بأي معنى جاءت مبادرة "تحالف الأمل" الإيرانية؟ وما فرص نجاحها؟

بأي معنى جاءت مبادرة "تحالف الأمل" الإيرانية؟ وما فرص نجاحها؟


01/10/2019

من على منبر الأمم المتحدة، وبالتزامن مع الإعلان أن لا مفاوضات إيرانية مع أمريكا، وفشل الجهود لعقد لقاء قمة بين الرئيسَيْن؛ روحاني وترامب، أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، المبادرة الإيرانية الموعودة، بعنوان "تحالف الأمل"، التي تردّدت معلومات حولها، بعد العملية التي استهدفت منشآت "أرامكو" السعودية، في الرابع عشر من أيلول (سبتمبر) الماضي، والتي تشير اتهامات أمريكية وسعودية، إلى أنّ الحرس الثوري الإيراني يقف وراءها، وليس الحوثيين، كما يتردّد في الرواية الإيرانية والحوثية، وفيما يلي ملاحظات حول مضامين تلك المبادرة، وسياقات طرحها، وفرص فشلها ونجاحها:

مضامين "تحالف الأمل" التي تسميها إيران "مبادرة هرمز للسلام" تدعو لتشكيل تحالف إقليمي يضمّ: إيران ودول الخليج العربي

أولاً: مضامين مبادرة "تحالف الأمل" الإيرانية، التي تسميها إيران "مبادرة هرمز للسلام"، تدعو لتشكيل تحالف إقليمي يضمّ: إيران، ودول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بوصفها دولاً تأثرت بالتطورات في الخليج، لضمان الأمن في المنطقة وبحر عمان، ومضيق هرمز، ولمزيد من التوضيح للمبادرة؛ قدّم روحاني تفصيلات حولها: "هذه المبادرة تشمل مجالات التعاون المختلفة؛ كالعمل الجماعي لتحقيق أمن الطاقة وحرية الملاحة وتدفقها من وإلى مضيق هرمز، وأبعد منها"، وأضاف: "يقوم التحالف على أسس مهمة، أهمها: مبدأ عدم الاعتداء، وعدم التدخّل في شؤون بعضنا"، مشدداً "المظلة الأممية مهمة لإضفاء شرعية على التحالف، وتشكيل دولة أجنبية لمثل ذلك التحالف يعدّ تدخلاً بشؤون المنطقة".

اقرأ أيضاً: استطلاع: 67% من الشباب العرب يرون إيران عدواً

ثانياً: سياقات طرح المبادرة مرتبطة بالتصعيد بين أمريكا والمملكة العربية السعودية، على خلفية اتهامات بوقوف إيران وراء عملية "أرامكو"، من خلال الحرس الثوري الإيراني، ومخططات أمريكية معلنة لإرسال مزيد من القوات العسكرية الأمريكية "الدفاعية" إلى قواعد عسكرية في السعودية، وتشكيل تحالف دولي عسكري، يضمّ أكثر من خمسين دولة، لضمان أمن الملاحة في الخليج، واستثمار "تحولات" في مواقف أطراف دولية فاعلة، من بينها مواقف أوروبية: "فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا"، أرسلت إشارات بتحميل إيران مسؤولية عملية "أرامكو"، خلافاً لمواقف سابقة، كانت تتحفظ  "قبل أرامكو" على التصعيد في الخليج بعد حرب ناقلات النفط، وطروحات الدخول في تحالف دولي بقيادة واشنطن لتأمين سلامة الملاحة في الخليج.

اقرأ أيضاً: ماذا تخفي قاعدة الإمام علي التي أقامتها إيران شرق سوريا؟

ثالثاً: فرص نجاح المبادرة تبدو محدودة جداً، ويرجَّح أنّها ستفشل؛ حيث تبني فرضياتها على أنّ هناك "طرفاً" مجهولاً يهدّد أمن الملاحة، ويخطف الناقلات، ويحول دون تأمين السلامة البحرية، في حين أنّ الحقائق تؤكّد أنّ التصعيد في الخليج لا يخرج عن كونه ردود فعل إيرانية على العقوبات الأمريكية، وأنّ إيران مسؤولة عن كافة العمليات التي استهدفت ناقلات النفط في الخليج، بشكل مباشر أو عبر وكلائها، بدءاً من العملية التي استهدفت ناقلة نفط في موانئ الفجيرة الإماراتية، ووصولاً لعملية "أرامكو" التي استهدفت "بقيق وخريص".

اقرأ أيضاً: إيران في اليمن: كيف وصل البلد "السعيد" لكل هذا الدمار؟

رابعاً: المبادرة الإيرانية غير بعيدة عن طروحات روسية وتركية، بهذا الخصوص؛ حيث أكّدت تصريحات لوزير الخارجية الروسي "لافروف" مضامين المبادرة الإيرانية، وأنّ أمن منطقة الخليج يجب أن يكون بالتفاوض بين دول الخليج وإيران، وتحت مظلة أممية، ودون تدخلات دولية منفردة، من الواضح أنّ المقصود بها الولايات المتحدة، وهو ما يشير إلى احتمالات أن يطرح هذه المقاربة الرئيس بوتين، خلال زيارته المرتقبة للمملكة العربية السعودية، في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

سياقات طرح المبادرة مرتبطة بالتصعيد بين أمريكا والسعودية على خلفية اتهامات بوقوف إيران وراء عملية أرامكو

إنّ مضمون المبادرة الإيرانية وأهدافها، يستبطن أسباب فشلها؛ حيث تعالج عرضاً من أعراض الأزمة؛ إذ إنّ تهديد الملاحة البحرية في الخليج مرتبط بأسباب الأزمة الجوهرية في محاورها الثلاثة، وهي: "البرنامج النووي، والصاروخي، وتدخلاتها في الإقليم عبر تقديم دعم وكلائها"، ومن جهة أخرى؛ فإنّ التحالف الذي تقترحه إيران جوهره أن تكون إيران بديلاً للولايات المتحدة في قيادة المنطقة، وأن تكون دول الخليج تابعة لها وتحت مظلّتها، وهو أمر سترفضه دول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية، التي أعلنت، مع الإمارات والبحرين، انضمامها للتحالف الذي أعلنته أمريكا، وفي أحسن الأحوال؛ فإنّ أصواتاً خليجية ستتعاطى مع المبادرة في حدود الدبلوماسية المحدودة جداً (سلطنة عُمان، وقطر، والكويت) دون أن تصل لمستوى الدخول عسكرياً في هذا التحالف، خاصة أنّ دول الخليج "الست" ترتبط بعلاقات عسكرية وثيقة مع الولايات المتّحدة، وتحتضن أراضيها وقواعدها العسكرية تواجداً عسكرياً أمريكياً، بما فيها دولة قطر، التي ترتبط بعلاقات دافئة مع القيادة الإيرانية، خاصة بعد أزمتها مع جيرانها في الخليج.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية