متسلحاً بـ"الحليب والحلوى".. طفل فلسطيني يذهب لتحقيق إسرائيلي

متسلحاً بـ"الحليب والحلوى".. طفل فلسطيني يذهب لتحقيق إسرائيلي


30/07/2019

داوود عبدالرؤوف

حاملاً بيده زجاجة حليب وبعض الحلوى ومتوجهاً إلى مكان لا يدركه عقله الصغير، وصل الطفل محمد ربيع عليان (4 أعوام) إلى مدخل مركز للشرطة الإسرائيلية بالقدس الشرقية المحتلة للتحقيق معه بدعوى قيامه برشق سيارة شرطية بالحجارة.

جاء الطفل إلى القسم برفقة والده وعدد من الفلسطينيين من أبناء مدينة القدس الذين أرادوا توجيه رسالة للعالم عما تقوم به الشرطة الإسرائيلية بحقهم.

الطفل عليان تحول إلى عنوان لما يعانيه الأطفال في مدينة القدس بشكل عام وبلدته العيساوية بشكل خاص.

يقول والد الطفل عليان: "بدأت القصة في ساعات مساء أمس عندما كان مجموعة من الأطفال، بينهم ابني محمد، يلعبون أمام المنزل، وفي لحظة ما هاجمتهم عناصر من الشرطة الإسرائيلية في الشارع ولاحقوهم، بما في ذلك ابني الذي لاحقوه إلى المنزل بداعي رشق سيارة شرطة بالحجارة".

وأضاف: "قلت لهم إن ابني صغير ومن غير المعقول أن يكون قد رشقهم الحجارة ولكنهم أصروا على أن أجلبه إلى مركز الشرطة للتحقيق وسلموني كتاباً رسمياً بهذا الاستدعاء".

قصة الطفل محمد انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، واستهجن مسؤولون فلسطينيون كبار ما قامت به الشرطة الإسرائيلية.

وقالت عضو اللجنة التنفيدية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، في تغريدة على موقع "تويتر: "فقط الجرائم الإسرائيلية يمكن أن تصل إلى هذا الحضيض".

وعلى إثر ذلك، فقد حاولت الشرطة الإسرائيلية التنصل من استدعاء الطفل تارة، وتارة أخرى الطلب من العائلة عدم جلب الطفل إلى مركز الشرطة.

والده أضاف أنه "منذ ساعات صباح اليوم حاولت الشرطة الإسرائيلية بكل الوسائل منعنا من القدوم إلى مركز التحقيق وزعموا أن ورقة الاستدعاء مزورة، فقلت لهم إنني تسلمت الورقة من الشرطة ولا يعقل أن تكون مزورة، ثم إنني أصر على القدوم إلى مركز الشرطة حتى يعرف العالم ما تفعله إسرائيل بأطفالنا".

وفي ساعات الصباح، توجه الوالد ومعه ابنه وعدد من السكان إلى مركز الشرطة الإسرائيلية وسط حضور إعلامي لافت.

وقال والده: "على الرغم من أنني أردت أن أرسل رسالة إلى العالم عن معاناة أطفالنا، ولكنني في ذات الوقت لم أرد أن يعاني ابني الطفل في أزمة نفسية في حال دخوله إلى مركز الشرطة ولذلك فقد فضلت إبقاءه بالخارج".

وأوضح: "دخلت إلى مركز التحقيق حيث حاول المحققون في البداية الزعم بأنهم لم يستدعوا ابني، وعندما أصررت على أنه تم بالفعل استدعاؤه فإن المحققين قالوا يجب عدم السماح للطفل باللعب في الشارع".

وتابع عليان :"قلت للمحققين إننا في بلدنا وإن أطفالنا يلعبون أمام منازلهم وإذا ما كان من أحد لا يجب أن يتواجد في شوارعنا فهي شرطة الاحتلال الإسرائيلي وليس أطفالنا".

طلب استدعاء للتحقيق مع الطفل

واعتبر أن تنصل الشرطة الإسرائيلية من استدعاء الطفل كان محاولة لإنقاذ ماء الوجه من الفضيحة.

وأشار إلى أنه "عندما وجدوا التفاعل الواسع مع القضية أرادوا التنصل من الاستدعاء لأنه فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكان غلطة كبيرة مخالفة حتى للقانون الإسرائيلي فما بالك بالقانون الدولي والمواثيق الدولية".

وكانت الشرطة الإسرائيلية صعدت في الأشهر الأخيرة من اعتداءتها على المواطنين في بلدة العيساوية.

ولفت والد الطفل إلى أنهم"يقيمون الحواجز الشرطية حتى أمام منازلنا وفي مداخل البلدة ويحررون المخالفات للسيارات والمنازل والمحال التجارية ويلاحقون الأطفال في الشوارع".

وأعرب عن أمله "في أن تكون قضية ابني قد فضحت ممارسات الاحتلال بما يؤدي إلى وقف هذه الممارسات الشنيعة ضد كل الأطفال الفلسطينيين".

عن "العين" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية