هل يساعد "أصدقاء السودان" على تجاوزه تحديات السياسة والأمن والاقتصاد؟

السودان

هل يساعد "أصدقاء السودان" على تجاوزه تحديات السياسة والأمن والاقتصاد؟


09/09/2019

تتزايد المؤشرات الدالة على دعميْن؛ إقليمي ودولي، متنامييْن ومتسارعين لحكومة رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، وهما دعمان يتراوحان بين جانب سياسي أساسي؛ يتمثل في إعادة إدماج السودان في المنظومة الإقليمية والدولية، بما يتضمنه ذلك من رفع اسمه من قائمة الإرهاب، والجانب الثاني اقتصادي، وله علاقة بالأول بالطبع، في ظل دين خارجي سوداني بعشرات مليارات الدولارات.

من بين التحديات التي ستواجه حكومة حمدوك التفاوض على إزالة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب

في هذا السياق، أنهى الاتحاد الإفريقي، الجمعة الماضي، تعليق عضوية السودان في هذا التكتل، بعد تجميدها لثلاثة أشهر لحين تشكيل حكومة مدنية بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير. وفي إطار الدعم الأوروبي وصل وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الخرطوم، الثلاثاء الماضي، وهو أول وزير خارجية أوروبي يزور السودان منذ الإطاحة بالبشير في نيسان (أبريل) الماضي. وتلقى حمدوك، الأربعاء الماضي، دعوة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لزيارة باريس؛ لبحث التعاون بين البلدين. وكان حمدوك التقى في مكتبه السفيرة الفرنسية في الخرطوم، إيمانويل بلاتمان، وذلك بحضور وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير، عمر دهب.
وقد دعا ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الوزراء السوداني حمدوك، إلى زيارة دولة الإمارات، لتبادل وجهات النظر ومناقشة المصالح المشتركة التي تهم البلدين الشقيقين. وذكرت وكالة السودان للأنباء، أنّ الدكتور حمدوك تسلّم رسالة خطية من الشيخ محمد بن زايد، خلال لقائه الثلاثاء الماضي سفير الإمارات لدى السودان، حمد محمد الجنيبي.

 رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك
من جانب آخر ذي صلة، أكد ولي عهد أبوظبي وقوف دولة الإمارات إلى جانب السودان الشقيق في جهوده الرامية إلى الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره، وذلك خلال اتصال هاتفي، أول من أمس، مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي في السودان.

اقرأ أيضاً: السودان: الخارجية بين أيدي الدبلوماسية "الناعمة".. فهل المشاركة النسائية منصفة؟
وهنأ الشيخ محمد الشعب السوداني بالخطوات المهمة التي تم اتخاذها أخيراً، وأسفرت عن توافق على تشكيل الحكومة، متمنياً لها دوام التوفيق بما يحقق تطلعات الشعب السوداني في الاستقرار والتنمية والازدهار.
دعم الحكومة المدنية في المنابر الدولية
وتأتي الخطوة الإماراتية في سياق متناغم مع الجهود الأوروبية الساعية إلى بحث سبل دعم الخرطوم اقتصادياً، وذلك عبر تفعيل عمل مجموعة أصدقاء السودان التي تشكلت حديثاً من قبل دول أوروبية، وستبحث قضية إعفاء ديون السودان الخارجية التي تجاوزت 51 مليار دولار، بجانب دعم حكومة حمدوك في المنابر الدولية، وتمهيد الطريق لإنجاح الانتقال السلمي للسلطة، وإجراء انتخابات بعد ثلاث سنوات، تكرّس السلام والتنمية والاستقرار. والمؤكد أنّ الموقف الأمريكي جوهريٌّ في تحقيق هذا النجاح ودعمه.

اقرأ أيضاً: الحكومة السودانية تؤدّي اليمين الدستورية
ومع إعلان رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، الخميس الماضي، عن تشكيلة أول حكومة في السودان منذ إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في نيسان (أبريل) 2019، يكون السودان قد اتجه بسلاسة نسبية إلى مرحلة رئيسية في العملية الانتقالية التي يفترض أن تؤدي الى حكم مدني.
وقال حمدوك في مؤتمر صحافي "أعلن تشكيل الحكومة، (ومعها) نبدأ مرحلة جديدة من تاريخنا"، مؤكداً أنّ "أهم أولويات الفترة الانتقالية إيقاف الحرب وبناء السلام". وتابع قائلاً "نسعى لقيام مشروع وطني وإعادة هيكلة الدولة السودانية".
 الرئيس السابق عمر البشير

تحديات أمام الحكومة الوليدة
وحسب ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء فإنّ من بين التحديات التي ستواجه حكومة حمدوك ما يلي:
1.  العثور على مصدر لتمويل فاتورة استيراد السلع الأساسية مثل؛ الطحين والوقود، والتي تقدر بمليارات الدولارات.
2.  التفاوض على إزالة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

اقرأ أيضاً: مؤسسة خليفة بن زايد تغيث السودانيين
3. خفض مخصصات الجيش السوداني، التي تستقطع ما يقدر بنحو 70 بالمئة من الميزانية.
4. بسط الأمن وحفظ السلام في المناطق التي تضررت من أثر صراع مع حركات التمرد وتحديات أخرى .
وقد تسلم رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رسالة خطية من رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، تتعلق بالمفاوضات بين حكومة السودان والحركات المسلحة تحت رعاية وإشراف الرئيس سلفاكير.

 رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت
من جانبه، أشارالناطق الرسمي باسم مجلس السيادة في السودان، محمد الفكي سليمان، إلى "ضعف الوثيقة الدستورية في الجانب الخاص بحكومات الولايات التي لم تشكل بعد".

أكد ولي عهد أبوظبي وقوف الإمارات إلى جانب السودان الشقيق في جهوده الرامية إلى الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره

ولفت موقع "سلايت أفريك"، الذي يعنى بالشأن الإفريقي، إلى أنّ من بين التحديات التي ستواجه هذه الحكومة الجديدة، وستكون المهمة الأكثر صعوبة ربما، بحسب الموقع، والمتمثلة بتفكيك الدولة العميقة التي أنشأها الإسلاميون الذين دعموا انقلاب عمر البشير أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وفقاً للموقع أيضاً.
ومن الاختبارات الأخرى الملحّة، بحسب ما يرى الأكاديمي خطار أبو ذياب، في مقال نشرته صحيفة "العرب" اللندنية، تشكيل مفوضية السلام من أجل التفاوض مع الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وذكر أنّ من المؤشرات الإيجابية في هذا الصدد إعلان "الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال"، بقيادة عبدالعزيز الحلو، عزمها على الدخول في مفاوضات مع الحكومة الانتقالية للوصول إلى "اتفاق عادل يخاطب جذور المشكلة، ويضع نهاية منطقية للحرب في البلاد". واعتبر أبو ذياب أنّ "التوقيع على الإعلان السياسي والدستوري، وتكوين هياكل السلطة، يمثلان خطوة مهمة ويمكن أن يقودا إلى السلام"، على حدّ قوله.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية