مقتل البغدادي.. هل ينهي تنظيم داعش؟

مقتل البغدادي.. هل ينهي تنظيم داعش؟


28/10/2019

شكّل مقتل زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، ضربة قاسية للتنظيم الذي سيطر في وقت من الأوقات على مناطق شاسعة، تمتدّ بين سوريا والعراق، لكن هل يعني مقتله انتهاء خطر الجهاديين الذين أثبتوا قدرتهم على الصمود والاستمرار.

الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال أمس: إنّ "مقتل زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، ضربة موجعة لداعش، لكنّها لا تمثّل سوى مرحلة"، مضيفاً: "إلحاق الهزيمة النهائية بالتنظيم يعدّ أولوية فرنسا".

ماكرون: مقتل البغدادي ضربة موجعة لداعش، لكنّه لا يمثّل الهزيمة النهائية للتنظيم الإرهابي

من جانبها، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي: "نهنّأ حلفاءنا الأمريكيين على العملية"، لافتة إلى "مواصلة القتال من دون هوادة ضدّ التنظيم"، وتابعت على موقع تويتر: "إنّه تقاعد مبكّر للإرهابي، ولكن ليس لتنظيمه".

بدوره، رحّب وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، بـ "الضربة القوية التي تلقاها داعش بعد هزيمته ميدانياً".

وقال لودريان، بعد لقاء نظيره الإماراتي في أبوظبي: إنّ "ما حصل ينبغي أن يشجعنا على مواصلة جهودنا للقضاء على الإرهاب، والترحيب بالجهد الأمريكي وجهد التحالف الدولي ضدّ داعش، والذي لم ينه عمله".

وبعد أن كان أنصار التنظيم المتطرف يواجهون في وقت من الأوقات جيوشاً، أصبحوا في الأعوام الأخيرة يشنّون هجمات على شكل حرب العصابات وعمليات انتحارية، وفي بعض الحالات أعلن التنظيم مسؤوليته عن فظائع، مثل: تفجيرات سريلانكا، في نيسان (أبريل)، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصاً.

وكان ترامب قد أعلن، أمس، مقتل البغدادي في غارة نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في شمال غرب سوريا، موجهاً الشكر لروسيا وتركيا وسوريا والعراق، على دعمهم.

وقال ترامب، في خطاب تلفزيوني ألقاه من البيت الأبيض: إنّ "البغدادي قتل بعد أن حُشر في نفق، ففجّر سترة ناسفة كان يرتديها"، مشيرا إلى أنّ زعيم التنظيم الإرهابي قتل مع ثلاثة من أطفاله .

وأضاف: "حصلنا على وثائق حساسة بعد مقتل البغدادي"، لافتاً إلى أنّ "البغدادي كان عنيفاً وقتل بطريقة وحشية".

وقال ترامب: "القوات الأمريكية قتلت زعيم داعش بعدما قتلت حمزة بن لادن"، مضيفاً أنّها ستدمر هؤلاء "الوحوش" الذين لن يتمكّنوا من الفرار، ومؤكداً استمرار ملاحقة باقي الإرهابيين من التنظيم.

من جانبه، رأى رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، أنّ مقتل البغدادي على يد قوة أمريكية خاصة، هو "انتصار للاستخبارات العراقية".

وقال عبد المهدي في بيان: "بعد أن تمكّن إخوانكم في القوات المسلحة من هزيمة داعش عسكرياً، واستئصال وجوده من مناطق العراق، يستكمل اليوم جهاز المخابرات الوطني العراقي هذا الإنجاز، بنصر استخباري نوعي، أطاح من خلاله بزعيم داعش الإرهابي".

وأضاف: "هذا النصر تحقق في ضوء "متابعة استخبارية مشتركة وتوجيهات مباشرة" منه، والتي كان لها "الدور الكبير في تعقّب البغدادي في عملية نوعية، بدأت منذ شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي".

وزيرة الجيوش الفرنسية: مقتل البغدادي تقاعد مبكر لإرهابي، لكن ليس لتنظيم داعش

وأوضح رئيس الحكومة العراقية؛ أنّ "عملية التعقب أسفرت عن إلقاء القبض على مقربين من عائلة البغدادي، وأسهمت في الوصول إلى المكان الذي يتواجد فيه داخل الأراضي السورية".

وأشار إلى إسهام "مجلس القضاء الأعلى (العراقي) في التحقيق، وكشف الحقائق، من المعتقلين المقربين من قيادات داعش"، موجهاً الشكر إلى ضباط جهاز المخابرات العراقي الذين ساهموا في هذا نجاح العملية.

وولد البغدادي، واسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري، عام 1971، وكان مولعاً بكرة القدم، ويطمح أن يصبح محامياً، لكنّ نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق.

وأبدى أيضاً طموحاً للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، فقادته الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد، قبل أن يصبح إماماً في العاصمة العراقية، في عهد الرئيس السابق، صدام حسين.

وطوال حياته، التي بقيت طيَّ السرية، لم يقم سوى بظهور علني واحد دخل التاريخ، حين ألقى خطاباً، في تموز (يوليو) 2014، نصّب نفسه فيه "خليفة"، داعياً المسلمين في العالم إلى مبايعته.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية