الرياض تُفشل مساعي أردوغان..

الرياض تُفشل مساعي أردوغان..


24/12/2019

التقطت أنقرة حكم القضاء السعودي بإعدام 5 متهمين بالتورط في قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، في تشرين الثاني (أكتوبر) 2018، لإعادة إثارة ضجيج القضية مجدداً، بعد أن استهلكت كلّ خياراتها في تدويل القضية وتشويه سمعة السعودية، في وقت نجحت فيه الرياض في وضع القضية على مسارها القانوني، متّخذة كلّ الإجراءات اللازمة وفق القانون السعودي، في خطوة لقيت ترحيباً دولياً.

 

 

وانتقدت تركيا الأحكام، أمس، معتبرة أنّها "لا تحقق العدالة" في موقف لم يخرج عن سياق محاولات التشويش التي دأبت على اتّباعها لإبقاء الضوء مُسلطاً على قضية خاشقجي، وفق ما أوردت "الأناضول".

وقالت الخارجية التركية في بيان؛ إنّ "الأحكام التي قضت بإعدام خمسة أشخاص، وبرّأت اثنين من المشتبه بهم الرئيسين، لا تلبي رغبة بلادنا والمجتمع الدولي في الإضاءة على كلّ جوانب هذه الجريمة وإحقاق العدالة".

الرياض نجحت في وضع القضية على مسارها القانوني متّخذة كلّ الإجراءات اللازمة وفق القانون السعودي

وأضافت أنّ "مصير جثة خاشقجي وتحديد هوية المحرضين على القتل والمتعاونين المحليين المحتملين، كلّها أسئلة ما تزال من دون أجوبة وهذا يشكل فجوة أساسية في مسار العدالة".

وذهبت تركيا بعيداً في التشويش على مسار القضية والتشكيك في العدالة السعودية في الوقت الذي أشادت فيه عائلة جمال خاشقجي بالأحكام القضائية وبسرعة إجراءات التقاضي.

هذا ويعدّ بيان الخارجية التركية تدخلاً سافراً في الشؤون السعودية، بكلّ المقاييس، وفي قراراتها القضائية التي تعدّ مسألة سيادية.

من جانبه، دخل حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم على خطّ التصعيد، منتقداً الأحكام القضائية السعودية، وقال عمر جليك، المتحدث باسم الحزب: إنّ قرار القضاء السعودي حول قضية مقتل خاشقجي "غير مرضٍ" ويؤكد أنّ مخاوف بلاده كانت محقة.

ودفع حزب أردوغان مجدداً باتجاه تدويل القضية، داعياً خلال انعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية للحزب في العاصمة أنقرة إلى "الشفافية في تحقيقات مقتل خاشقجي وإقامة قضاء محترم"، وإلى "ضرورة عقد محكمة بمعايير محكمة عليا في إسطنبول تحت إشراف المؤسسات الدولية".

تركيا تستمر في محاولات التشويش التي دأبت على اتباعها لإبقاء الضوء مُسلطاً على قضية خاشقجي

في المقابل؛ قال نجل الصحفي السعودي الراحل، صلاح، في تغريدة على تويتر أمس: "إنصاف القضاء يقوم على مبدأين؛ العدالة وسرعة التقاضي، فلا ظلم ولا مماطلة، اليوم القضاء أنصفنا، نحن أبناء المرحوم بإذن الله جمال خاشقجي، ونؤكد ثقتنا في القضاء السعودي بكافة مستوياته وقيامه بإنصافنا وتحقيق العدالة. الحمد لله والشكر له".

 على الصعيد نفسه؛ حضر أبناء خاشقجي وممثلون للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الجلسة العاشرة من المحاكمة، فيما وصفها مسؤول أمريكي بأنّها "خطوة إيجابية على طريق محاسبة المتورطين في الجريمة".

وتوالت ردود الأفعال حول الحكم بقضية الخاشقجي؛ حيث قالت الإمارات في بيان أمس: إنّ "الأحكام السعودية في قضية خاشقجي تؤكد حرص المملكة على تنفيذ القانون بكل شفافية ونزاهة".

وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في البيان؛ "الأحكام التي أصدرها القضاء السعودي بشأن جريمة مقتل جمال خاشقجي تؤكد التزام المملكة العربية السعودية وحرصها على تنفيذ القانون بكل شفافية ونزاهة ومحاسبة كلّ المتورطين في هذه القضية ضمن إجراءات اتسمت بالوضوح والمصداقية وبشكل كفل لكافة الأطراف حقوقها القانونية".

صلاح جمال خاشقجي: نؤكّد ثقتنا في القضاء السعودي بكافة مستوياته وقيامه بإنصافنا وتحقيق العدالة

وأكّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش؛ أنّ تعامل الرياض مع محاكمة المتورطين بجريمة مقتل خاشقجي، يؤكد استقلالية القضاء السعودي ونزاهته وكفاءته؛ حيث تميزت إجراءات سير القضية بسرعة التقاضي وتحقيق العدالة من خلال عملية قضائية عادلة وشفافة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية.

من جهتها، أكّدت البحرين أيضاً أنّ الأحكام القضائية في قضية خاشقجي "تعكس النزاهة التامة للقضاء وكفالة العدالة والإنصاف وكافة الحقوق وتجسد بوضوح التزام المملكة العربية السعودية الدائم بإعلاء القانون والحرص على محاسبة المتورطين في هذه القضية"، وفق وكالة أنباء البحرين.

كما أعلنت المنامة رفضها التام لأيّ استهداف من قبل أيّة دولة أو جهة للرياض أو المساس بأمنها واستقرارها، أو التدخل في شؤونها الداخلية بأيّة صورة، وتضامنها المطلق مع كافة الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية على الصعيدَين، الإقليمي والدولي، باعتبارها الركيزة الأساسية لأمن واستقرار المنطقة.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية