اعترافات طارق رمضان تصدم اتحاد مسلمي فرنسا

اعترافات طارق رمضان تصدم اتحاد مسلمي فرنسا


كاتب ومترجم جزائري
22/09/2019

ترجمة: مدني قصري


أذِن القضاء الفرنسي مؤخراً بإصدار الكتاب الجديد للمفكر الإسلامي طارق رمضان "واجب الحقيقة" دون تعديل. يأتي هذا القرار في أعقاب الاستئناف القضائي الذي قدمته امرأة تتهم رمضان بالاغتصاب ويَظهر اسمها في الكتاب.
لن يتم تغيير كتاب طارق رمضان الجديد، الذي صدر يوم الأربعاء الموافق 11 أيلول (سبتمبر) الجاري. وفقاً لوكالة "فرانس برس"، فقد قرر القضاء الفرنسي يوم الثلاثاء، وهو اليوم التالي للإحالة التي قدمتها إحدى المتّهِمات للداعية الإسلامي السويسري. أرادت المرأة، التي تتهم حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، بالاغتصاب، أن يختفي ذكرُ اسمها من الكتاب.
"التدخل المفرط وغير المتناسب في حرية التعبير"
وفقًا لوكالة "فرانس برس"، التي حصلت على الحكم، وجدت محكمة باريس الكبرى أنّ ادعاء المدعية "سيؤثر بشكل غير معقول وغير متناسب على حرية التعبير" لطارق رمضان بينما تم بالفعل تعريف هوية المتهم. ومع ذلك، نظراً لنشر اسمها في الكتاب دون موافقتها، وجدت المحكمة أيضاً أنّ المرأة عانت من الأذى وحكمت على الداعية الإسلامي السويسري بأن يدفع لها يورو رمزياً.

اقرأ أيضاً: هل كشف طارق رمضان الوجه الحقيقي للإخوان في أوروبا؟.. صحيفة فرنسية تجيب
يخضع الباحث في علم الإسلام البالغ من العمر 57 عاماً، للتحقيق منذ شباط (فبراير) 2018 بسبب "اغتصاب امرأتين في فرنسا". أمضى ما يقرب من 10 أشهر رهن الاحتجاز المؤقت قبل الإفراج عنه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
 أنكر في البداية أي علاقة مع النساء المشتكيات قبل أن يتناقض مع التحقيق ويستحضر ما أسماه بعلاقات بالتراضي

طارق رمضان متهم بـ 4 حالات اغتصاب
طارق رمضان متهم باغتصاب امرأتين في فرنسا. لقد نفَى في البداية أي علاقة بهاتين المرأتين، قبل أن يتناقض مع التحقيق ويذكر بعد ذلك "علاقات بالتراضي". كما أنّه متهم من قبل امرأتين أخريين بالاغتصاب، بما في ذلك واحدة في اجتماع، وهي شكاوى مقدَّمة في آذار (مارس) 2018 وتموز (يوليو) من العام الماضي.
في مقابلة مع قناة BFMTV اعترف طارق رمضان بأنّه "كان في تناقض مع بعض مبادئه" وبأنّه كذب بشأن علاقاته الحميمة مع بعض الشاكيات "لحماية أسرته".
لا يتوقف طارق رمضان عن القول في آخر أعماله "واجب الحقيقة": "ملفي فارغ من أي جريمة. فهو يحتوي على العكس من ذلك، على جميع الأدلة على براءتي". إذن فلماذا سُجن لمدة عشرة أشهر تقريباً في عام 2018، ولماذا حُرم من جوازات السفر، وهل يجب عليه أن يراجع كل أسبوع مركزاً للشرطة في منطقة باريس؟ الجواب بسيط: حسب قوله، فهذه ليست سوى قضية سياسية. "هل يمكن أن أكون شخصاً مزعجاً؟ هل أعامَل بهذه الطريقة بسبب الأصل العربي والدين الإسلامي؟ أليس في الأمر شيء من العنصرية في هذه المعاملة؟" ويضيف رمضان: "اليوم رمضان، فمَن سيكون القادم؟ لم يفقد طارق رمضان أيّ ذرّة من حماقته، أو من طموحه في أن يبقى الشخصية الرئيسية في إسلام فرنسا والبلدان الناطقة بالفرنسية. على الرغم من أن جميع مساعديه تقريباً تخلوا عنه.
لا يتردّد مؤلف كتاب "عبقرية الإسلام" في أن يقول إنّ قضية رمضان قضية أوروبية وغربية صريحة، وأنّها "تتجاوز الشخص. فهي تندرج في قصة معينة". لكن، لسوء حظه، لم تعد فرنسا تخشى كاتبها الشهير زولا. "يبدو أنّها تعيد إنتاج دريفوس (1)، اليهودي بالأمس، والمسلم اليوم. في مقابلة مع BFM TV أجراها معه الصحافي جان جاك بوردين، قارن طارق رمضان نفسه بالكابتن دريفوس. في هذا الكتاب، يقارن نفسه بنماذج أخرى مشهورة، أمثال غاندي، ومارتن لوثر كينغ، ومالكوم إكس، ومانديلا. أي الكثير من الرجال العظماء الذين تعرّضوا مثله، "للوصم، والإقصاء، والسجن، والتشويه و / أو الإعدام". "لقد قلت مراراً وتكراراً إنني كنت فقط الشجرة التي تخفي وتعلن عن الغابة"، هكذا قال رمضان، دون استحياء، وأدان بشدة "العنصرية المعادية للمسلمين التي استقرت في البلاد".

 

 

"سقوطي هل يمكن أن يخدم هذه السياسات التي صرتُ أزعِجُها كثيراً؟ وماذا لو كان خطابي العلني، فيما أنا أنتمي إلى الشعوب العربية والمستعمرة السابقة، يزعج علاقة الهيمنة القائمة منذ وقت طويل؟ هكذا سأل طارق رمضان مرّة أخرى. لهذا السبب اصطنعت "السلطة"، في رأيه، "مؤامرة" – أو بالأحرى "فخاً" – لإسقاطه منذ أن أعلن عن نيّته في الحصول على الجنسية الفرنسية (زوجته إيمان فرنسية) وإعادة ترتيب وجوده في فرنسا. بل ويمزج طارق رمضان ويخلط حتى بين قاضي محكمة النقض والمستشار السابق لإيمانويل ماكرون وبين صحافية في هذه العملية، من أجل إسقاطه ... باختصار، فهو ليس سوى الضحية الوحيدة لـ "قضية رمضان"، ساعياً إلى أن يُنسِي الجميعَ أنه متّهم بالاغتصاب في فرنسا وسويسرا. حتى لو بقي إلى الآن بريئاً مفترضاً.

سمحت العدالة الفرنسية بإصدار كتاب الإسلامي السويسري طارق رمضان، رغم إرادة إحدى النساء اللواتي يتّهمنه بالاغتصاب والتي نددت بذكر اسمها الحقيقي في الكتاب.

في قرارها، اعتبرت محكمة باريس المختصة أن هُوية صاحبة الشكوى قد تم الإعلان عنها سابقاً وأن طلبها "سيؤثر بشكل غير معقول وغير متناسب على حرية التعبير للسيد رمضان، وفقاً للحكم الصادر".
ومع ذلك، اعترفت المحكمة بأن كريستيل التي ذُكر اسمها الحقيقي 84 مرة في كتاب رمضان قد تضرّرت بسبب نشر اسمها دون موافقتها، وأدانت المفكر الإسلامي بدفع يورو رمزي لهذه المرأة. وهذا ما ندّد به محاميها في استدعائه القضائي.

اقرأ أيضاً: الإسلامي طارق رمضان يعترف
كانت صاحبة الشكوى، التي تُدعَى كريستيل في وسائل الإعلام، رفعت يوم الإثنين 9 أيلول (سبتمبر)، دعوى طارئة ضد المؤلف وناشره، لتعديل هذا الكتاب "واجب الحقيقة"، قبل أي تسويق، وإزالة لقبها منه.
أسّس محامي المدعية صاحبة الشكوى عريضتَه على المادة 39 من قانون حرية الصحافة الصادر في 29 تموز (يوليو) 1881، والتي تحظر "نشر المعلومات المتعلقة بهوية ضحية اعتداء ـ أو اعتداء جنسي ".
رمضان: علاقاتي بالتراضي
في هذا الكتاب، يروي السيد رمضان كيف عايش القضية التي انفجرت في خريف عام 2017 وتسببت في سقوطه، في نص مليء بالتأملات الروحية.
وكان هذا الباحث الإسلامي الذي ظل يثير بشخصيته المؤثرة منذ فترة طويلة الجدل في الإسلام الأوروبي، والذي يخضع للتحقيق منذ شباط (فبراير) 2018 بسبب اغتصاب امرأتين في فرنسا، قد أنكر في البداية أي علاقة جنسية بهاتين المرأتين، قبل أن يتناقض مع التحقيق ويستحضر ما أسماه بـ "علاقات جنسية بالتراضي". وقد أمضى ما يقرب من 10 أشهر رهن الاحتجاز المؤقت قبل الإفراج عنه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

 

 

 

صدمة اتحاد مسلمي فرنسا
بين مسلمي فرنسا (MF، UOIF سابقاً) وطارق رمضان، أصبحت القطيعة نهائية ومستهلكة. في أعقاب تدخل طارق رمضان على BFM TV و RMC الذي وقع على عودته إلى وسائل الإعلام في فجر صدور كتابه "واجب الحقيقة" قرر اتحاد مسلمي فرنسا الخروج عن تحفظه وصمته حول القضية التي تهز عالم الإسلام والذي لم تُعرب عنه المنظمة الإسلامية علانية منذ آذار (مارس) 2018، أثناء التجمع السنوي للمسلمين في فرنسا (RAMF).
ففي يوم الجمعة 6 أيلول (سبتمبر)، استقبل الصحافي الفرنسي، جان جاك بوردين، الداعية الإسلامي طارق رمضان. كانت فرصة رمضان لشرح حالات الاغتصاب الأربعة التي اتهِم بها. لقد صدم اللقاء الاتحاد الفرنسي الإسلامي الذي كان رمضان إلى عهد قريب، نجماً ساطعاً في سمائه. السبب: "الاعترافات الصادمة التي قدّمها للمرّة الأولى هذا الشخص فيما يتعلق بعلاقات الزنا المتكررة"، حسب الاتحاد.

اقرأ أيضاً: طارق رمضان.. تهمة جديدة باغتصاب جماعي
قال اتحاد مسلمي فرنسا بأنّه "خُدِع بسلوك" الداعية طارق رمضان، "المتناقض تناقضاً تاماً مع المبادئ المتوقعة من رجل يبشر بالإسلام"، بعد تصريحاته حول علاقاته الجنسية غير الشرعية .
"لقد خَدعنا طارق رمضان بالسلوك الذي أقرّه"، هذا ما قاله اتحاد المنظمات الإسلامية السابق في فرنسا (مسلمو فرنسا، أم إف منذ عام 2017) في بيان نشره في موقعه على الإنترنت، بعد بضعة أيام من المقابلة التلفزيونية المذكورة مع الداعية الإسلامي السويسري، الذي وجِّهت إليه تُهمٌ بحالات اغتصاب ما فتئ يدحضها.

اتحاد مسلمي فرنسا: الاتحاد يشعر بالصدمة من الفجوة بين أقوال وسلوك رمضان وهي الفجوة التي لم يكن تتوقعها منه قط

قال اتحاد مسلمي فرنسا MF، في بيان صارخ: "نحن نواجه التحدي والسؤال من خلال الاعتراف الذي أدلى به الشخص المعني بشأن علاقاته الزوجية غير الشرعية العديدة والمتكررة". لطالما كان اللاهوتي نجماً متكرراً في الصالون السنوي للاتحاد في منطقة باريس؛ حيث كانت محاضراته تستقطب الحشود.
وضّح اتحاد مسلمي فرنسا أنّه لا يملك الحق في "التعليق على هذه القضية من الناحية القضائية"، إلا أنه يتحمل "واجب التعبير عن نفسه"، في ضوء "الدور الهام" الممنوح للسيد رمضان "داخل الجالية المسلمة في فرنسا، وخاصة الأصغر سناً".
وأضاف الاتحاد أنّه يدين "السلوك الذي يتناقض تماماً مع المبادئ الأخلاقية المتوقعة من رجل يُبشر بالإسلام، ويدعو إلى روحانيته وقيمه، ويتعامل مع أسئلة جمهور من الشباب، بشكل أساسي، يبحث عن النماذج المثالية".
"الاتحاد يشعر بالصدمة من الفجوة بين أقوال وسلوك السيد رمضان، وهي الفجوة التي لم يكن يتوقعها منه قط. لم نكن على علم بذلك قط، ولم نلاحظ أي سلوك من هذا الشخص الذي لم يعد يتفق بتاتاً مع أخلاقيات المسلمين".
في بيانه ذكر الاتحاد بأنّ "الأئمة والخطباء والزعماء الدينيين المسلمين" مطالبون بالعيش "مع أخلاق تتفق مع ما يعِظون به وفي مستوى ما يتوقّعه جمهورُهم منهم".
كيف تبرر العدالة صدور كتاب طارق رمضان
على الرغم من طلب إحدى المدعيات ضد طارق رمضان، فإن كتاب الداعية الإسلامي الذي يشير إلى هوية هذه المرأة، قد عُرض  في المكتبات يوم الأربعاء 11 أيلول الجاري.

اعترف طارق رمضان بأنه كان في تناقض مع بعض مبادئه وبأنه كذب بشأن علاقاته الحميمة مع بعض الشاكيات لحماية أسرته

يتربع كتابُ "واجب الحقيقة" بالفعل، منذ صباح 11 أيلول، على رفوف المكتبات. كان من الممكن تأجيل إصدار كتاب طارق رمضان الأخير، بسبب الطلب الذي قدمته المرأة التي تحمل لقب "كريستيل" في وسائل الإعلام، والذي تتهم فيه السويسري باغتصابها في عام 2009. أرادت صاحبة الشكوى أن يبقى اسمُها مجهولاً، وتأسف لذكر اسمها 84 مرة، وفقاً لمحاميها. لكن محكمة باريس قدّرت أن لقبها الحقيقي قد تم نشره بالفعل، وأن منع طارق رمضان من نشر كتابه بصيغته الحالية "سيكون مساساً مفرطاً بحرية التعبير".
ومع ذلك، فقد اعتُبر أن نشر اسم صاحبة الشكوى قد تسبب في الضرر لها، وهو الضرر الذي كلفه دفع يورو رمزي لها. في هذا الشأن عبّر محامي طارق رمضان، إيمانويل مارسيني، لوكالة "فرانس برس"، عن ارتياحه برفض هذا الطلب، القائم حسب رأيه "مرة أخرى على الأكاذيب". من ناحيته وافق وسلّم إريك موران، الذي يدافع عن مصالح "كريستيل"، بأن يصدر كتاب طارق رمضان "واجب الحقيقة" في بلد فولتير".
ست شكاوى ضد طارق رمضان
طارق رمضان متّهم من قبل ست نساء، بما في ذلك أربع نساء في فرنسا، بالاغتصاب والاعتداء والتحرش الجنسي. في الوقت الحالي، أسفرت شكوتان اثنتان من أصل أربع شكاوى لدى المحاكم الفرنسية عن توجيه اتهامات لطارق بدأت الأولى من قبل هندة عياري، وتتعلق بحقائق تعود إلى 26 أيار (مايو) 2012 ، بينما جاءت الثانية من "كريستيل".

اقرأ أيضاً: وثائقي فرنسي عن حفيد مؤسس "الإخوان" طارق رمضان
بسبب هاتين الحالتين بالتحديد، تم اعتقال طارق رمضان، لكن بعد خمسة طلبات بالإفراج، قررت غرفة التحقيق منحه إفراجاً مشروطاً: منعه من مغادرة الأراضي الفرنسية، ومُصادرة جواز سفره، وحظر أي تواصل منه مع أصحاب الشكوى وبعض الشهود، ودفع كفالة بـ 300000 يورو. فبينما كان في البداية قد أنكر أي علاقة مع هاتين المرأتين خلال جلسات الاستماع، اعترف طارق رمضان، مع مواجهته بعناصر التحقيق، بأنه مارس بالفعل علاقات بالتراضي.
 جاءته النكسة الأعظم من صفوف حلفائه السابقين أي جماعة الإخوان المسلمين الذين ساعدوا صعودَه في فرنسا في الماضي

هجوم طارق المضاد
منذ ما يقرب من عام، ظل طارق رمضان حرّاً طليقاً، في انتظار المحاكمات، لكن هذا لم يمنعه من إعداد دفاعه. بدءاً بشكوى منه ضد النساء اللواتي اتهمنه بالاغتصاب. بل ولقد أكد محامي رمضان، في شباط (فبراير) الماضي، أن موكله "تعرض لاتهامات خطيرة، واتهامات كاذبة، لا أساس لها من الصحة"، وأن الأمر متروك الآن للعدالة "لتحديد الظروف التي قدمت فيها أصحاب الشكاوى ادعاءً كاذباً بالاغتصاب ضده". في الآونة الأخيرة، في آب (أغسطس) الماضي، اعترض طارق رمضان أيضاً على أحد جوانب ظروف حريته. ففيما كان يتمنى السفر إلى لندن "لاستئناف حياته المهنية والطبية والعائلية" وفقاً لمحاميه، فقد قدّم التماساً إلى القضاة بمغادرة الإقليم الفرنسي. لكن الطلب رُفِض من محكمة استئناف باريس، التي رفضت حتى حضور طارق رمضان، الجلسة.

يواصل الإسلامي طارق رمضان استعادة الأوساط المسلمة التي صارت على خلاف معه منذ الكشف عن حياته المزدوجة

يواصل الداعية الإسلامي طارق رمضان، الذي تتهمه نساء بالاغتصاب، والذي نشر تواً دفاعاً عن قضيته في كتاب "واجب الحقيقة"، عمليته لاستعادة الأوساط المسلمة التي صارت على خلاف معه منذ الكشف عن حياته المزدوجة.
"طارق لم يقدم أي إقرار مشرف بالذنب"، قال متأسفاً أحد المقربين منه السابقين. وقال عبد العزيز تشامبي، وهو رفيق سابق في مدينة ليون، على خلافٍ مع عالم اللاهوت منذ عشر سنوات: "لديه جرأة وقِحَة شيطانية، في محاولة العودة إلى المسرح". "فليصمتْ!" هكذا تطالبه الأوساط المسلمة، وفقاً لعالم الاجتماع المتخصص في الإسلام، فنسنت غيسر، المطلع على أجواء قاعدة طارق رمضان.
"الرد على الضربات التي تلقاها"
غامر رمضان بمخاطر كبيرة، من خلال العودة بصوت عالٍ إلى وسائل الإعلام. في الوقت الحالي لم يتم الاستماع إليه أو مواجهته بـ "بريجيت" (الاسم المستعار) للمرأة التي تتّهمه في سويسرا باغتصابها، وبالإغلاق عليها ليلة كاملة، في نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2008 بأحد الفنادق في مدينة جنيف. القضاء السويسري، الشامخ، عليه ألا يقدّر تصريحات طارق رمضان ضد صاحب الشكوى، التي اتهمها بنصب فخّ لتُسقطه مع "كريستيل"، ثاني امرأة تقدّم شكوى بخصوص اغتصاب اللاهوتي لها. "كل هذا تزوير، وكذب إضافي"، هكذا قال محامِيا بريجيت، روبرت أسايل وأليك ريمون، "إنه كذب آخر".

اقرأ أيضاً: 35 ألف يورو شهرياً يتقاضاها المفكر الإسلامي طارق رمضان.. من يدفعها؟ ولماذا؟
على أي حال، تتضح عودة اللاهوتي إلى المشهد العام أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً. قبلت وسائل إعلام قليلة مقابلته على الرغم من اقتراحات ناشره  Presses du Chatelet. تحدث طارق رمضان يوم الأربعاء فقط على موجات الإذاعة المجتمعية France Maghreb 2 خلال البرنامج الشهير "المنتدى الكبير". قال رمضان "أنا أفهم خيبة أمل البعض والبعض الآخر، لكنني أطلب من كل مَن رافقني وضْع الأشياء في مكانها. [...] هل نخدم رجلاً أم نخدم رسالة؟"، هكذا قال رمضان، على وجه الخصوص، للتخلص من حياته المزدوجة.

 

 

 

ضربة كبيرة لطارق رمضان من الإخوان المسلمين
لكن بالنسبة لطارق رمضان، فقد جاءته النكسة الأعظم من صفوف حلفائه السابقين؛ أي جماعة الإخوان المسلمين الذين ساعدوا على صعوده في فرنسا في الماضي. رغم كل التوقعات، أصدر اتحاد مسلمي فرنسا (UOIF السابق، الفرع الفرنسي لجماعة الإخوان المسلمين)، مؤخراً، بياناً يتبرّؤون فيه من اللاهوتي. يقول النص "نشعر بالخيانة نتيحة السلوك الذي كشف عنه السيد رمضان، وهو سلوك يتناقض تماماً مع المبادئ الأخلاقية المتوقعة من رجل يُبشّر بالإسلام". في هذا الصدد يقول صحفي من إحدى وسائل الإعلام المجتمعية: "إنها ضربة كبيرة لطارق رمضان". في بيانه، يصر اتحاد مسلمي فرنسا على الحماية الضرورية لعامة الشباب.


هامش:

(1) قضية دريفوس  Dreyfus هي صراع اجتماعي وسياسي حدث في نهاية القرن التاسع عشر في عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة. اتهم دريوفوس بالخيانة في هذه القضية (النقيب ألفريد دريفوس) وهو فرنسي الجنسية يهودي الديانة. هزت هذه القضية المجتمع الفرنسي خلال اثني عشر عاماً من 1894 وحتى 1906 وقسمته إلى فريقين؛ المؤيدين لدريفوس المقتنعين ببراءته (الدريفوسيين)،  والمعارضين له المعتقدين أنه مذنب.
قبل كل شيء، يربط طارق رمضان بين قضيته وبين قضية دريفوس، فضيحة مدوية للجمهورية الثالثة تجمع بين إجهاض وإنكار العدالة ومعاداة السامية ضد النقيب ألفريد دريفوس، الذي اتُهم خطأً بالخيانة العظمى في عام 1894 قبل إعادة تأهيله أخيراً في عام 1906.


المصادر عن الفرنسية: ouest-france.fr و liberation.fr و lepoint.fr



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية