الحوثيون يصعّدون ضدّ المنظمات الدولية والمحلية

الحوثيون يصعّدون ضدّ المنظمات الدولية والمحلية


03/11/2019

تستمر ميليشيات الحوثي الإرهابية في جرائمها وانتهاكاتها بحقّ المنظمات الدولية والمحلية، خصوصاً العاملة بالمجال الصحي، بمناطق سيطرتها، في ظلّ صمت غير مبرَّر من الأمم المتحدة.

وأكّد عاملون في عدد من المنظمات الدولية، الإنسانية والصحية، في صنعاء، تعرضهم عدة مرات، أثناء مزاولتهم لإعمالهم، لمضايقات وابتزازات الميليشيات الحوثية في أكثر من منطقة وأكثر من مكان، وفق ما أوردت "الشرق الأوسط".

المنظمات الدولية الإنسانية والصحية، في صنعاء، تتعرض لمضايقات وابتزازات الميليشيات الحوثية

وعدّ العاملون في هذه المنظمات، الذين فضّلوا عدم الكشف عن أسمائهم؛ أنّ السلوك الإجرامي الذي تنتهجه الميليشيات بحقّهم كعاملين، وبحقّ المنظمات الدولية، يكشف حقيقة الطابع الإرهابي للميليشيات، ويؤكد في الوقت نفسه خطورة البيئة التي يعملون فيها بمناطق سيطرة الحوثيين، الأمر الذي يستدعي، بحسبهم، سرعة الاستجابة لنداءات نقل مكاتب تلك المنظمات إلى المناطق المحررة الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية.

وعبّرت منظمات حقوقية وإنسانية عدة عن قلقها الشديد إزاء ارتفاع وتيرة الانتهاكات الحوثية بحقّ العاملين في المجال الإنساني والصحي، وطالبت -في السياق ذاته- الأمم المتحدة، وكلّ الجهات الدولية المعنية، بالعمل على إيقاف مثل تلك الممارسات القمعية الهمجية المنافية للقانون الدولي الإنساني، التي تنتهجها بصورة مستمرة الجماعة الحوثية بحقّ هذه المنظمات وموظفيها.

وتواصل الجماعة الإرهابية، منذ انقلابها على السلطة عام 2014، بعملياتها الإرهابية ضدّ المنظمات الدولية العاملة في البلاد، ويوماً بعد آخر، تضع الميليشيا المدعومة من إيران تعقيدات كبيرة في طريق العمل الإنساني والصحي لهذه المنظمات.

وعلى مدى أعوام الانقلاب، استحدثت الميليشيات إدارة خاصة للمنظمات الدولية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي الخاضعة لبسطتها وأطلقت عليها، وفق مصادر خاصة في وزارة التخطيط، اسم "المكتب التنفيذي للرقابة ومتابعة المنظمات الدولية".

وقالت المصادر؛ إنّ "الهدف من تلك الخطوة الحوثية تسهيل مهمتها في استهداف وابتزاز المنظمات الدولية، ومحاصرة عملها، وحرف مسار المساعدات الغذائية والطبية".

وأكّدت المصادر، التي طلبت عدم ذكر هويتها؛ أنّ الميليشيات الانقلابية تمكّنت، عبر ذلك المكتب المشؤوم، من السيطرة على المنظمات، ومراقبة عملها وتحركاتها بشكل دقيق.

وسبق للميليشيات الحوثية أن قامت بعدة انتهاكات خطيرة ضدّ موظفين تابعين لعدد من المنظمات الإنسانية والطبية الدولية العاملة في اليمن.

المنظمات الإنسانية تطالب بنقل مكاتبها إلى المناطق المحررة الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية

وفي أيلول (سبتمبر) الماضي من العام الحالي، أعلنت جماعة الحوثي الحرب على منظمة "أطباء بلا حدود"، ومنعت دخول شحنة مساعدات طبية تابعة لها عبر مطار صنعاء.  

وأصدر وزير الصحة بحكومة الميليشيات، المدعو طه المتوكل، توجيهات بإغلاق المخازن الطبية الخاصة بالمنظمة بصنعاء، ومصادرة محتوياتها، وإحالة الموظفين إلى النیابة العامة الخاضعة لسيطرة الميليشيا.

وكشف تقرير أممي حديث؛ أنّ ميليشيات الحوثي ارتكبت انتهاكات جسيمة ضدّ العاملين الصحيين في اليمن، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 2019، تمثلت في الاعتداء والقتل والاختطاف والاعتقال، وهجمات على المنشآت الصحية ألحقت بها أضراراً بالغة.

وأشار تقرير الأمم المتحدة، تحت عنوان "الهجمات على الرعاية الصحية في اليمن"، إلى أنّ جماعة الحوثي ارتكبت 15 انتهاكاً ضدّ العاملين الصحيين في مناطق سيطرتها، خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى آذار (مارس) 2019.

وأكّد تقرير أممي سابق حول "الأطفال والنزاع المسلح في اليمن" التحقق من استخدام ميليشيات الحوثي المستشفيات لأغراض عسكرية في كثير من المحافظات اليمنية، ورأى.

 أنّها أماكن ينبغي أن تقدّم الحماية فيها للأطفال والمدنيين.

ولفت التقرير إلى أنّ الجماعة استخدمت المستشفيات والمرافق الصحية لأغراض عسكرية، معظمها في محافظات تعز والجوف، إضافة إلى شنّ هجمات على المستشفيات أدّت إلى تدمير جزئي أو كلّي.

وتشير الإحصائيات إلى أنّ ما لا يقل عن 278 منشأة صحية قد تضررت أو دُمِّرت، ونصف المرافق الصحية في البلد لا تعمل بكامل طاقتها، مع نقص الأدوية الأساسية والإمدادات والعاملين في الرعاية الصحية.

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية