هل تستعين إيران بداعش لإفشال ثورة العراقيين؟!

هل تستعين إيران بداعش لإفشال ثورة العراقيين؟!


06/11/2019

إنّ تعيين القيادي العراقي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي زعيماً لتنظيم داعش، كان السيناريو الأكثر ترجيحاً، حتى قبل مقتل البغدادي، ارتباطاً بسياقات وظروف وأسباب تأسيس التنظيم، وانطلاقه في العراق، ردّاً على السياسات الطائفية التي كانت عنواناً للحكومة العراقية، بقيادة نوري المالكي آنذاك، حزيران (يونيو) 2014.

اقرأ أيضاً: الغضب الشعبي يجبر موظفي إيران على مغادرة العراق
ورغم أنّ ساحات أوروبا وجنوب شرق آسيا، وشرق وغرب أفريقيا، إضافة إلى مناطق سيناء وليبيا، ستبقى ساحات مرشحة لعمل داعش، إلا أنّ المرجَّح أن تبقى ساحتا "العراق وسوريا" مركز الفعل الداعشي؛ حيث توجد البنى المركزية "القيادة والتوجيه والدعم اللوجستي"، ويرجَّح أنّ هناك قوى إقليمية كثيرة متضررة من غياب داعش، وترتبط معه بعلاقات وثيقة.

المرجَّح أن تبقى ساحتا العراق وسوريا مركز الفعل الداعشي حيث توجد البنى المركزية؛ القيادة والتوجيه والدعم اللوجستي

يجري الحديث، وعلى نطاقات واسعة، عن علاقات أمريكية مع داعش، وأنّ داعش "ألعوبة" بيد الولايات المتحدة، تحرّكها بما يخدم مصالحها، وهي مقاربة تستند لاعترافات قادة أمريكيين، واتهامات متبادلة على هامش الخلافات والتسريبات بين الجمهوريين والديمقراطيين، وغياب ما يؤكد القضاء على التنظيم، بعد معاركه في الموصل والرقة والباغوز السورية قبيل عدة أشهر.
لكن مقابل هذه المقاربة يتم، وبأطر ضيقة، تناول علاقة داعش بالقيادة الإيرانية والحرس الثوري في العراق وسوريا، وحتى في أفغانستان، بما يخدم سياساتها وأجنداتها، وهو ما يجعل احتمالات عودة داعش للعراق أحد أبرز الاحتمالات الواقعية، وربما خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، استناداً لجملة معطيات نوردها كالآتي:

اقرأ أيضاً: محاولة اقتحام القنصلية الإيرانية في كربلاء.. فيديو
أولاً: العلاقة الوثيقة بين إيران ومجاميع المقاومة العراقية، وتزويدها بالأسلحة الإيرانية، منذ عام 2003، في ظلّ مقاربة إيرانية مفادها أنّ نجاح المشروع الأمريكي في العراق، يعني استكماله في إيران وسوريا والمنطقة، بما يرتب ضرراً على المصالح الإيرانية، ونسّقت إيران حينها مع القيادة السورية لتسهيل إدخال المقاتلين "الإرهابيين" إلى العراق، وهو ما دفع المالكي ليشتكي في الأمم المتحدة ضدّ الحكومة السورية.
ثانياً: نشأة داعش في العراق، وانشقاقه عن القاعدة الأم، كان في ظلّ خلافات بين القيادة الأم في أفغانستان وقيادة القاعدة في العراق؛ إذ انقلبت قيادة التنظيم في العراق على اتفاق مبرَم بين أسامة بن لادن والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، يتضمّن تعهدات من القاعدة بعدم تنفيذ عمليات ضدّ الرموز الشيعية، والمقامات والأضرحة، وهو ما تمّ الانقلاب عليه.
ثالثاً: أثبتت التحقيقات لأجهزة أمنية وعسكرية عراقية، بعد اجتياح داعش لأكثر من ثلثي مساحة العراق، عام 2014، أنّ هناك "تواطؤاً" تمّ من قطاعات بالجيش العراقي؛ حيث سلّمت تلك القطاعات أسلحتها ومعداتها المتطورة تسليماً لداعش.

اقرأ أيضاً: لماذا كل هذا الاستنفار الإيراني من تظاهرات العراق ولبنان؟
رابعاً: تمّ تطبيق السيناريو نفسه، في إطار وقوف إيران إلى جانب "النظام السوري"؛ حيث تمّ تسهيل دخول داعش، والتعاون معه في بعض المحطات خلال الأزمة السورية، بما أخرج الثورة السورية من كونها ثورة شعبية، إلى كونها تنظيمات إرهابية تستهدف قلب النظام وإقامة دولة الخلافة، عزّز ذلك الكثير من الأدلة، من بينها؛ تسليم قطاعات من الجيش السوري أسلحتها ومعداتها لداعش، والصفقات التي عقدت بين النظام السوري وحزب الله، في العديد من المناطق، وتمكين داعش من التنقل والانتقال بحماية ومرافقة الجيش السوري وقطاعات من الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية.

تسهيل عمل داعش في العراق من قبل إيران مرتبط بمرجعيات مذهبية وسياسية تخدم تحقيق الأهداف الإيرانية

تسهيل عمل داعش في العراق من قبل إيران مرتبط بمرجعيات "مذهبية وسياسية"، تخدم تحقيق الأهداف الإيرانية، فمن دون داعش لم يكن بإمكان إيران تأسيس الحشد الشعبي واستقطاب أبناء الطائفة الشيعية لمواجهة داعش بصورتها العنيفة "قطع الرؤوس، السبي والاغتصاب، ...إلخ"، وتكثيف العمل على إسقاط صورة داعش على بقية المسلمين من أبناء "السنّة"، وبوجود تنظيم داعش، والتأكيد على استمرار خطره، تمكّنت إيران من إيجاد مبررات استمرار بقائها في العراق وسوريا، بحجة مقاومة الإرهاب.
في العراق اليوم ثورة شعبية، كما في لبنان، تستهدف الإطاحة بالنظام المتشكّل في العراق بدستور "بريمر" واتفاق "الطائف" في لبنان، ونجاح الثورتَين يعني الإطاحة بالنفوذ الإيراني في عاصمتَين ضمن أربع عواصم، لطالما أعلنت إيران أنّها تحت سيطرتها: بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء، وقد أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، خامنئي، ضرورة الإطاحة بهما، بحجّة أنّهما مؤامرتان من صنيع الولايات المتّحدة والصهيونية، فهل سيكون "تمكين" داعش من تنفيذ عمليات واسعة ونوعية في العراق، وللتنظيم أسبابه في ذلك الطريق الذي ستسلكه القيادة الإيرانية للقضاء على الثورة الشعبية العراقية، لتنهي فشل الحشد الشعبي العراقي التابع لإيران في إحباط الثورة، باستخدام كلّ أساليب القتل ضدّ المتظاهرين في قواعد أبناء الطائفة بالعراق، خاصة بعد أن أصبحت الخلافات علنية بين مرجعية قم، ومرجعية النجف، بعد رفض السيستاني ما وصفه تدخلات إيران في شؤون العراق والاستدعاء العاجل لقادة الحشد الشعبي العراقي من قبل قاسم سليماني؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية