فرح بهلوي: الخمينية جاءت مع أشرطة الكاسيت وستختفي مع الإنترنت

فرح بهلوي: الخمينية جاءت مع أشرطة الكاسيت وستختفي مع الإنترنت


كاتب ومترجم جزائري
14/07/2019

ترجمة: مدني قصري


فيما يُحلّل البعضُ بنظرة جديدة الحقبة الملكية، في ضوء انحرافات وتجاوزات الجمهورية الإسلامية، والظلامية التي استقرت في بلد كان مزدهراً ذات يوم، تتذكر الملكة فترة كانت فيها الشاهدة بامتياز، عندما اقترنت بمحمد رضا بهلوي، كانت هذه الطالبة في الهندسة المعمارية تبلغ من العمر عشرين عاماً، ولم يكن لديها آنذاك أي فكرة عن المهمّة التي كانت تنتظرها.

اقرأ أيضاً: بين مصدّق والخميني.. كيف خان الملالي ثورة الإيرانيين مرتين؟

في 21 كانون الأول (ديسمبر) 1959، كان الانبهار والمبالاة على موعد في صالونات قصر جولستان بمناسبة حفل الزفاف هذا، في أجواء من ألف ليلة وليلة! كل شيء بدأ كحكاية خرافية، وتُوِّج بميلاد أربعة أطفال: الأمير رضا، المولود عام 1960، والأميرة فرحناز، في عام 1963، والأمير علي رضا، في عام 1966، والأميرة ليلى، في عام 1970. لقد حرصت الإمبراطورة على تقديم دعمٍ لا يُقهر لزوجها، ملك الملوك منذ عام 1941، كما انخرطت الإمبراطورة بشكل كبير في القطاعات التعليمية والصحية والثقافية والفنية. وقد عبَر لها الشاه علناً عن تقديره لها وأعلنها أوّل إمبراطورة لإيران بتتويجها في طهران في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 1967.

علي رضا بهلوي

وتلت هذا الحفل الذي لا يُنسى، احتفالاتٌ أخرى، مثل احتفالات بيرسيبوليس  (Persépolis) (1)، التي أسالت الكثير من الحبر. من خلال العودة إلى عظمة أمّة ألفية، أثار الملك الغيرة، وفقدَ قادةَ قوى كانت صديقة فيما مضى. لقد انعكست التحالفات آنذاك، وبدأت المملكة التي أصابها الوهن تتلاشى أمام التعصب الديني الناشئ في البلاد.

أغرقت "ثورة" عام 1979 إيران في فترة مظلمة ما تزال تحجب الآفاق حتى الآن. ومنذ ذلك الحين، تأمل الإمبراطورة في مستقبل أفضل لإيران. بعد أن أصبحا ضحيّتين لهذا المنفَى أنهى علي رضا والأميرة ليلى مأساتهما؛ حيث فارقا الحياة في المهجر، وهو الألم الذي كان على الإمبراطورة تجاوزه، والتغلب عليه من أجل الاستمرار في خدمة شعبها ووطنها، بتفانٍ وتصميم.

فرح بهلوي: عندما يتحرك البلد إلى الأمام يكون الاقتصاد فيه أفضل حالاً والناس يحققون فيه تقدّماً في حياتهم

لم تنسَ الإمبراطورة الأخيرة، إيران، التي لم تعد إليها أبداً منذ 16 كانون الثاني (يناير) 1979، عندما غادرت مطار طهران وهي في ذراع الشاه، باكية. وبعد مرور أربعين عاماً، ما تزال تحتفظ بروح الملكة وكرامتها، وتفكر في عهدها السابق ومواطنيها.

تعيش الشهبانو (الإمبراطورة) بشكل رئيسي في باريس؛ حيث تتمتع بمراقبة سرية للشرطة. كما تسافر بانتظام إلى نيويورك، حيث يسكن ابنها الأكبر رضا، وريث العرش، الذي لم يتخلّ عن الأمل في توحيد المعارضة حول شخصه.

من إيران الحديثة، تحتفظ فرح بهلوي اليوم بذكرى "الثورة البيضاء" التي أطلقها زوجها. تحديثٌ قسري للبلاد، مع محاربة الملاك الإقطاعيين، وإرسال المعلمين الشباب إلى الأرياف، وتعليم الفتيات، والحق في التصويت لصالح النساء. من جهتها، كرست فرح حياتها لرعاية المستشفيات والتعليم ودعم الفقراء. أصبحت فرح شهبانو؛ أي إمبراطورة، في عام 1967 ، خلال حفل تتويج زوجها الذي وضع هو نفسه التاج على رأسها، كما فعل نابليون مع جوزفين.

أرادت الإمبراطورة فرح أن تتطرق لعهد زوجها الراحل، شاه إيران، الذي أطيح به قبل نحو 40 عاماً. واحتفلت الإمبراطورة مؤخراً بعيد ميلادها الثمانين. بهذه المناسبة أجرت معها مجلة L'EVENTAIL   هذه المقابلة.

سيدتي، هل تعتقدين أنّ العصر الملكي يتم تحليله الآن بمزيد من الموضوعية؟

أعتقد أنّه بفضل التلفزيون والإنترنت، يمكن للإيرانيين، صغاراً أو وُلدوا بعد سقوط الشاه، الحكم بشكل أفضل على هذه الفترة التي قيل فيها الكثير من الأكاذيب. إنّ شهادة آبائهم والأفلام الوثائقية التي يمكن الوصول إليها، على الرغم من الرقابة، تساعدهم على الفهم، وبسرعة كبيرة تُمكنهم من تقدير حجم تدهور الوضع الاقتصادي وعدم احترام النظام الحالي للنساء على الخصوص.

اقرأ أيضاً: كيف كان الخميني وريثاً لعبد الناصر وحسن البنا؟

بينما لدينا ثلاثة أزمنة: الماضي والحاضر والمستقبل، فإنّ الإيرانيين يؤكدون أنّ هناك أربعة أزمنة: الماضي والحاضر والمستقبل، وزمن الشاه. أتلقى الكثير من رسائل البريد الإلكتروني من شباب يتمتعون بلطف مؤثر. غالباً ما يطلبون مني الاتصال بهم، وهو ما أقوم به أحياناً، أحاول منحهم بعض الأمل، وهم بدورهم يمنحونني الشجاعة.

هل تعتقدين أنّ هذا الجيل يمكن أن ينقذ إيران من الظلامية؟

بالتأكيد. هم وحدهم يستطيعون تغيير الأشياء. يقول هؤلاء الشباب: "إذا كان الخميني قد جاء مع أشرطة الكاسيت، فستختفي الخمينية مع الإنترنت". آمل ذلك؛ لأنهم عانوا من غسيل مخ فظيع، لا يوجد عمل ولا حرية. الاكتئاب، والمخدرات منتشرة وشائعة جداً. إذا قطعنا رأس الجبل الجليدي، فستتمكن المنطقة من تحرير نفسها من التعصّب الديني. في يوم من الأيام يجب أن يتبلور هذا الغضب، ولكن القمع بلغ من الحدة حداً لا يطاق؛ حيث إنّه عندما يقوم شخص ما بمبادرة، يتم إلقاؤه في السجن. لذلك، على القوى العظمى التفكير في دعم الإيرانيين.

رجال الدين من كبار ملاك الأراضي

الخميني

في محاولته لتحديث إيران، هل أراد الشاه أن يتصرف بسرعة كبيرة؟

كان الملك يريد إخراج إيران من النظام الإقطاعي. كنا في القرن العشرين، وعلى الرغم من ثروتنا، كنا جزءاً من العالم النامي. لذلك كان لا بد من اتخاذ قرارات، فأنت عندما تريد تغيير الأشياء، غالباً ما تتعرض للسخط أو سوء الفهم. لكنْ، من هو الشعب الذي لا يرغب في  التقدّم والتطور؟ لقد عارض رجال الدين الذين كانوا من كبار ملاك الأراضي، الإصلاحَ الزراعي، الذي كان يهدف إلى تحقيق إعادة توزيعٍ أكثر إنصافاً للأراضي، ولم يعترفوا بتحرير المرأة.

بهلوي: يجب أن نجمع قواتنا لإنشاء حركة وطنية إيرانية تدافع عن الديمقراطية والسلامة الإقليمية والحرية للجميع

فكما يقول المثل الشائع "الإملاء التي لم تُكتب ليس فيها أخطاء". عندما يتحرك البلد إلى الأمام، يكون الاقتصاد فيه أفضل حالاً، والناس يحققون فيه تقدّماً في حياتهم. العامل الذي لم يكن لديه دراجة للذهاب إلى العمل، ينتهي به المطاف إلى شراء واحدة، ثم يريد سيارة، ثم يريد الذهاب في إجازة. لقد تعرّضنا لركود اقتصادي، كما تعرضت له جميع البلدان في العالم، وقد أثار هذا الوضعُ الكثير من السخط، إنّه مزيج من الظروف. ومع ذلك، أنجز الإيرانيون المزيد من الطرق والمستشفيات والمدارس والجامعات، وهي مكاسب كانت جزءاً من هذا التطور.

التخلي عن إيران جزء من مصالح الغرب

هل ساهمت بعض القوى، من خلال موقفها، في التعجيل بسقوط النظام الملكي؟

الوثائق السرية تطفو على السطح الآن، وتسلطُ الضوء على الموقف الغامض لبعض البلدان "الصديقة". في ذلك الوقت، كانت لدينا علاقات ودية مع الغرب، ولكن أيضاً مع الكتلة الشيوعية. نشأت المخاوف الكبيرة عندما رفعت "أوبك" سعر النفط وتحمّل الشاه المسؤولية. بدأت الهجمات في هذه اللحظة. جميع الأمم تريد حماية مصالحها، وعدم دعم إيران والتخلي عنها ربما  كان جزءاً من هذه المصالح. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مشاكل داخلية تسبّب فيها رجال الدين.

كيف يمكننا تلخيص الوضع الحالي في إيران؟

في الوقت الحالي، رجال الدين يسيطرون على قطاعات لا يتحكمون فيها، وهذا يطرح مشاكل خطيرة. لكنّ عزائي وما يواسيني قليلاً هو أنّ ما تم تحقيقه من قبل ما يزال مكسباً للبلاد، وأنا سعيدة بهذا. من ناحية أخرى، تدهورت البيئة وأصبح التلوث كارثياً. الكثير من القوانين الخاصة بحقوق المرأة تمّ تعديلها، ومن الأمثلة، هناك امرأة كانت قاضية تحت حكم الشاه، تم منعها من ممارسة هذه الوظيفة، وإقصاؤها من المجلس القضائي، بسبب اعتقادهم بأنّها غير ملائمة لإصدار حكم قضائي. واليوم، تحتل إيران المرتبة الثانية في الاغتيالات.

اقرأ أيضاً: ما بعد الخمينية... ما الذي يفعله الإصلاحيون في إيران؟

قبل الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، حصلت المرأة الإيرانية على حقوق، مثلها مثل النساء في أجزاء أخرى من العالم. كنّ بالمئات يعملن ويدرن في المجالس المحلية المنتخبة، وكن بالملايين، للعمل، بما في ذلك في سلك القضاة، وفي الوظيفة العمومية، وكضباط في الشرطة. لقد أهلكت الثورة الإسلامية هذه المكاسب.

الشباب يتحايل على قيود النظام


هل يمكننا أن نتخيل أنّ ابنك سيكون قادراً يوماً ما على العمل من أجل مستقبل البلد؟

حاول ابني في كامل السريّة والحذر، حشد الإيرانيين لصالح التغيير، وعندما يحين الوقت، سيقرر الناس ما إذا كانوا يفضلون الملكية الدستورية على نظام آخر. يجب أن نجمع قواتنا لإنشاء حركة وطنية إيرانية تدافع عن الديمقراطية والسلامة الإقليمية والحرية للجميع وقبل كل شيء للنساء. لقد استطاع أن يقيم ويحافظ على العديد من الاتصالات مع الإيرانيين.
كيف يمكن التواصل بأمان مع السكان الإيرانيين؟
بفضل التكنولوجيا، تعلم الجيل من الشباب التحايل على قيود النظام التي تريد السيطرة على كل شيء. تمكنوا من التقاط التلفزيونات الأجنبية واكتشاف حقيقة أخرى. يشرح فيلم عُرض مؤخراً في مهرجان كان بعنوان "الأمثال" كيف يتم في إيران انتزاع وسائل التواصل هذه. على الهاتف، لا نذكر الأسماء ولكن الناس يتعرفون على صوتي. والشيء الأكثر أهمية هو أنّهم ليسوا قلقين.

عندما تزوجك الشاه في عام 1959، هل فكّرت في ما كان ينتظرك؟

لقد نشأت مع ذوق الواجب، وعندما أخبرني الملك بأنني سأتحمل العديد من المسؤوليات كملكة، كنت مستعدة لتحملها، ولكني لم أتخيل حجم المسؤولية. كانت البلاد تتغير بشكل كبير، وسرعان ما أصبحت أهتم بالأعمال الاجتماعية. ربما كان الشيء الأكثر استثنائية هو مقابلة الإيرانيين من مختلف المهن والخلفيات والاهتمامات. من موقعي، كان يمكنني التأثير على تطور الأشياء. لقد حاربنا الجذام والسل والسرطان، مع مساعدة المتخلفين عقلياً. كنت أرغب في الترويج للرياضة والثقافة الإيرانية.

اقرأ أيضاً: "ولاية الفقيه".. حين انقلب الخميني على الفقه السياسي الشيعي

مع إعجابي بماضينا الألفي، كنت أتمنى أيضاً دعم الفنانين الحاليين من خلال إنشاء متحف للفن المعاصر، ومتحف للسجاد، أو متحف مخصص لفترة كادجار، ومتحف آخر للسيراميك، والزجاج ما قبل الإسلامي، أو متحف لبرونزات لوريستان. لقد دعمني الملك دائماً في مشاريعي وأنا ممتنة له.

مسلمون لم ينسوا إيرانيتهم

لم تنسَ الإمبراطورة الأخيرة، إيران، التي لم تعد إليها أبدًا منذ 16 يناير 1979

هل استطاع النظام الحالي أن يُنسي الإيرانيين حضارتهم الفارسية القديمة؟
حاول لكنه لم ينجح! لقد حظرت السلطات السنة الإيرانية الجديدة الذي يصادف في 21 آذار (مارس)، وهو متعارف عليه قبل الإسلام، لكنها مناسبة راسخة في أوساط السكان لدرجة أنّ الحظر لم ينجح. الآن تم استعادة هذا اليوم، وبعض الإيرانيين يحتفلون بهذا العيد أمام قبر قورش الكبير (2)، وهو حدث رمزي كبير. إنهم مسلمون حقاً، ولكنهم قبل كل شيء إيرانيون.

أي ذكريات تحتفظين بها عن أعياد برسيبوليس؟

أثار تنظيمها الكثير من الانتقادات القادمة من المعارضة ومن الصحافة الأجنبية، لكننا حققنا هدفنا: أن نُظهر للعالم ما كانت عليه إيران وحضارتها. واليوم، لا أحد يشعر بالإهانة عندما تنفق دول ملايين الدولارات للترويج لها، ومع هذه الاحتفالات كان لدينا تداعيات مذهلة. عند تتويجي ملكة، عندما وضع الملك التاج على رأسي، شعرت أنه يحتفل بجميع النساء الإيرانيات. كانت أهمية هذه الإيماءة كبيرة للغاية!

هل يمكن لسلالة بهلوي، في حالة حدوث مأساة تاريخية، أن تظهر كعلاج موحّد للأمة الإيرانية؟

لقد لعبت الملكية في إيران دوراً مُوحِّداً منذ فجر الزمن. يهدف كفاحنا الحالي أوّلاً وقبل كل شيء إلى الإطاحة بالجمهورية الإسلامية. ثانياً، يجب أن يتمتع الإيرانيون بحرية اختيار مصيرهم.

مؤسسة علي رضا لتخليد تاريخ إيران

هل يمكنك استحضار المؤسسة التي تم إنشاؤها في ذكرى ابنك الأمير علي رضا؟
لقد درس ابني علي (3) في جامعة هارفارد، وأردت تخليد اسمه من خلال ربطه بمؤسسة تشجع على دراسة إيران القديمة، وهو موضوع كان يعشقه كثيراً. تحت مظلة المؤسسة، أنشأنا كرسي هارفارد لدراسة الثقافة الإيرانية القديمة. نحتاج الآن إلى رفع المبلغ اللازم لهذه المنحة التي سيتم إنشاؤها في جامعة هارفارد وتمويل دراسات الشباب الإيراني.

بفضل التكنولوجيا تعلم الجيل الجديد من الشباب التحايل على قيود النظام الإيراني الذي يريد السيطرة على كل شيء

نرحب بأي شكل من أشكال الرعاية أو الشراكة لمساعدتنا في تنفيذ هذا المشروع. أنا سعيدة حقاً لأنني تلقيت الدعم من العديد من مواطنينا. قمت برسم بعض اللوحات بنفسي وطباعات مطبوعة تمثل غروب الشمس، والتي تم عرضها للبيع لصالح المؤسسة. وفي الآونة الأخيرة، قمنا بتنظيم معرض ومزاد للوحاتٍ وأوشحة وطباعة حجرية في موناكو، وأنا أبحث عن أماكن وأعمال أخرى التي تتيح وتحقق لنا المزيد من الحصاد.

اقرأ أيضاً: أي إرث للخميني بعد ثلاثين عاماً على رحيله؟

لقد استثمر الأمير علي رضا نفسه وجهوده بالكامل في بحثه، لأنه كان مرتبطاً بعمق ببلده. أثناء عمله على الذاكرة التاريخية لإيران، كان يحاول أن يحيا هُويته الإيرانية بالكامل، أو كما قال الرئيس "ليوبولد سيدار سنغور" بشكل لطيف، "إيرانيته". وهذا هو الحال بالنسبة للإيرانيين الذين يعيشون اليوم في المنفى وأكثر من ذلك حتى بالنسبة لمواطنينا الذين يعيشون في إيران.

سافاك تضلل الشاه

اليوم، تأسف فرح ديبا لعدم اكتراثها وعدم اكتراث زوجها لمواجهة التمرد الديني المتصاعد. فهي تلقي باللوم على عمَى الملك إزاء سافاك، الشرطة السرية الإيرانية المخيفة التي، وفقاً لفرح، كانت تُضلل الشاه. كان بعض أعضاء سافاك، كما تقول، يلعبون لعبة مزدوجة، وتؤكد أنّ الولايات المتحدة أسقطت الشاه لأنه رفض خفض أسعار النفط.

سقوط الشاه، رحيله المأساوي، تجواله من بلد إلى آخر يعطي في النهاية قصة البُعد المأساوي الذي كان ينقصه. "لقد خدم الملك بما فيه الكفاية ولم نعد بحاجة إليه". لم يعد لديه أصدقاء، باستثناء الرئيس السادات.

اقرأ أيضاً: قبل سقوط الخمينية بقليل!

غادر محمد رضا مصر حتى لا يحرج السادات حليف الولايات المتحدة. المكسيك، التي استضافت الشاه لأوّل مرّة، منعته من الدخول. مبعوثو جيمي كارتر حاولوا إقناعه بالاستسلام للملالي مقابل الإفراج عن الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران، هكذا تقول فرح التي تضطلع بمهمة الدفاع عن ذكرى الشاه. انشغالها الوحيد: "كم يلزمني من الوقت لأستمرّ في الحديث؟".


المصدر: eventail.be/art


الهوامش:

(1) تخت جمشيد، أو برسبوليس هي عاصمة الإمبراطورية الأخمينية (  550-330ق.م). يبعد هذا الموقع مسافة 70 كم شمال شرق مدينة شيراز في محافظة فارس في إيران. في الفارسية الحديثة، يعرف هذا الموقع باسم تخت جمشيد (أي عرش جمشيد) أو پارسه. أقدم بقايا هذا الموقع يعود تاريخها إلى 515 ق.م. يدعى هذا الموقع عند الفرس القدامى باسم پارسه، والتي تعني "مدينة الفرس". وترجمة اسم برسبوليس في اليونانية تعني "المدينة الفارسية". وقد تم إعلان تخت جمشيد كموقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو.


(2) قورش الكبير أو كورش أول ملوك فارس ( 560 - 529 ق م) واسمه كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش ، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية. استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وحكم من (550-529) ق.م. وقـُتل في ماساجت ودُفن في باساركاد. ليس ثمة أحد من ملوكها تضاهي شخصيته أول ملوكها قورش، الذي أسس إمبراطورية مترامية الأطراف، وأرسى مبادئ ممتازة لحكمها. في البدء احتل الكثير من الممالك المجاورة، مثل ليديا في غرب تركيا الآن، وميديا، وبابل التي أطاح بها في عام 539 ق.م.

(3) علي رضا بهلوي، الابن الأصغر لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي من زوجته الثالثة فرح ديبا. وكان خلال حكم الشاه يعتبر الثاني في وراثة عرش الإمبراطورية الإيرانية بعد أخيه الأكبر ولي العهد رضا بهلوي الثاني.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية