بالرياضة.. عراقيات يكسرن القيود المفروضة عليهن

بالرياضة.. عراقيات يكسرن القيود المفروضة عليهن


02/01/2018

لجأت فتيات من العراق، في الآونة الأخيرة، إلى رياضة القوة القتالية لإثبات الذات والدفاع عن النفس، وتغيير العادات والتقاليد، وكسر القيود المفروضة على النساء في مجتمع ذكوري بحت.

رانيا قصي: اضطررت للتشبه بالشباب كي أتخلص من نظرات المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه

وكالة الأنباء الألمانية التقت ببعض الفتيات في العراق، للتعرف إلى التحديات التي واجهتهنّ، والتعرف على وجهات نظرهن، خاصة أنّهن خرجن من الإطار المجتمعي، الذي حرّم عليهن ذلك النوع من الرياضة.

المصارعة ولاعبة كرة القدم رانيا قصي (17عاماً)، طالبة، تكثف حالياً تمريناتها الرياضية، تحضيراً لدوري قريب في كرة القدم بإحدى المحافظات العراقية، وتنتظر، في الوقت ذاته، أن تقام التمرينات والبطولات في المصارعة الحرة، لتشارك فيها كلاعبة من بغداد.
تقول رانيا: "بداياتي كانت مع كرة القدم، وما زلت أمارسها لأنّها عشقي، شاركت بعدة بطولات محلية حصلت فيها على ميداليات ومراكز، وأطمح مستقبلاً بخوض بطولات خارجية، لأرفع اسم العراق عالياً".

رانيا قصي

بعد ذلك، اتجهت رانيا إلى رياضة المصارعة الحرة، لتشارك في بطولة واحدة في محافظة الديوانية سنة 2016، كلاعبة من بغداد، وقد حصلت على المركز الثالث، ومنذ ذلك الوقت، تطمح رانيا بالمزيد من البطولات في هذه اللعبة القتالية بالذات لأسباب عديدة.
وتابعت رانيا: "المرأة عندما تدخل مجالات كهذه، تضطر، في بعض الأحيان، إلى التأخر عن البيت، والسفر، بحكم التمرينات والبطولات، في مجتمعنا توضع عدة علامات استفهام على هذه المرأة، كأنّها ارتكبت جريمة، وقد أردتُ كسر هذه القاعدة".

وعن التحديات المجتمعية التي تواجهها أكدت رانيا: "منذ أن دخلت مجال الرياضة، والانتقادات تنهال علي"، سيما، أنّ رانيا من منطقة شعبية تقيد المرأة حتى في ملابسها، "كلام الناس لا ينتهي، لذلك لا أهتم بالانتقادات لأنّ طموحي كبير بالإبداع في مجال الرياضة ككل"، وتابعت: "اضطر بحكم منطقتنا لارتداء الحجاب أثناء توجهي من البيت إلى التمرين، وبالعكس، وفي أثناء التمرينات والبطولات أخلع الحجاب"، مضيفةً: "حالياً، قصصت شعري كالشباب، خاصة وأنّ ملابسي تشبه ملابسهم، فعلت ذلك متعمدة لأرتدي القبعة بدلاً من الحجاب؛ لأنّني غير محجبة، والناس يظنّونني شاباً عند ارتداء القبعة".

تقى رحيم: نجحت في كسر القيود المفروضة على المرأة العراقية وواجهت الصعوبات في البيت وفي المحيط الخارجي

أما الرياضية تقى رحيم (18 عاماً)؛ فهي من عائلة رياضية، ودخلت المجال الرياضي بدءاً من كرة السلة، والطائرة، إلى كرة اليد، لتستقر على لعبة الكابادي، ذات القوة القتالية، منذ دخولها العراق نهاية 2014، لتكون كابتن أول للفريق. وقد خاضت العديد من البطولات المحلية والدولية، لتتوالى عليها الكوؤس والميداليات، لكن هذا النجاح لم يأت من طريق سهل.

تقول تقى: "المرأة عندما يكون لديها طموح تتحدى جميع العقبات، واجهت الصعوبات بداية من البيت والمحيط الخارجي، لأكسر القيود المفروضة على المرأة العراقية".

تقى رحيمتتابع الحديث: "والدي كان معارضاً بشدة لدخولي الرياضة، تحديداً لعبة الكابادي، بسبب العادات والتقاليد، وكي لا نتعرض لانتقادات المجتمع، خصوصاً في منطقتنا الشعبية: المرأة إذا خرجت من باب البيت تصبح كارثة وتنهال عليها الأقاويل الجارحة".


لكنّ والد تقى استسلم في نهاية الأمر، ووافق على دخول ابنته لعبة الكابادي، بعد أن رأى إصرارها وطموحها المتزايد، ناهيك عن تردد بعض مشرفي اللعبة على والد تقى، وعائلات بقية اللاعبات، لبناء جسور من الثقة، كي تكون عائلات اللاعبات من أكبر الداعمين لهنّ.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية