السعودية.. حراك ثقافي وفني

السعودية.. حراك ثقافي وفني


04/12/2019

نورة المزروعي

تشهد المملكة العربية السعودية جهداً تنويرياً هائلاً لتوعية أبناء المجتمع السعودي والارتقاء بالوعي الفكري والثقافي والفني. والجوانب الثقافية والفنية أخذت تزدهر وتتنامى في السنوات الأخيرة. ووزارة الثقافة التي يشغل حقيبتها، سمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود، تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في مجال الحياة الفنية والثقافية في المملكة العربية السعودية. وعلى صعيد آخر يوجد «مركز الحوار الوطني»، الذي يعد من أهم المراكز في المملكة، وأحد أهم أهدافه تفعيل لغة الحوار مع الآخر عبر الفنون الجميلة، ويقوم على استثمار طاقات الشباب وتأصيل ثقافة التحاور مع الآخر، فهو يعزز قيم التعايش. كما يوجد «معهد مسك» الذي يعد من بين أبرز المعاهد الفنية التي لها صدى داخلياً وخارجياً، وهو مركز ثقافي، يهدف إلى تشجيع الموهوبين، ويجتمع فيه الفنانون للتعبير عن فنهم ومشاعرهم وأفكارهم وطموحاتهم. ومن بين المؤسسات الفنية الفاعلة مؤسسة «فن الحاسة السادسة» التي أسستها وتديرها الفنانة التشكيلية أسماء الدخيل لخدمة الفن والفنانين في المملكة. وتقوم هذه المؤسسة بدور ثقافي وفني مهم عبر تقديم ورش تثقيفية في الجانب الفني لدعم المجتمع السعودي معرفياً وإبداعياً، علاوة على ورش عمل وبرامج تعليمية ودورات فنية. ومن نافل القول الإشارة إلى الأثر العميق الذي تتركه تلك البرامج والدورات على صناعة الفنون وبناء مجتمع واع ومثقف من الناحية الفنية.
ولا تغفل السعودية في حراكها الثقافي والفني الجانب التراثي الذي يحظى بعناية لافتة على صعيد توثيقه، وتصنيفه، والعمل على إدراجه ضمن قائمة اليونيسكو للتراث، ومن ذلك مشاركة المملكة بأكبر لوحة فنية من المصاقيل – الألعاب الشعبية التراثية- والتي تضم عناصر التراث الثقافي غير المادي، والتي لاقت داعماً من جمعية التراث بالمملكة. ومن نافلة القول إنه تم توظيف الفن في إيصال رسائل من تراث، وسجلت اللوحة في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية لدى اليونيسكو في اليوم العالمي للتراث 16 أبريل 2019.
وفي المجال الفني، تميزت المملكة بإقامة الكثير من المهرجانات والعروض الموسيقية والفنية، حيث استقبلت المملكة لأول مرة (أوركسترا 2350 ق.م) بقيادة الفنان العالمي نصير شمه في مركز الملك عبد العزيز الثقافي. وظهرت أسماء على الساحة الفنية من الفنانات السعوديات، أمثال الفنانة سوسن البهيتي التي تميزت في الغناء الأوبرالي، والمخرجة هيفاء منصور والمخرجة شهد أمين في المجال السينمائي. من بين المشاريع الثقافية الفنية الطموحة التي تبنتها المملكة تأسيس الأكاديميات الفنية التي ستؤسس لنقلة ثقافية حقيقية على المستوى الفني، فثمة أكاديمية للفنون والتراث وهي تهتم بإرث الأجداد من حِرف وفنون تقليدية، وثمة أكاديمية متخصصة بالموسيقى. وهاتان الأكاديميتان ستلعبان دوراً في استقطاب عدد كبير من المتميزين والمبدعين والموهوبين. بالإضافة إلى المحافظة على الموروث الثقافي.
كما تحاول السعودية جاهدة إبراز نشاطها الثقافي خارج نطاق المملكة، حيث شاركت عبر «معهد مسك للفنون» في «مهرجان بينالي البندقية» الذي يصنف من أهم التجمعات للحوار الثقافي على مستوى العالم. وكانت فرصة للتعريف بالثقافة والفن والتراث في السعودية، وللاندماج بين شعوب الشرق والغرب. بالإضافة إلى استضافة المعرض الثقافي السعودي في اليونيسكو بباريس في 19 و20 نوفمبر 2019 والذي تزامن مع ملتقى وزراء الثقافة الدولي عرض فيها بعضاً من الجوانب الثقافية والفنية في المملكة، بالإضافة إلى التراث الثقافي المادي وغير المادي بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين المملكة ودول العالم..
ويمكن القول بأن المملكة تقوم بجهود جلية لتعزيز المشهد الثقافي للمملكة داخلياً وخارجياً. بالطبع، تصعب الإحاطة بكل ما يجري ثقافياً على أرض المملكة العربية السعودية، هذا غيض من فيض فصناع القرار في المملكة يدركون مدى أهمية الفنون باعتبارها أحد أهم أدوات القوة الناعمة، والجسر الذي تعبر من خلاله ثقافات عدة، وتلتقي وتتواصل حضارياً.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية