الإمارات والبرازيل تراهنان على خريطة طريق مشتركة.. ما أبرز معالمها؟

الإمارات

الإمارات والبرازيل تراهنان على خريطة طريق مشتركة.. ما أبرز معالمها؟


28/10/2019

اكتسبت زيارة الرئيس البرازيلي إلى دولة الإمارات، أمس، طابعاً تجارياً بامتياز، استهدف استكشاف مزيد من الفرص الاستثمارية بين البلدين، وسط مراهنة أبوظبي على أن تقود الزيارة إلى نقلة كبيرة في العلاقات الإماراتية-البرازيلية. ويتفق البلدان على أنّهما لم يستغلا بالشكل الكافي ما يتوافر لديهما من فرص، وأنّهما بحاجة إلى تطوير خريطة طريق مشتركة بينهما، يكون عنوانها العريض: دعم الإستراتيجية الاقتصادية للبرازيل تجاه الأسواق الآسيوية، والإستراتيجية الاقتصادية للإمارات في أمريكا اللاتينية، وبما سيشكّل نقطة الارتكاز المثالية للنهوض بعلاقاتهما نحو آفاق جديدة من النمو والتقدم.

اقرأ أيضاً: لماذا يقترب السودان من الإمارات والسعودية ويبتعد عن قطر وتركيا؟
وقد قام الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، بزيارة إلى دولة الإمارات؛ وذلك على هامش حضوره منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي الذي عقد أمس في أبوظبي.
وترى الإمارات أنّه بالرغم من علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها مع البرزايل فإنّ العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين لا تعكس بالفعل عمق تلك الصداقة، ما يستدعي ترجمتها إلى مصالح متنامية بين الطرفين؛ من خلال مضاعفة جهودهما لتعزيز التعاون وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة بين شركات ومؤسسات القطاع الخاص في دولة الإمارات وجمهورية البرازيل.
اكتسبت زيارة الرئيس البرازيلي إلى دولة الإمارات، أمس، طابعاً تجارياً بامتياز

الفرص المتاحة للبلدين
ووفق المقاربة الإماراتية، فإنّ الإمارات يمكن أن تُقدّم للبرازيل مِروحة واسعة من الخيارات الاستثمارية الجاذبة، كما أنّ الجانب البرازيلي يتوافر على فُرص مقابلة يمكن للإماراتيين التقدّم نحوها. ومن ذلك ما يلي:

تتطلع دولة الإمارات إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة في السوق البرازيلية وهي السوق الأكبر في أمريكا اللاتينية

1. يقول الجانب الإماراتي إنّه على الرغم من وصول حجم التجارة المتبادلة بين البلدين إلى نحو 2.5 مليار دولار في العام 2018، ووصول قيمة التدفقات الاستثمارية بين الجانبين إلى نحو 700 مليون دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية، الأمر الذي وضع دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً على مستوى التعاملات التجارية والاستثمارية مع جمهورية البرازيل... على الرغم من هذه الإنجازات النوعية التي حققها الجانبان، فلا تزال، وفق المسؤولين الإماراتيين، هناك فرص كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية، والنهوض بها نحو مستويات جديدة من التقدم والازدهار. ومثّل منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي الذي عقد أمس في أبوظبي نافذة مهمّة إلى استكشاف المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية، وإطلاق المبادرات المشتركة لتقليص الكُلف المنبثقة عن المسافة الجغرافية بين البلدين، والتركيز على القطاعات ذات الأولوية والتنافسية لدى كل من الإمارات والبرازيل، وفي مقدمتها الأمن الغذائي والتعدين وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الدوائية. ويشدد الطرف الإماراتي على أهمية العمل مع المؤسسات البرازيلية المعنية لدفع علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري في البلدين إلى الأمام، وكذلك التحرك المشترك لاتخاذ إجراءات لإعادة تنشيط المبادلات التجارية من خلال تشجيع الاستثمار، وزيادة عدد الوفود المتبادلة، والمشاركة في المعارض التي تقام في البلدين.

مثّل منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي الذي عقد أمس في أبوظبي نافذة مهمّة لاستكشاف المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية بين البلدين

2. يرى المسؤولون الإماراتيون الذين تحدثوا في المنتدى الإماراتي البرازيلي، أمس، أنّ دولة الإمارات تعمل بشكل مستمر على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية وتقديم الحوافز الاستثمارية التي تعزز من تنافسيتها، وتساعد رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف دول العالم على تحقيق المزيد من النجاح والتقدم على أراضيها، وقد دعوا، في هذا الصدد، قطاع الأعمال البرازيلي إلى الاستفادة من الإصلاحات الإماراتية الأخيرة؛ المتمثلة برفع نسبة التملك للمستثمرين الأجانب في عدد من القطاعات الاقتصادية إلى 100%، إضافة إلى برامج الإقامة والتأشيرات المميزة للمستثمرين.
3. هناك مراهنة إماراتية على أنّ الآفاق الرحبة للعلاقات الثنائية بين البلدين لا تقف عند السوقين؛ الإماراتية والبرازيلية. ومبعث هذه المراهنة يتكئ على حقيقة أنّ دولة الإمارات تشكل بوابة تجارية ونقطة انطلاق مثالية للولوج إلى الأسواق الواعدة في المنطقة، وفي مقدمتها السوق الهندية والأسواق العربية والآسيوية، وهو ما يمثل، بحسب صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، فرصة مزدوجة لقطاع الأعمال البرازيلي عبر الاستفادة من بيئة الأعمال الجاذبة والبنية التحتية المتقدمة لدولة الإمارات، إضافة إلى تحقيق الوفورات الاقتصادية المنبثقة من القرب الجغرافي للأسواق الآسيوية.

اقرأ أيضاً: "الهلال الإماراتي" صانع حياة في اليمن
4. تتطلع دولة الإمارات، في المقابل، إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة في السوق البرازيلية، وهي السوق الأكبر في أمريكا اللاتينية، والبناء على علاقاتها المتميزة مع الجانب البرازيلي لتعزيز حضورها الاقتصادي في القارة الأمريكية الجنوبية؛ وبما يتواءم مع سياسات التنويع الاقتصادي والأهداف الإستراتيجية للدبلوماسية الاقتصادية لدولة الإمارات، وفقاً لما أوردته "وكالة الأنباء الإماراتية" (وام). وقد قال الرئيس البرازيلي، بحسب الوكالة، إنّ لدى بلاده "فرصاً كثيرة خاصة في الزراعة والتكنولوجيا".

الشيخ محمد بن زايد: البرازيل دولة مهمة على المستويات السياسية والاقتصادية

أهمية البرازيل

وكان ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال لدى استقباله الرئيس البرازيلي، أمس، في أبو ظبي، إنّ "البرازيل دولة مهمة على المستويات السياسية والاقتصادية، ولها ثقلها في محيطها الإقليمي والعالمي، وتحظى بأهمية كبيرة ضمن إستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة الخاصة بتعزيز وتوسيع علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، وتمتين جسور التعاون معها في المجالات المختلفة".
وأثنى ولي عهد أبوظبي على عقد مجلس النواب البرازيلي جلسة برلمانية عامة في شهر أيلول (سبتمبر) 2019، احتفاء بعام التسامح 2019 في الإمارات، واصفاً الجلسة بأنّها لفتة حضارية مهمة تجاه الإمارات وشعبها، ومؤشر قوي على القيم المشتركة التي تجمع بين البلدين والشعبين، ما يوفر، برأيه، الأرضية لمزيد من التوسع في العلاقات الثنائية خلال الفترة المقبلة. وعبّر الشيخ محمد بن زايد عن تطلعه لأنْ تؤدي زيارة الرئيس البرازيلي إلى دولة الإمارات إلى نقلة كبيرة في العلاقات الإماراتية-البرازيلية على المستويات المختلفة خلال الفترة المقبلة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية