دعوات للتحقيق مع بن كيران بعد تشكيكه في تدين خبراء مغاربة

المغرب

دعوات للتحقيق مع بن كيران بعد تشكيكه في تدين خبراء مغاربة


26/12/2019

يعود الزعيم السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، من جديد إلى الساحة السياسية بالمغرب، لينتقد خبراء لجنة إعداد النموذج التنموي، مشكّكاً في دينهم، داعياً أعضاء حزبه إلى الدفاع عن الإسلام والخروج إذا اقتضى الأمر للمعارضة.
وتتباين الآراء حول شخصية بن كيران وتصريحاته، بين من يصفه بأنّه رجل سياسة محنّك قادر على إثارة انتباه الرأي العام، وبين من يرى أنّه يسعى فقط للظهور مستغلاً الفراغ السياسي بالمغرب.

"تصريحات إرهابية"
وصفت الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، التصريحات الصادرة عن رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، بحقّ أعضاء لجنة إعداد النموذج التنموي الجديد بالتكفيرية.

اقرأ أيضاً: بن كيران يلبس عباءة المعارض لدعم حظوظ العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة
ورأت الجبهة أنّ التشكيك في دين أعضاء اللجنة مُخالف للقانون الجنائي، مثل "نشر الكراهية والتحريض على العنف والتمييز والإرهاب".
وتقول الجبهة في البيان:" يجب مُتابعته وفقاً للقانون من قبل النيابة العامة، نظراً لما تحمله هذه التصريحات الإرهابية المدانة من آثار تمسّ السلم الاجتماعي وكلّ قيم التعايش والتسامح".
وأشارت الجبهة إلى أنّ الأمين العام السابق، عبد الإله بن كيران، يتحمل المسؤولية المادية والمعنوية عن كلّ اعتداء أو مسّ بالسلامة البدنية يمكّنه أن من يمسّ ما وصفتهم الجبهة بـ"صفوة خبراء الأمة"، بسبب هذه التصريحات.
الزعيم السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران

مُتخصِّصون في التشكيك بالدين الإسلامي!
وطالبت الجبهة النيابة العامة بإجراء بحث بشأن كلّ مظاهر الإرهاب الفكري، معتبرة أنّها مقدمات للإرهاب العملي، ويجب عدم التساهل أو التطبيع معها، مشيرةً إلى أنّها تتجاوز حرية التعبير إلى الكراهية والتكفير.
وكان بنكيران هاجمَ تشكيلة اللّجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، والتي عيّن أعضاءها الـ 35 الملك محمد السادس، مشيراً أمام أعضاء حزبهِ إلى أنّ "اللجنة تضمّ أشخاصاً مُتخصّصين في التشكيك بالدين الإسلامي".

اقرأ أيضاً: بن كيران يريد العودة إلى المشهد السياسي بتقويض سلطة العثماني
وورد ذلك خلال حديثه أمام أعضاء حزبهِ في تجمّع جماهيري، منتقداً تغييبَ الإسلاميين عن اللّجنة الملكية الخاصّة بالنموذج التنموي؛ داعياً أعضاء حزبه إلى "الدّفاع عن مبادئ الإسلام حتى ولو اقتضى الأمر خروج حزبه من الحكومة والاصطفاف في المعارضة".
مطالب بحلّ كلّ التنظيمات المتطرفة
ودعت الجبهة الوطنية لمحاربة التطرف والإرهاب إلى "حلّ كلّ التنظيمات السياسية والجمعوية التي تتبنى الفكر المتطرف والإرهابي وتستغل الدين لغايات سياسية مقيتة وتنصب نفسها رقيبة وحارسة للدين والأخلاق وناطقة باسم الله".
وحذّر المصدر ذاته من هذه الممارسات، معتبراً أنّها "غير بريئة وموجهة في شكلها وتوقيتها ضدّ إمارة المؤمنين، وضدّ كلّ الخلاصات والتوصيات الدستورية أو الحضارية التي ستسفر عنها أعمال لجنة إعداد النموذج التنموي، خاصّة فيما يتعلق بالتنمية وحقوق الإنسان ومجابهة التطرف والإرهاب ومحاربة الجهل والانغلاق والتزمت"، وفق ما ورد في البيان.

بن كيران يشعر بأنّه هو مؤسس حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الفعلي

مناضل يربط حقوق المغاربة بالإسلام
وطالب بن كيران أعضاء حزبه بعدم الاستسلام، مشدداً على أهمية أن يستمروا في الساحة، وأن يلجؤوا إلى المعارضة، مشدداً: "لندفع ثمن ذلك، وهو الثمن الذي يدفعه من اختار الدفاع عن مبادئه وقيمه ونحن مستعدون".

يرى بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ تصريحات بن كيران هدفها الظهور فقط ومحاولات للعودة للساحة بأية وسيلة

بين الفينة والأخرى يختار رئيس الحكومة السابق الظهور، عبر تصريحات يصفها مراقبون بالمثيرة للجدل، وفي هذا الصدد تُعقب زينب رحيمي الأستاذة والفاعلة الجمعيوية المغربية على تصريحات بن كيران قائلة لـ "حفريات": "رغم أنّ بن كيران يتحمّل مسؤولية المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المغاربة، بيد أنّه يحاول أن يظهر كلّ مرة على أنّه مناضل يربط حقوق المغاربة بالإسلام".
وترى رحيمي أنّ الفراغ السياسي وغياب قيادات حزبية في الساحة، جعل بن كيران يُهيمن ويلفت انتباه الإعلام بتصريحاته، موضحةً: "اليوم نحن نعيش فراغاً سياسياً، وغياب شخصيات ذات كريزما في ساحة، وبرامج سياسية قوية، ما يجعل بن كيران اليوم يهيمن ويثير الجدل بتصريحات لا تستحق الاهتمام".
أزمة سياسة جعلت بن كيران نجماً
تُقارن رحيمي الوضع السياسي الحالي بفترات السابقة، مشيرة إلى أنّنا نعيش أزمة سياسة وهي ما جعلت بن كيران اليوم نجماً وبطلاً في نظر البعض، مستفيداً من الهجوم عليه؛ لأنّ غايته الوحيدة أن يبقى حاضراً، على حدّ تعبيرها.

اقرأ أيضاً: المغرب: بن كيران يغازل قواعد "العدالة والتنمية" قبل الانتخابات
وفي المقابل؛ ترى بوسدرة عزيزة، الباحثة المغربية في الدراسات الإسلامية: أنّ "بن كيران يعدّ شخصية قدمت الكثير للسياسة في المغرب، وهو رجل خطابة وله القدرة على جمع حشود كبيرة من المغاربة في لقاءاته، وأيضاً جعل من لغة السياسة بسيطة ومفهومة للعامة".
الجبهة الوطنية لمناهضة الإرهاب والتطرف بالمغرب تصف تصريحات بن كيران بالتكفيرية

"الشيخ وكلّ شيء في الحزب"
وترى بوسدرة في تصريحها لـ "حفريات": أنّ "هناك جهات معينة تسعى للإساءة إليه باعتباره رجل سياسة لديه شعبية في المغرب، واستطاع أن يحافظ عليها رغم إقالته من منصبه".
من جهته، يرى الصحفي المغربي مصطفى الفن: "قالوا إنّ بن كيران انتهى، ولم يعد له أيّ دور في الحياة السياسية بالمغرب، وإنّ بن كيران أصبح جزءاً من الماضي منذ واقعة الإعفاء الملكي له، لكنّ الذي (تأكد) اليوم أنّ بن كيران عندما يتحدث، ولو بتحفظ، فإنّه يصبح هو الحاضر وربما هو المستقبل أيضاً داخل (الحزب الإسلامي)".

باحثة مغربية في الدراسات الإسلامية لـ"حفريات": بن كيران يعدّ شخصية قدمت الكثير للسياسة في المغرب وهو رجل خطابة

وأضاف الصحفي المغربي في تدوينته: "تصريحات بن كيران، سواء مع نقابة الحزب أو شبيبة الحزب، أصبحت هي الخبر رقم واحد في كلّ الصحف الإلكترونية، وفي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، هذا معناه أنّ بن كيران ما يزال يخلق الحدث السياسي، وما يزال يخلق الرواج السياسي وما يزال يُزعج الخصوم وغير الخصوم".
ورأى بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أنّ بن كيران يرغب في الظهور فقط. وفي هذا السياق، يقول محمد المبارك إنّ "تصريحات بن كيران المتوالية هي فقط محاولات للعودة للساحة بأية وسيلة، حتى لو كان كلامه يُجانب الصواب وبعيداً عن المنطق".


وأضاف: "بن كيران يشعر بأنّه هو مؤسس حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الفعلي، والجماهير صوّتت لبن كيران وليس لحزب العدالة والتنمية، وأنّه هو الشيخ وكلّ شيء في الحزب".
وتابع محمد المبارك: "بن كيران يرغب فقط في العودة للواجهة، وعليه قبل أن يطلب من وزير الفلاحة عزيز أخنوش أن يستقيل، ويُشكك في عقيدة خبراء اللجنة، عليه أن يتنازل عن تقاعده للفئات التي تحتاجه".
وبعد إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السبت، من أبيدجان أنّه سيتخلى عن حقّه في راتب التقاعد الخاص برؤساء الجمهورية في فرنسا، لدعم خطته لإصلاح نظام التقاعد الذي يواجه معارضة شديدة من النقابات، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب حملة سخرية من بن كيران، واستفادته من معاش قُدّر بنحوِ 9 آلاف دولار، معتبرين أنّ ماكرون استجاب لنبض الشارع، في حين اختار زعيم حزب العدالة والتنمية السابق الاستفادة من الريع، وتجاهل مطالب المغاربة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية