فتوى جديدة للصادق الغرياني تثير استهجاناً واسعاً

فتوى جديدة للصادق الغرياني تثير استهجاناً واسعاً


02/02/2020

يواصل التيار الإسلامي في ليبيا حربه ضدّ الجيش الوطني، بواسطة شخصيات دينية مؤثرّة، وذلك بإصدار فتاوى تدعم حكومة الوفاق وميليشياتها.

وازدادت وتيرة التحريض على العنف، واتخذت منحى خطيراً قبل يومين؛ حيث خرج المفتي المعزول، الصادق الغرياني، بفتوى يدعو فيها وزير التعليم بحكومة الوفاق، محمد عماري زايد، إلى توقيف الدراسة في طرابلس وإرسال الطلاب إلى القتال لمواجهة الجيش الوطني الليبي.

ويستمرّ مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، في إثارة الجدل في ليبيا بفتاوى غريبة ومستهجنة، تدعو إلى حمل السلاح وسفك الدماء وتقوم بتعظيم الدور التركي، في مشهد يعكس انحيازاً للميليشيات وللجماعات الإرهابية.

الغرياني يدعو وزير التعليم بحكومة الوفاق إلى إيقاف الدراسة في طرابلس وإرسال الطلاب إلى القتال ضدّ الجيش

مراقبين وحقوقيين ونواب علّقوا على فتاوى الغرياني، مؤكدين أنّ "الخطاب الديني التحريضي في ليبيا هو أبرز روافد خطاب الكراهية الذي انتهجه التيار الإسلامي المسيّس"، مشيراً إلى أنّ "الغاية منه إقصاء الآخر إمّا بتكفيره أو باتهامه بالرّدة".

ورأوا في تصريحات نقلتها "العربية"؛ أنّ "هذه الفتاوى والخطابات الدينية التحريضية تُعدّ وسيلة هدم خطيرة، وهي تقف اليوم سدّاً منيعاً في مواجهة أيّة مساع حقيقية للإصلاح، حتى إنّ الأمر وصل بها للدعوة إلى الدفع بالقصر للانخراط بالصراع دون أدنى احترام للعهود والاتفاقيات الدولية المحرّمة لاستغلال الأطفال بالحروب"، لافتين إلى أنّ ذلك ناتج عن تنامي سياسة الإفلات من العقاب محلياً ودولياً.

مشيرين إلى أنّ "الأخطر من ذلك هو أنّ رجال الدين المحرضين نجحوا بفتاويهم في إشعال الاقتتال الداخلي وتعزيز الانقسام بين الليبيين وسفك الدماء والتحريض والفتنة، بعدما غاب الخطاب الديني التنويري".

وأضافوا: "الفتاوى الدينية المتشدّدة التي أطلقها رجال الدين التابعون للإخوان والمدعومون من تركيا وقطر، والتي تدعو إلى العنف الحروب والقتل، جاءت لاسترضاء الميليشيات المسلحة والمتطرفين، ولدعمها ولتوفير غطاء ديني للقيام بعملياتها الإجرامية، عبر المزيد من التحريض والتصعيد ضدّ الجيش الليبي"، مضيفاً: "هذه فتاوى تتوافق مع مصالح الميليشيات وأهدافها، تحاول أن تخدم المشروع التركي التوسعي في ليبيا".

مراقبون وحقوقيون أكّدوا أنّ الخطاب الديني التحريضي هو أبرز روافد خطاب الكراهية الذي انتهجه الإسلامي السياسي

لافتين إلى أنّ الغرياني ورجال دين آخرين "استخدموا الدين بشكل وقح وأساؤوا إليه بشكل كبير، ليتحولوا إلى طرف في الصراع الليبي من خلال فتاويهم التي تحولت إلى سلاح من أسلحة النزاع السياسي والعسكري في ليبيا".

ومن أغرب فتاوى الغرياني التي أثارت جدلاً واسعاً؛ تلك التي استهدف فيها قوات الجيش الليبي في حربها لتحرير البلاد من التنظيمات الإرهابية؛ حيث أفتى بهدر دم قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، وجنوده، ودعا إلى الخروج للقتال ضدّهم، كما أفتى بعدم جواز الصلاة خلف من يدعو لنصرة حفتر.

في المقابل؛ دافع الغرياني، الذي يقيم في تركيا، عن الجماعات المتطرفة والميليشيات المسلّحة في فتاويه بشدّة؛ حيث سعى في كلّ مرة إلى الدفاع عنها وتبرئتها من كلّ الأعمال الإجرامية، إلى درجة أجاز فيهت دفع أموال الزكاة للجماعات المسلحة لشراء المقاتلين والسلاح.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية