ما الذي يحدث بالضبط داخل مخيمات احتجاز الأويغور بالصين؟

ما الذي يحدث بالضبط داخل مخيمات احتجاز الأويغور بالصين؟


09/12/2019

ترجمة: علي نوار


يشهد الشطر الشمالي الغربي من الصين حدوث ما يصنّفه عدد ضخم من الخبراء بأكبر انتهاكات لحقوق الإنسان وبشكل مُمنهج في القرن الواحد والعشرين. ويحاول النظام الشيوعي في هذا الإقليم "غسل أدمغة" ملايين من أبناء عرقية الأويغور والكازاخ وأقليات أخرى تعتنق الدين الإسلامي. وتكشف وثائق نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مدى فداحة وقائع التعذيب.

اقرأ أيضاً: الأويغور: حزب تركستان الإسلامي في طريقه إلى عولمة القتال

والحقيقة أنّ إقليم شينغيانغ الواقع إلى الشمال الغربي من دولة الصين، يجرى فيه تطبيق أخطر وأعقد منظومة لانتهاكات حقوق الإنسان منذ مطلع القرن الواحد والعشرين وحتى الوقت الراهن.. أو على الأقل هذا ما تفصح عنه المعلومات. فقبل أعوام بدأت الأحاديث حول هذه الانتهاكات الجسيمة تدور داخل أروقة منظمات غير حكومية عدة تنشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتي لم تدّخر جهداً يُذكر من أجل تعريف العالم بما يجرى إلّا أنّ كل هذه المساعي لم تلق صدى قوياً سواء بين العامة أو المجتمع الدولي.

والواقع أنّ قليلين فحسب هم من أبدوا استعداداً للوقوف في وجه الصين. لكن الآن، وبعد تسريب وثائق رسمية، 403 صفحة من محادثات ومراسلات داخلية بين دهاليز الحزب الشيوعي الصيني والتي نشرتها جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية قبل عدة أيام، إضافة إلى مئات الأوراق التي كشف عنها الاتحاد الدولي لصحفيي التحقيقات وتتضمن دليلاً سرياً حول كيفية إدارة مخيمات الاعتقال الوحشية وبصورة مُفصّلة- لم يعد بالإمكان غضّ الطرف أو الإنكار أكثر من ذلك. إنّ الصين تنفّذ عملية إبادة ثقافية.

يحاول النظام الشيوعي في إقليم شينغيانغ غسل أدمغة ملايين من أبناء عرقية الأويغور والكازاخ وأقليات أخرى تعتنق الدين الإسلامي

يقول موظّف في وزارة الخارجية الأمريكية "لا يقل عدد المعتقلين عن مليون شخص لكن من المُرجّح أنّ هذا الرقم يقارب الثلاثة ملايين مواطن، من إجمالي 10 ملايين نسمة هم تعداد السكان المحليين بالمنطقة"، عارضاً صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية وشهادات تعزّز صحة هذه التقديرات. وبين أرجاء هذه المخيمات، يعيش الأشخاص المنحدرون من عرقية الأويغور والكازاخ وأبناء أقليات أخرى تدين بالإسلام في ظروف غير آدمية، حيث تجرى إعادة تأهيلهم بحيث يصبحون "مواطنين صينيين".

ويصف تقرير حديث أعدّته وكالة "رويترز" الإخبارية أنّ السجناء يتعرّضون "للتعذيب أثناء فترة التحقيقات معهم داخل المخيمات، ويتم إجبارهم على العيش في زنازين مكتظّة حيث لا يجدون مكاناً للنوم حتى، فضلًا عن إخضاعهم لنظام يومي قاس للتلقين إلى الحد الذي دفع بعض المحتجزين للإقدام على الانتحار".

لا يقل عدد المعتقلين عن مليون شخص لكن من المُرجّح أنّ هذا الرقم يقارب الثلاثة ملايين مواطن

وقد طالبت عشرات من منظمات حقوق الإنسان وعدد من وكالات منظمة الأمم المتحدة وحكومات الدول، السلطات الصينية بإغلاق هذه المخيمات. بيد أنّ المسؤولين الصينيين يصرّون على تسميتها بـ "مراكز تطوّعية للتدريب المهني" نافين حدوث أي خروقات لحقوق الإنسان بحقّ الأويغور، ويؤكّدون أنّ هذه المخيمات "تعمل فقط من أجل تمكين هؤلاء من التأقلم على قوانين البلاد".

اقرأ أيضاً: مسلمو الأويغور.. نزلاء معسكرات إعادة التأهيل الصينية
بيد أنّ السلطات الصينية ترفض في الوقت ذاته تقديم بيانات حول مخيمات الاعتقال هذه وحالت دون دخول الصحفيين والمحقّقين الأجانب إليها بصورة حرة. لكن الوثائق الداخلية في الحكومة الصينية والتي جرى تسريبها مؤخراً تكشف بالتفصيل كيف أنّ الحزب الشيوعي الصيني، الذي يقوده الرئيس شي جينبينغ، أنشأ ويشرف على مخيمات اعتقال جماعي بهدف واضح وواحد هو القضاء على ثقافة الأقليات المسلمة في المنطقة.
صراع تاريخي

الأويغور هم شعب عريق تنحدر أصوله من الشعوب التركية التي تعيش بصورة أساسية في الصين، لكنها تسكن أيضاً في أجزاء من أراضي دول مثل؛ كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيستان وتركيا وبلدان أخرى. يعتنق الأويغور الدين الإسلامي وهم أقرب من حيث الثقافة والتقاليد إلى شعوب أخرى تعيش في وسط آسيا مثل؛ الكازاخيين والأوزبك، وهم في نزاع تاريخي مع الهان؛ العرقية الكبرى في الصين.

وكالة "رويترز": السجناء يتعرّضون لنظام يومي قاس للتلقين إلى الحد الذي دفع بعض المحتجزين للإقدام على الانتحار

ومنذ تولّي الحزب الشيوعي الحكم في إقليم شينغيانغ عام 1949، اصطدمت الهوية الدينية والثقافية للأويغور بالأيدولوجيا الشيوعية-الإلحادية للحكومة الصينية. ويمكن بسهولة تتبّع الشعور المعادي للدين ضمن سياسة الحكومة الصينية على مدار تاريخ العلاقات بين الصين والأويجور. فبدءاً من الثورة الثقافية التي أشعلها ماو في حقبة الخمسينيات، كان الدين يُنظر له بوصفه عائقاً أمام أهداف النظام الشيوعي وتعرّض بالتالي لقمع عنيف. إلّا أنّه ومع بداية شعور النظام الشيوعي بالاستقرار، تقرّر السماح للأقلّيات العرقية بممارسة دياناتها في إطار "هويتها الوطنية".

الأويغور هم شعب عريق تنحدر أصوله من الشعوب التركية التي تعيش بصورة أساسية في الصين

إلّا أنّ هذه الحماية لم تكن كاملة، نظراً لأنّ الحكومة والشعب عمدا إلى تهميش هذه الأقلّيات؛ سياسياً واقتصادياً، خلال السبعينيات والثمانينيات، ما أدّى لخروج سلسلة من التظاهرات في الشوارع بالمناطق التي يعيش بها الأويغور مطلع القرن الواحد والعشرين. قوبلت هذه الاحتجاجات بالقمع الشديد من جانب الحكومة والدولة الصينية التي يسيطر أبناء عرقية الهان على مفاصلها، وبالتالي تغيّر موقف السلطات جذرياً إزاء المسلمين في إقليم شينغيانغ.

اقرأ أيضاً: مسلمو الإيغور: الصين تفصل الأطفال المسلمين عن عائلاتهم

لقد زاد هذا القمع من وطأة الصراع العرقي واندلعت على إثره فصول من الهجمات الإرهابية الإسلاموية، علاوة على رفض حاد للثقافة الصينية من قبل الأويغور والعرقيات المسلمة الأخرى في المنطقة. وتبع ذلك تصعيد قوي في درجة الملاحقة والقمع من طرف الحكومة بهدف تحويل "عرق الأويغور إلى مواطنين يدينون بالولاء ويقدّمون الدعم للحزب" الشيوعي الحاكم.

ومع مطلع العام 2017، دشنت حكومة الصين نظاماً مخصّصاً لـ"تحويل" الأويغور إلى مواطنين نموذجيين. وبات القمع الصيني لشعب الأويغور محاولة منهجية لمحو الهوية الثقافية والدينية لأبناء هذه الأقلية الدينية.

كيف تبدو المخيمات؟

تكشف الوثائق المُسرّبة مؤخّراً تفاصيل عديدة حول الوضع داخل مخيمات الاعتقال، وتؤكّد أنّ الحكومة وبناء على تعليمات علنية من القيادات العليا في الحزب الشيوعي الصيني، وضعت حزمة من الإجراءات بغية إلغاء ثقافة مواطنيها، وتُعدّ هذه التسريبات الأخيرة دليلاً دامغاً على الفظائع التي تحدث داخل أسوار المخيمات.

ووفقاً للتقرير الذي كشفت عنه "نيويورك تايمز"، فإنّ مسؤولي الحكومة كان يتعيّن عليهم اتخاذ إجراءات من أجل تجميع وحبس مئات الآلات من المواطنين وإيداعهم ما تُطلق عليه منظمات حقوق الإنسان "مخيمات اعتقال".

على متن حافلات وشاحنات، بدأ نقل المسلمين من سكان هذا الإقليم إلى المخيمات. تتحدّث الوثائق عن ضرورة اعتقال أي شخص يرتدي غطاء رأس أو "ملابس إسلامية"، والأشخاص الذين يتواجد أحد أقربائهم في أي من الدول الـ26 "الحساسة" مثل؛ إندونيسيا وباكستان وكازاخستان وتركيا، أو حتى من يمتلكون بمنازلهم نسخة من القرآن الكريم. بالمثل، فإنّ أي شخص سبق له التواصل مع آخر في الخارج عبر تطبيق (واتساب) للمراسلة مُهدّد كذلك بالاعتقال.

اقرأ أيضاً: تقرير: الصين تسعى لطمس هوية الإيغور

وفور وصولهم، يمضي السجناء فترة تتراوح بين أشهر وأعوام من التلقين والاستجواب بهدف جعلهم علمانيين ويدينون بالولاء للحزب. تكشف مقابلة أجرتها وكالة "رويترز" الإخبارية مع ثمانية معتقلين سابقين عن احتجاز في ظروف قاسية خارج نطاق القضاء يتنافى تماماً مع رواية بكين التي تدّعي بأنّها تمنح تأهيلاً مهنيًا داخل المراكز من أجل مساعدة السكان المحليين.

وقد روى بعض المحتجزين السابقين أنّهم تعرّضوا للتقييد إلى مقاعد والحرمان من النوم طوال أيام من التحقيقات. ووصفوا التجربة بأنّها أقرب للعيش داخل السجن، كما أنّهم تعرّضوا للعقاب الجسدي القاسي فقط بسبب شكواهم من الوضع. كانت جميع التحرّكات، بما فيها الذهاب إلى دورة المياه، تحت مراقبة صارمة استخدمت فيها الكاميرات ومكبّرات الصوت. تسرد امرأة سبق وأن اعتقلت كيف أنّ زنزانتها كانت مكدّسة لدرجة أنّ نزلاءها كانوا يتناوبون الجلوس والحصول على قسط من الراحة بينما يقف البقية.

اقرأ أيضاً: ما هي أقلية الإيغور المسلمة التي تحتجز السلطات الصينية مليون شخص منها؟

ومنذ الشروق وحتى غروب الشمس، قال المعتقلون إنّهم خضعوا لعملية تلقين سياسي حثيثة. شمل ذلك تكرار ترديد القوانين الصينية وسياسات الحزب الشيوعي، وكذلك تأدية النشيد الوطني وبعض الأغنيات التقليدية. أما هؤلاء الذين يعجزون عن الحفظ أو حتى التلقّي بصورة صحيحة فيما يتعلّق بلوائح الحزب، فيتم حرمانهم من الطعام، وفقاً للشهادات. كما أنّ المحتجزين يضطرون للتخلّي عن دينهم، وحضور جلسات مراجعة ونقد، وكذلك الإبلاغ عن سجناء آخرين. إلّا أنّهم وبعد كل ذلك لا يمكنهم الخروج. ومن أجل الذهاب، ينبغي على السجين تحقيق علامات جيدة تقيس مدى معرفته بأفكار الحزب الشيوعي ودرجة إتقانه للغة الصينية.

إنّ هذه المخيمات التي تعمل تحت حراسة أبراج مراقبة يعتليها أفراد مسلحون وبوابات مدرّعة فيما تنتشر آلاف الكاميرات التي تراقب كل حركة من جانب السجناء، لا تعدو سوى كونها كابوساً ينتمي لعالم جورج أورويل.

منازل خاوية.. أصحابها سجناء

ترد في إحدى صفحات التقرير الذي نشرته "نيويورك تايمز" توصية حول كيفية التعامل مع الطلاب الأويغور والكازاخ الذين يعودون إلى منازلهم في شينغيانغ في صيف عام 2017، وتقدّم صورة تفصيلية عن معسكرات التلقين وأوضح من تلك التي ينقلها الحزب للعامة والخارج. وتشرح التوصية لمسؤولي الحكومة كيفية الإجابة على أسئلة الطلاب الذين يشعرون بالقلق عندما يتبيّن لهم خلوّ منازلهم وغلقها بالمفاتيح؛ لأنّ الحزب اعتقل ذويهم.

وقد أعدّت هذه الوثيقة على شكل سؤال وجواب كي تُقدّم للمسؤولين الصينيين طريقة إبلاغ الطلاب الذين اقتيدت أسرتهم إلى "مراكز التأهيل المهني". وإزاء أسئلة على غرار "هل هناك احتمالية لأن تصبح فترة تأهيل أسرتي أقصر؟"، يأتي الرد "أنت لست منوطاً بالتفكير في هذا الأمر. تعرّضت أفكار أسرتك للتلويث بفيروس" وبالطبع الأمر يستدعي "علاجاً منزلياً" سريعاً قبل استفحال المرض وقبل الانزلاق في طريق الإجرام. يجب "استئصال هذا الورم الخبيث" من أفكارهم قبل تمكّنهم من العودة للمنزل والمجتمع.

منذ الشروق وحتى الغروب قال المعتقلون إنّهم خضعوا لعملية تلقين سياسي حثيثة شمل ذلك تكرار ترديد القوانين الصينية وسياسات الحزب الشيوعي

ويتعيّن على الطلاب أن يظهروا "الامتنان" لأنّ ذويهم أودعوا هذه المخيمات، وفقاً للوثائق. فمن مصلحة العائلة والمجتمع الصيني أن يتلقّوا العلاج والتأهيل وسيكونون أحراراً حينما يتأكّد أنّهم لا يشكّلون أي خطر على المجتمع. فربمّا "دفعهم فيروس دينهم إلى طريق الإجرام ومن الجيّد الآن أنّهم يحصلون على تعليم مجاني من الحكومة كي يصبحوا مواطنين صينيين صالحين".

كذلك، يكشف التقرير كيفية تهديد الطلاب الذين يشكون كثيراً؛ حيث يوضّح أنّ السلطات تستخدم نظام تقييم لتحديد الأشخاص الذين يمكن إطلاق سراحهم خارج المخيمات؛ "يُكلّف المسؤولون بإبلاغ الطلاب بأنّ سلوكهم قد يضرّ بتقييم ذويهم".

لكن هناك عبارة أخرى تكشف بوضوح كيفية الإجابة على تساؤلات الطلاب عمّا إذا كان أي من أفراد أسرتهم قد ارتكب جرماً، ألا وهي "لا، الأمر فقط أن طريقة تفكيرهم تعرّضت للتلويث بأفكار غير صحّية. حصولهم على حريّتهم أمر ممكن بعد استئصال الفيروس وتمتّعهم بصحة جيدة".

مبرّرات الإبادة الثقافية

يشعر المسؤولون الصينيون بالقلق حيال اكتساب الأويغور لأفكار متشدّدة وانفصالية، لذا يرون مخيمات الاحتجاز وسيلة للقضاء على الأخطار المهددة لوحدة أراضي البلاد والحكومة والشعب الصيني. وقد كان خطر الإرهاب الإسلاموي، الظاهرة التي تفاقمت بصورة حثيثة في الأعوام المنصرمة، على وجه الخصوص أكبر مخاوف الغرب. وبأخذ ذلك في عين الاعتبار، اتخذ الحزب الشيوعي الصيني إجراءات سريعة وسرية لضمان "تحييد" الإقليم المسلم من البلاد.

وبحسب الوثائق المسرّبة، فإنّ الرئيس (شي) بنفسه كان من أرسى أسس القمع في سلسلة من الخطابات التي أدلى بها بشكل خاص في حضور مسؤولين حكوميين وبعد زيارة لإقليم شينغيانغ في نيسان (أبريل) 2014، عقب بضعة أسابيع من طعن أفراد من عرق الأويغور لـ150 شخصاً في محطة قطارات، ليسقط 31 منهم قتلى. وقد طالب الرئيس وقتها بـ"الحرب الشاملة ضد الإرهاب، وتسلّل العناصر الإرهابية والانفصالية" عن طريق الاستعانة بـ"أجهزة الدولة" وعدم إظهار "أدنى درجة من التهاون".

اقرأ أيضاً: كيف توظف تركيا قومية الإيغور في حساباتها السياسية؟

وبدأت المخيمات بعد تولّي (شي) السلطة في 2013. ومنذ ذلك الحين جرى التوسّع في إنشاء هذه المراكز بإقليم شينغيانغ سريعاً وبعد وصول شين كوانغوو لرئاسة الحزب في الإقليم بآب (أغسطس) 2016، والذي بدا منذ البداية متحمّساً وعمل على نشر خطابات (شي) بغرض تكثيف الحملة وحث مرؤوسيه على "تجميع كل من ينبغي اعتقالهم".

رغم وجود أدلّة قاطعة على أنّ الحكومة الصينية تعمل على سجن وتعذيب وتلقين ما يزيد عن مليون مسلم من الأويغور- الذين يتعرّضون للملاحقة بسبب معتقداتهم الدينية أو انتمائهم العرقي- داخل مخيمات "إعادة التأهيل"، لكن ليس ثمة دليل على وجود اتجاه لقتلهم بشكل جماعي. لكن هذه الجهود تستهدف في المقام الأول "محو" ثقافة الأويغور في العالم كله.


مصدر الترجمة عن الإسبانية: https://bit.ly/2YpCuAe


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية