كوكب ونجم خارج المجموعة الشمسية بأسماء فلسطينية

فلسطين

كوكب ونجم خارج المجموعة الشمسية بأسماء فلسطينية


12/09/2019

رغم عدم وجود نجوم وكواكب بأسماء فلسطينية، إلا أنّ الفلسطينيين اعتادوا رصد النجوم والكواكب في السماء الصافية، والتقاط الصور الجميلة، وكانوا يحلمون بأن يكون لهم كوكب ونجم. تحقيق الحلم بات قريباً، وبدل من أن يرصد الهواة الفلسطينيون الكواكب والنجوم العربية، سوف يتمكّنون من رصد "كوكب ونجم"، يحملان أسماء فلسطينية في سماء بلادهم.
بدأ الفلسطينيون، منذ نهاية آب (أغسطس) الماضي، في اقتراح اسمين سيُطلقان على "كوكب ونجم" خارج المجموعة الشمسية، يبعدان عن الكرة الأرضية 1200 سنة ضوئية، اكتشفهما الاتحاد الفلكي الدولي عام 2010، ومنح المجال لدولة فلسطين لاختيار اسميهما للمرة الأولى.

سليمان بركة: منح الاتحاد الفلكي الدولي فلسطين فرصة لتسمية "كوكب ونجم" خارج لمجموعة الشمسية إنجاز كبير للفلسطينيين

وكانت الجمعية الفلكية الفلسطينية قد أطلقت الحملة الوطنية لتسمية "الكوكب والنجم" باسمين فلسطينيين، من خلال اقتراح أسماء لإطلاقها على الكوكب والنجم؛ حيث إنّه بعد الانتهاء من إطلاق التسميات، سيجرى التصويت لاختيار اثنين من الأسماء المقترحة، قبل أن تجتمع الجمعية الفلكية الفلسطينية مع الاتحاد الفلكي الدولي، نهاية كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لتسلّمه الاسمين النهائيين.
وتنظّم الجمعية الفلكية الفلسطينية أنشطة مختلفة ومتنوعة، تضمّ ورشات عمل وندوات ومحاضرات فلكية، ومسارات، ومخيمات سياحية فلكية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، لنشر الثقافة الفلكية في المجتمع الفلسطيني.
 تحقيق الحلم بات قريباً

تحقيق الحلم
في هذا السياق، يقول رئيس الحملة الوطنية، مؤسّس الجمعية الفلكية الفلسطينية، داوود الطروة، لـ "حفريات": "الحلم الذي طالما راودنا وسعينا لتحقيقه أصبح اليوم حقيقة، فنحن الآن بصدد إطلاق اسمين على "كوكب ونجم" خارج المجموعة الشمسية، فقد سمح الاتحاد الدولي لنا بإطلاق أسماء فلسطينية على الكوكب المسمَّى مؤقتاً "HAT-23B"، والنجم المسمى مؤقتاً "HAT-P-23".

اقرأ أيضاً: هل اقتربت الحياة خارج كوكب الأرض؟.. العلماء يجيبون
ويذكّر بأنّ "الاحتلال الإسرائيلي كان يقف عائقاً أمام تحقيق أحلامنا وطموحاتنا، ولكنّنا قررنا أن نتحدّاه، وأن نعيش بحرية تامة، وإن كانت أرضنا محتلة، فجيب أن تكون السماء متحررة بكوكبها ونجمها، اللذين يحملان اسمها للمرة الأولى في التاريخ، فيجب أن يكون لفلسطين كيان ووجود في كافة المحافل الدولية".
ويتابع: "الآن يتم التصويت عبر صفحة الفيسبوك الخاصة بالحملة، ومن ثمّ يتمّ اختيار اسمين ليتمّ إطلاقهما على الكوكب والنجم، ويجب ألّا تكون تلك الأسماء التي يتمّ اقتراحها مسيئة، أو أسماء حيوانات، كما أنّه يُمنع تسميتها بأسماء أشخاص سواء أحياء أو أموات، أو الاستحياء بأماكن معروفة تستخدم لأنشطة سياسية أو عسكرية".
إقبال شديد من قبل فئة الشباب على الرصد بالتلسكوب

إقبال شديد
ويبين الطروة أنّهم لاحظوا إقبالاً شديداً من قبل فئة الشباب على الرصد بالتلسكوب، لذلك تمّ انطلاق فكرة المخيمات الفلكية التي تحمل اسم "مجتمع فلسطيني خالٍ من الأمية الفلكية"، ويشرف عليها كرسي اليونسكو لعلوم الفضاء والفلك، وتنطلق تلك المخيمات مع بداية فصل الربيع حتى بداية الخريف؛ حيث يتمّ نشر الثقافة الفلكية في المجتمع الفلسطيني عبر الندوات والمحاضرات الفلكية، وتنفيذ أنشطة مختلفة.

اقرأ أيضاً: هذا ما تخطط الإمارات للقيام به على كوكب المريخ
وتتمتّع الجمعية الفلكية الفلسطينية بصفة عضو مراقب فقط في الاتحاد الفلكي الدولي، وهذه التجربة ستؤهلها للحصول على عضوية كاملة بالاتحاد، وفي بقية المنظمات المتخصّصة في عالم الفلك، وإضافة اسم فلسطين إلى قائمة الدول التي شاركت في تسمية أجرام سماوية مكتشفة حديثاً، وذلك بحسب الطروة.
وينوّه مؤسّس الجمعية الفلكية الفلسطينية، إلى أنّهم، رغم الإنجازات التي تمّ تحقيقها منذ انطلاق الجمعية، يعانون من نقص في الدعم المادي، وعدم وجود جهات رسمية تهتم بهذا المجال، لافتاً إلى أنّه "في الضفة الغربية لا توجد سوى جهتين تهتمان بعالم الفلك وتنظيم الأنشطة الفلكية في المدن الفلسطينية، وهما الجمعية الفلكية الفلسطينية، ومرصد بيرزيت".

المصور الفلسطيني، نايف الحموري، يقول لـ "حفريات": "أعشق التصوير الفلكي منذ الصغر، والتقطت عدداً من الصور للكواكب والنجوم والمجرات، وكنت أتمنى أن التقط صوراً لكواكب ونجوم بأسماء فلسطينية، كي أضعها في ألبوم صوري الخاص، فهذه الأمنية بدأت تصبح حقيقة بعد منحنا الحقّ بتسمية كوكب ونجم خارج المجموعة الشمسية".
رغم الإنجازات التي تمّ تحقيقها منذ انطلاق الجمعية يعانون من نقص في الدعم المادي

التعرّف إلى الكواكب والنجوم
ويلفت الحموري إلى أنّه منذ انطلاق المخيّمات الفلكية كان من أول المشاركين بها، "فقد كانت تتعاطى مع رغبتي وحبّي الكبير لعلم الفلك، فاستطعت من خلال مشاركتي في الأعوام الماضية التقاط صور استثنائية، بعد التعرّف إلى الكواكب والنجوم والمجرّات، مثل مجرّة درب التبانة، وكيف يمكن تصويرها من فلسطين، والموسم القادم من المخيم سألتقط صوراً لكوكب ونجم فلسطين الجديدين".

اقرأ أيضاً: هل بات على البشر البحث عن كوكب آخر للعيش؟
"الاحتلال الإسرائيلي يقف عائقاً أمامنا في الاستكشاف" يقول الحموري، موضحاً "نحن ممنوعون بشكل قطعي من دخول صحراء النقب جنوب فلسطين، والتي تعدّ من أفضل المناطق لرؤية النجوم والكواكب، وذلك بذريعة أنّ هذا المكان توجد فيه معسكرات تدريب للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى منع دخول المعدات الفلكية، مثل التلسكوبات ومعدات التصوير الخاصة، فعملية إدخال تلك المعدات معقدة، ولا تتمّ إلا عن طريق مؤسسات أجنبية، وبشكل محدود".
وتدعم هذا الرأي إحدى المشاركات في المخيم الفلكي، مرام النتشة، التي أبلغت "حفريات" أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على الأرض والمعابر، ويتحكم بسير حياتنا اليومية، ولكن لا يمكنه التحكّم بطموحاتنا وأحلامنا. فرغم إجراءاته التعسفية التي يمارسها بحقنا، ومنعه إدخال معدات الاستكشاف، ومنعنا التخييم في مناطق مفتوحة، إلا أنّه لم يمنعنا من إطلاق أسماء فلسطينية على كوكب ونجم خارج المجموعة الشمسية".
علم الفلك من العلوم المهمة لرفعة أية دولة في العالم

أسماء فلسطينية
وكانت النتشة من المشاركين في التصويت لاختيار الأسماء للكوكب والنجم، لذا "نحرص على أن تكون تلك الأسماء فلسطينية، تعبّر عن تاريخ وتراث فلسطين القديم، الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لطمسه وسرقته، مستخدماً كافة الوسائل؛ فنجاح هذه الخطوة دليل على عدم قدرة الاحتلال الإسرائيلي على التأثير فينا".

داوود الطروة: الاحتلال الإسرائيلي يقف عائقاً أمام تحقيق أحلامنا وطموحاتنا ولكنّنا قررنا أن نتحدّاه وأن نعيش بحرية تامة

من جهة أخرى؛ يقول عالم الفيزياء الفلكية، سليمان بركة، لـ "حفريات" إن منح الاتحاد الفلكي الدولي فلسطين فرصة لتسمية "كوكب ونجم" خارج المجموعة الشمسية، "خطوة مهمة تعدّ إنجازاً كبيراً للفلسطينيين، وستتبعها خطوات أخرى مستقبلاً".
ويردف: "علم الفلك من العلوم المهمة لرفعة أية دولة في العالم، لكنّ الاهتمام به في قطاع غزة والضفة الغربية ضعيف جداً، ولا يوجد اهتمام رسمي به، وجميع المحاولات التي تتم بالضفة الغربية تكون إمّا بشكل شخصيّ من قِبل أفراد، أو مؤسسات غير حكومية".
ويشدّد: "قدّمنا طلباً لوزارة التربية والتعليم العالي، بضرورة إدراج علم الفلك في المنهج الفلسطيني، لتعليم الطلبة الفلسطينيين هذا العلم، على غرار عدة دول عربية، مثل: الأردن والعراق والسعودية ومصر والجزائر، وغيرها من الدول، لترسيخ علم الفلك في عقول الطلبة منذ الصغر، لكن دون جدوى".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية