استئصال الإرهاب من اليمن

استئصال الإرهاب من اليمن


24/09/2019

سلطان حميد الجسمي

العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت منشآت نفط أرامكو في شرق المملكة العربية السعودية أوضحت لنا أن إيران تلعب بالنار وتسعى لإشعال فتيل حرب في المنطقة.
تعاني منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة من المنظمات الإرهابية التي تشكل خطراً على المنطقة بشكل مباشر، وتزعزع أمنها واستقرارها، ويعود ذلك إلى سببين رئيسيين، الأول مواردها الطبيعية وبالأخص النفط، والثاني مكانتها الجغرافية في العالم؛ حيث تعتبر صلة الوصل بين الشرق والغرب، وهذا مبرر لقوى الشر لكي تخلق هذا الإرهاب في الشرق الأوسط.
تحتل اليمن في الجغرافيا السياسية مركزاً عالمياً وموقعاً مهماً على الخارطة العالمية؛ حيث تطل على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وتتحكم بمضيق باب المندب الذي تعبر منه ناقلات النفط والسفن التجارية التي تعبر جنوباً وشمالاً، وتتمتع بموارد طبيعية يسيل لها لعاب الدول الطامعة بخيراتها، ما يجعلها تحت أنظار قوى الشر والمنظمات الإرهابية التي جعلت من اليمن اليوم أوكاراً لها.
ولولا قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة القوات المسلحة الإماراتية التي قامت بمحاربة الإرهاب على كافة المحاور، لكانت اليمن اليوم مستنقعاً ينتشر فيه الإرهاب والجوع والفقر. فاليمن واليمنيون سعداء بوجود قوات التحالف العربي، جنباً إلى جنب مع القوات اليمنية الشرعية الحكومية؛ حيث طهرت مساحات شاسعة من أرض اليمن، من كثير من أوكار الإرهاب.
لابد لنا اليوم كشعب خليجي أن ندرك مخاطر المنظمات الإرهابية التي تدعمها قوى الشر، وخصوصاً إيران في اليمن، فالحوثي اليوم متواجد وينشر إرهابه بشكل مستمر ضد الشعب اليمني، بارتكابه أبشع الجرائم المنافية للإنسانية ضد هذا الشعب الشقيق، هذه الجرائم التي دونت في سجلات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية. ولعل الشعب اليمني لن ينساها مهما مر من زمن، من قتل متعمد ضد المدنيين والأطفال والنساء دون استثناء، ونهب ثروات الشعب اليمني، دون مبالاة بالفقر أو المرض أو المجاعة.
وحسب تقارير منظمات الأمم المتحدة فإن اليمن على مشارف المجاعة، وإن ناقوس الخطر قد دق، وعلى المجتمع الدولي استئصال الحوثي الإرهابي المدعوم من إيران، وإلا فإن اليمن سوف يعيش مرحلة كارثية تسودها المجاعة والأمراض، وسوف تكون خطراً على المجتمع الدولي والمنطقة.
تلعب إيران دور الشر في منطقة الشرق الأوسط، وسط زحام القوى الطامعة التي تريد فرض الهيمنة والتوسع. ولعل العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت منشآت نفط أرامكو في شرق المملكة العربية السعودية أوضحت لنا بأن إيران تلعب بالنار، وتسعى لإشعال فتيل حرب في المنطقة، وتعمل على إثارة صراعات إقليمية؛ بهدف تحقيق أهدافها من خلال اختلاق بؤر توتر ونزاعات لعل ذلك يساعدها. ولكن إذا ما أصرت على سلوك هذا الدرب المدمر فلا شك أنها ستدفع ثمناً باهظاً، ولن تفيدها المواقف العنترية بشيء؛ لأنها ستجد نفسها وحيدة لن يقف بجانبها أحد، لأن مواقفها السلبية المعادية للمجتمع الدولي تجعلها منبوذة، ولا تحظى بأي تعاطف أو تأييد..
إن العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت منشآت نفطية سعودية كان مصدرها من الشمال وليس من اليمن، كما أكدت ذلك وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، وذلك يؤكد خطورة الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران التي تنتشر في أكثر من دولة، وأنها خطر يهدد العالم أجمع.
أن تدخلات إيران في الدول الأخرى لا يخدم أحداً، فلم تتدخل إيران في دولة إلا كانت شؤماً على شعبها وسبباً لانتشار الفوضى فيها مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن؛ لذا، على المجتمع الدولي استئصال إرهاب إيران من اليمن والشرق الأوسط، لكي تستطيع دول المنطقة أن تعيش بسلام وأمن واستقرار، وهذا ما تجمع عليه معظم المواقف العالمية. 

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية