرأ أيضاً: الإسلام السياسي.. وتمثيلات خطاب الهوية
ومثلما افترض تيار الهوية الأصولية؛ أنّ النهضة مرتبطة بعودة الشعب إلى حقيقته الإسلامية، وافترض تيار الهوية العروبية أنّ بعث الروح العربية كفيل بتحرير الوطن وتقدّمه، افترض تيار الهوية الفرعونية؛ أنّ النهضة مرتبطة بتراث الشعب الحقيقي، وبإظهاره حتى يتعرّف الشعب على نفسه فيتقدم ويزدهر.
أسّست تيارات الهوية، إذاً، المستقبل على الماضي، ورأت أنّ الهوية مصدر الشرعية السياسية وسلاح التحرر ومفتاح النهضة إذا لزم الأمر.
كان مصطفى كامل مؤسس الطبعة الأولى من أيديولوجيا الهوية، كما يقول شريف يونس، في دراسته آنفة الذكر، وهي طبعة تتميز بالكلام عن وطن مجرد (وليس كياناً سياسياً متعدد الاتجاهات) بلا تمايزات أو فوارق، غير أنّه سرعان ما تلاشت الضجة الأيديولوجية التي أثارها في خضم صراع الوفد (القانوني والسياسي) مع الاستعمار، وصراع الجماهير مع عساكر الإنجليز في الشارع بالسكاكين والبنادق، لتعود الريح الهوياتية في منتصف الثلاثينيات، بعد معاهدة 1936 المُخجلة مع الإنجليز، وفقدان الثقة في الحزب الشعبي الكبير، وتنامت في الأربعينيات، حتى أطاحت النظام شبه الليبرالي، الذي سمح لأيديولوجيات الهوية بالتحرك بحرية ونشاط.

اقرأ أيضاً: "الهوية والعنف": هل ديانتك هي هويتك؟
وقد جنى مثقفو الهوية من العلمانيين ثمرات جهودهم، في الخمسينيات والستينيات، (عصرهم الذهبي الذي يتحسرون عليه ويحنّون إليه)، وحازوا كلّ مناصب التأثير في المجتمع، فيما كان مثقفو الهوية الإسلاميون، يمرون بمحنتهم القاسية على يد خصومهم الهوياتيين.
ستنقلب الطاولة في السبعينيات على "المحظوظين"، ويستغني عنهم النظام، الذي تعهّدهم بالرعاية والامتيازات، بعد أن خدموه بكلّ جهدهم، لصالح خصومهم "المنكوبين" الذين بدا صعودهم تاريخياً، ولا رادَّ لاكتساحه المجال العام، وتصوّر الإسلاميون أنّ الجماهير (التي يعبّرون عن حقيقتها وجوهرها)، تنتظر دولتهم على أحرّ من الجمر، إلا أن ذلك لم يكن، وبعد شدّ وجذب طويلين مع الدولة لأربعة عقود، انفضّت عنهم الجماهير، وخذلتهم، بعد صدام حقيقي مع الدولة (التجسيد المثالي لمخلفات الاستعمار المعادي للإسلام ودولته في نظرهم)، فأصبحوا متشائمين وساخطين على الشعب "ناكر الجميل". أصبح الهوياتي الإسلامي المدعوم من نعومة أظفاره بكبرياء التعبير عن حقيقة الشعب، ومحتكرها الأوحد، لاعناً للشعب، بعد عام واحد من الوصول إلى السلطة: تحوّلت الهوية من مصدر تميّز واعتزاز إلى مصدر إحباط ولعنة.
سيعيد الهوياتي الإسلامي إلى الذاكرة مصطفى كامل، الهوياتي الوطني والرومانسي الأكثر شهرة على الإطلاق، حين صرّح في خطاباته الخاصة؛ أنّه يلعن حظه السيّئ الذي جعله يولد في هذا البلد! ستعود مأساة مصطفى كامل مع الهوياتي الإسلامي المعاصر، كمهزلة، وهو يشمت في الشعب مع كلّ معاناة اقتصادية يلقيها في وجه صندوق النقد الدولي.

 

الهوية كحرب أهلية ثقافية
يلخص شريف يونس آليات عمل الثقافة الهوياتية في افتراض الوصاية على الشعب، وحمايته من الذين يدنّسون نقاء هويته المصرية والأصيلة والصامدة، بالتالي؛ سيكون عنصر التكفير آلية مثالية لتكريس الهوية الأحادية والمؤامرة آلية إضافية فعّالة في هذا السياق، للتغطية على فشل مشاريع الهوية جميعها، في تحقيق سيادة كاملة على وعي الشعب، ولتبرير استمرار الكفاح ضدّ "الأعداء" (المنافسين الهوياتيين الآخرين)، الذين يريدون تدمير الهوية، ويحولون بين الشعب وحقيقته، ومن ثمّ نهضته المأمولة.

اقرأ أيضاً: إدارة التنوع للهروب من أزمة الهوية في المجتمعات العربية
لكن، بما أنّ الهوية غير متحققة، كما يُراد لها أن تتحقق، لا تجد تيارات الهوية مصدراً لصلاحيتها غير "السلف الصالح المجيد"، المستدعَى من دهاليز التاريخ، سواء: الديني (الذي غزا إمبراطوريات وأسس إمبراطوريات وأخضع العالم)، أو القومي (الذي هزم الفرس في ذي قار، وهزم إمبراطوريات وأسّس إمبراطوريات، وأخضع العالم أيضاً)، أو الشرق متوسطي (الذي بنى المكتبات، وطوّر الفلسفة اليونانية)، أو الفرعوني (الذي علم العالم الحضارة)، وكلّ من لا يخضع لسلطة السلف الصالح (على تنوعهم) ويقتدي بهم، فهو من الأعداء، بلا شكّ، بالتالي؛ تتحدّد المعسكرات والمواقع وتندلع الحروب الثقافية بين "الأخوة الأعداء".

اقرأ أيضاً: الإسلاموية كخطاب احتجاجي
ولأنّ مثقف الهوية سلطوي بطبعه، ومستبد، بحكم موقعه في المجال العام، الذي يعدّ نفسه وصياً عليه، كثيراً ما يستدعي السلطة لحلّ مشكلاته مع خصومه الذين يستدعونها ضدّه أيضاً، وضدّ بعضهم، وضدّ من هو خارج المعسكرات الهوياتية المحددة، إذا ما خرج على معيار ما من معايير أيّ معسكر هوياتي، فضلاً عن أنّ الدولة هي معشوقة المثقف الهوياتي المدللة، وهي المطلب الأول لتيارات الهوية؛ فوحدها يمكنها إجبار "العاديين" على الخضوع لمقتضيات الهوية حتى ينهضوا، ووحدها يمكنها سحق الأعداء (المحليين) ومؤامراتهم (حتى حركات "الرفض الإسلامي"  التي اتخذت شكل معارضة الدولة ورفض ما هو قائم، اعتبرت "جرجرة" الكتّاب والمبدعين إلى محاكم الدولة العلمانية عملاً مشروعاً ومرغوباً فيه، وروتينياً لردع أيّ خروج على متطلبات الهوية المُستعادة).

اقرأ أيضاً: توظيف العمل الصوفي في مواجهة الظاهرة الإسلاموية
ولأنّ "العاديين" منصرفون إلى أسباب معيشتهم عن مشاريع الهوية جميعاً، وليس لديهم الاستعداد الكافي لنذر حياتهم كي تتسق معالم الواقع مع أنماط حياة السلف (أياً كانوا)، وجد فرسان الهوية (على اختلاف مشاربهم وأسلافهم) أنفسهم أشدّ انعزالاً عن المجتمع وقضاياه (في الوقت الذي كان فيه مبارك يفكك القطاع العام ويوزع أراضي الدولة على المرضيّ عنهم مجاناً، كان الإسلاميون يخوضون حرباً ملحمية من أجل تحجيب الفتيات ومنع الاختلاط في المدارس)، وأكثر تمجيداً لدورهم "البطولي" في الدفاع عن هوية الشعب (المخدوع، أو القابل للانخداع)، بغضّ النظر عن رأيه في الموضوع.
مهزلة في الحاضر
في مقالها بجريدة "المصري اليوم، 1 تموز (يوليو) الجاري، بعنوان "السلف الصالح المصري"؛ فصلّت الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت حيثيات "الاستثناء المصري"، وعظمة السلف الصالح المصري، الذين "علّموا العالمَ القيمَ الرفيعة والأخلاق، قبل الرسالات الدينية بآلاف السنين، علَّموا أبناءهم التحضّر والسُّموّ وعدمَ الانبطاح أمام المطامع، علّموا أبناءهم الرحمة والعدل والترفّع عن الصغائر، علّموهم أنّ الإنسانَ لا يستحقُّ البعثَ والخلود في الفردوس الأبدي، إن فقط تسبّب في دموع إنسان، أو تعذيب حيوان، أو شقاء نباتٍ إن نسي أن يسقيَه".

فاطمة ناعوت مقتبسة من جيفارا: أكثر ما يؤلم الإنسان أن يموت على يد من يقاتل من أجلهم!

وتضيف: "علَّمونا أن نكون عيناً للأعمى، وساقاً للكسيح، ويداً للمشلول، وأباً لليتيم، وأنّ عدم احترام القانون، أو خيانةَ الوطن، أو الإهمال في العمل، أمورٌ تَحرمُ الإنسانَ من البعث والخلود، فيُلقى به في سلّة العدم ليأكله "عمعوت"، علّمنا أسلافُنا العظامُ أنّ الكذبَ وتشويه الناس بالشائعات من أحطّ الخطايا، وفاعلُها لا يستحقُّ بعد موته حياةً أخرى مع الصالحين، علّمنا السلفُ المصريّ الصالحُ أنّ العمل من أسمى ألوان التعبّد وإرضاء الله في عليائه؛ هكذا كان سلفُنا المصريّ الصالحُ؛ الذي لو مشينا على دربهم، لعلَونا فوق العالم".

الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت
وبغضّ النظر عن أنّ النصّ محمَّل بإسقاطات سياسية مباشرة، في سياق صراعها مع الإسلام السياسي، وتلمحيها بالترهل الإداري، الذي تعانيه البيروقراطية المصرية حالياً، والتي تحاول السلطة معالجته عبر تخفيف عدد الموظفين وتطبيق مبادئ الحوكمة، وإشارتها إلى مشكلة تعانيها الدولة المصرية حالياً، وهي "الإشاعات" التي تطلقها منصات محسوبة على الإخوان المسلمين، تنطلق من تركيا (السلف الصالح المصري في نصّ ناعوت يخوض معركة الدولة المصرية ضدّ الإسلام السياسي، كما أنّ السلف الصالح الإسلامي في قنوات الإخوان يخوض معركة الجماعة ضدّ الدولة في مصر)، لا فرق بين تصورات الهوياتي الإسلامي عن العودة إلى السلف الصالح الديني، التي ستبوّئ المصريين موقع "أستاذية العالم"، وبين تصورات القومي المصري عن أنّ العودة إلى السلف الصالح المصري ستجعل المصريين يعلون على العالم؛ فالروح الإمبراطورية تسكن مشاريع الهوية بلا استثناء.
في مناكفته مع مثل هذه الخطابات الداعية للعودة إلى الفرعونية؛ قدّم الشاعر المصري محمد عفيفي مطر محاججة أدبية، تعبّر عن الحسّ الشعبي النافر من دول المجد التي تطحن عظامه وتُقام على أكتافه وشقائه، في مواجهة الافتتان بـ "العظمة الفرعونية"، في كتابه "أوائل زيارات الدهشة: هوامش التكوين"، تدور حول الظلم الهائل الذي عاناه المصريون تحت حكم "الأسر القديمة" و"الرعامسة" و"التحامسة"؛ فمباهج الحياة الدنيوية مقصورة على الملك والصفوة الكهنوتية، وحكّام الأقاليم، وأفراد البيت الملكي، وبعض المسؤولين الكبار، ممن يرضى عنهم الملك، ومباهج الحياة الأخروية مقصورة عليهم أيضاً.
ويدلّل مطر على ذلك بأنّ التحنيط (بوابة العبور للآخرة) وإعداد الجسد والقبر المحكم لم يكونوا متاحين للأغلبية التي حُكم عليها بأن تقضي حياتها في المستنقعات والحقول والصحراء ومحاجر الرخام والجرانيت؛ فحُرمت بالتالي من الراحة في الدارين، ولم تنل نصيبها من عدل الدنيا، ولا عدل الآخرة، وتعيش وتموت في ركن أو حفرة أو مغارة أو مستنقع، بأرغفة ثلاثة و"فحل بصل" في اليوم!
توضح هذه المحاججة الطريفة التي قدمها الشاعر المنحاز إلى الهوية العربية الإسلامية ضدّ "الفراعنة الجدد"؛ أنّ الصراعات المعاصرة المستترة برداء الهوية لا تهتم بالحقيقة التاريخية، ولا تعنيها المعرفة المحايدة؛ بل يعنيها تسيد تصوراتها على المجال العام.

الجامع بين تيارات الهوية انطلاقها من فكرة "واحدية الهوية" بما ينفي العمليات المركبة والتاريخية لصياغة الناس لأفكارهم عن أنفسهم

و"الفراعنة الجدد"، الذين تأكدوا أنّه لا أمل في إحياء الحضارة الفرعونية، بعد أن درست وتلاشت، سيعتبرون "القبطية" (لغةً وحضارة)، هي وريثتها التي يجب الحفاظ عليها وتنقيتها من أدران الغزاة (العرب والمسلمين)، فكما تقول ناعوت: "القبطيةُ هي عِرقُنا المنسي المهجور، والهُوية التي حافظ عليها أشقاؤنا المسيحيون الأقباطُ، رافضين أن يُفرّطوا فيها. وامتدّ حفظُهم لهُويتنا المصرية بالتمسّك باللغة "القبطية" في صلواتهم، فحافظوا عليها لنا من الاندثار، واللغة القبطيةُ هي المرحلةُ الأخيرة من تطور اللغة المصرية القديمة التي تكلم بها سلفُنا الصالح، قبل آلاف السنين".
ناعوت حديث الساعة في الأوساط الثقافية والسياسية في مصر، وما كان لها أن تكون كذلك، لنشر مقال، بل تعلق الأمر بحادثة ذات دلالة بموقف الجماهير من مثقف الهوية، وهي هجوم قطاع من الأقباط عليها بعد أن استضافت البابا تواضروس في صالونها الثقافي، والذي عُقد في الكاتدرائية؛ نظراً لحالة البابا الصحية؛ حيث اتهمهوها بـ "المتاجرة بالقضية القبطية"، فما كان من ناعوت إلا أن أعلنت اعتزالها "القضية القبطية"! واقتبست مقولة منسوبة للثائر الأممي، تشي جيفارا: "أكثر ما يؤلم الإنسان أن يموت على يد من يقاتل من أجلهم"!



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية