انتخابات تونس.. هل يحاول الشاهد إقصاء منافسيه؟

انتخابات تونس.. هل يحاول الشاهد إقصاء منافسيه؟


26/08/2019

اتّهم حزب "قلب تونس"، الذي يرأسه نبيل القروي، الموقوف منذ يوم الجمعة، بتهمة "تبييض الأموال"، رئيس الوزراء يوسف الشاهد بالسعي إلى قطع الطريق على منافسه القوي، ما يفاقم التوتر، قبل ثلاثة أسابيع من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.

ويواجه نبيل القروي وشقيقه غازي، منذ 8 تموز (يوليو) الماضي، تهمة "تبييض أموال"، وقد أوقف الأول يوم الجمعة الماضي، أثناء عودته من باجة (شمال غرب البلاد)؛ حيث افتتح مقراً جديدًا لحزبه، وفق "فرانس برس".

حزب "قلب تونس" يتهم رئيس الوزراء، يوسف الشاهد، بالسعي إلى قطع الطريق على منافسيه

واتّهم المسؤول في المكتب السياسي للحزب، عيّاض اللومي، في مؤتمر صحفي رئيس الوزراء يوسف الشاهد بالسعي إلى "إقصاء" القروي و"إزاحته"، معتبراً أنّ هناك "عصابة داخل الدولة تريد ترويع التونسيين، والانقضاض على الحكم"، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام التونسية.

وندّد اللومي بما رآه عملية "قمع للحرّيات"، وتابع متهكّماً: "نشكر يوسف الشاهد على هذه الدعاية؛ فهو ساهم في ربحنا للكثير من الوقت، وجعل من القروي أسطورة وسجيناً سياسياً". وأكّد اللومي؛ أنّ حزب "قلب تونس" سيواصل حملته الانتخابية، وأنّ القروي سيفوز من الدور الأوّل، ولم يصدر أيّ تعليق من الشاهد على هذه الاتّهامات.

هذا وقد أعلن الشاهد، الخميس الماضي، تفويض صلاحياته مؤقتاً لكامل مرجان، وزير الوظيفة العمومية، وتحديث الإدارة والسياسات العمومية، طيلة حملة الانتخابات الرئاسية المبكرة.

وتُفاقم عملية التوقيف التوترات في تونس، قبل ثلاثة أسابيع من موعد إجراء الاستحقاق الرئاسي، في بلد يُعدّ مهد الربيع العربي، ودعي لانتخابات رئاسية مبكرة في تونس، بعد وفاة الرئيس، الباجي قائد السبسي، أول رئيس منتخب ديموقراطياً بالاقتراع العام، في تاريخ تونس الحديث.

وفي أول ردّ فعل؛ أعلن رئيس حركة "النهضة" الإسلامية، راشد الغنوشي: "لا يسرنا هذا الاعتقال، ولا يسرّنا تعطيل أيّ حزب أو أيّ مسؤول حزبي"، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تونسية، وأكّد الغنوشي تمسّكه باستقلالية القضاء، معلناً أنّه بانتظار القضاء ليقول كلمته في قضية توقيف القروي و"إعطاء تفسير لهذا الاعتقال".

بدورها، رأت "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان"؛ أنّ "قرار توقيف القروي "يثير الكثير من الريبة والشكّ، ويسيء إلى السلطة القضائية، لما يوحي به من توظيف سياسي، لغاية إقصاء أحد الخصوم في المنافسة على الرئاسة".

الغنوشي يؤكّد تمسّكه باستقلالية القضاء ويعلن أنه بانتظار البتّ في قضية توقيف القروي

وطالبت الرابطة المجلس الأعلى للقضاء ووزير العدل بـ "فتح تحقيق جدّي في ملابسات هذا القرار ومدى مطابقته للقانون".

ومن المقرر إعلان القائمة النهائية للمرشحين للاستحقاق الرئاسي، في 31 آب (أغسطس) الجاري.

وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، نبيل بفون؛ أنّ القروي، مؤسّس قناة "نسمة" التلفزيونية، ما يزال مرشحاً للانتخابات الرئاسية في البلاد، رغم توقيفه بتهمة تبييض الأموال.

وصرّح بفون، لمحطة إذاعية خاصة؛ بأنّ "القانون الانتخابي لا يمنع من الترشّح، وإن وُجدت أحكام قضائية باتة بحقّه، إلا إذا شمل الحكم منع الترشّح".

 

 

الصفحة الرئيسية