فساد إخوان ليبيا يطفو على السطح

فساد إخوان ليبيا يطفو على السطح


08/02/2020

اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق، عبد الرحمن السويحلي، قيادات حزب العدالة والبناء، فرع تنظيم الإخوان في ليبيا، بإرهاق خزينة الدولة وصرفها في إسطنبول، وذلك رداً على اتهامه من قبل رئيس ديوان المحاسبة وعضو تنظيم الإخوان، خالد شكشك، بالفساد وإهدار أموال عامّة بغير حقّ على سفرياته الخاصّة، وإقامة عدد من أفراد أسرته في فندق بتونس، بمبلغ كبيرة.

ونشر شكشك وثائق قال إنّها تدعم اتهاماته، مرفقة ببيان قال فيه: "تمّت مراجعة حسابات المجلس الرئاسي من قبل الإدارة المختصة بالديوان عن العام 2017، وأظهرت نتائج الفحص وجود فواتير وأذونات صرف لصالح شركات سياحية تتعلق بنفقات إقامة السويحلي وعدد من أفراد أسرته (أقاموا معه بالجناح نفسه في بعض الفواتير ومنفردين بفواتير أخرى)، إبان توليه رئاسة المجلس الأعلى للدولة، تمّ صرفها من قبل الإدارة المالية بديوان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ما يعدّ مخالفة للتشريعات النافذة؛ حيث وردت الواقعة بتقرير الديوان المنشور عن العام 2017 بالصفات لا الأسماء".

قيادات حزب العدالة والبناء الإخواني يتهمون السويحلي بإرهاق خزينة الدولة وصرفها في إسطنبول

في المقابل، لم ينتظر السويحلي، وهو أحد حلفاء الإخوان المسلمين خلال الأعوام الماضية، إلا ساعات لتفنيد تلك الاتهامات، معتبرا أنّها "مثال فاضح عن استغلال حزب العدالة والبناء لرئيس ديوان المحاسبة المنتمي لهم، خالد شكشك، في تشويه وتصفية خصومهم السياسيين"، مضيفاً أنّ "شكشك وعضو الحزب، خالد المشري، تورطا، في 30 أيار (مايو) 2018، في تلفيق وفبركة تهمة إقامته في تونس لمدة معينة برفقة عائلته على حساب المجلس الرئاسي".

كما نشر وثائق تثبت أنّه لم يكن المعني بالاتهام بإهدار المال على السفر، وأنّ المتهم شخص آخر يحمل اللقب نفسه، ويدعى "عبد الله السويحلي"، وهو مهندس يعمل ببلدية طرابلس تمّ إرساله للعلاج في الخارج على حساب المجلس الرئاسي؛ نظراً لإصابته بمرض عضال، مضيفاً أنّ "كلّ الأسماء المذكورة ليست من أفراد عائلته".

السويحلي: حزب العدالة والبناء يستغل الإخواني خالد شكشك لتشويه وتصفية خصومه السياسيين

وفي سياق متصل بفساد الإخوان في ليبيا؛ كشف رئيس لجنة السيولة في المصرف المركزي الليبي بالبيضاء، رمزي آغا؛ أنّ المركزي الليبي بطرابلس قام خلال الأيام الماضية بتحويل 4 مليارات من احتياطاته النقدية إلى المصرف المركزي التركي، كوديعة، دون الحصول على عائد عليها، مشيراً إلى وجود قانون يرجع إلى عام 2013 بشأن منع المعاملات الربوية صادر من المؤتمر الوطني العام.

وأوضح آغا في تصريح صحفي؛ أنّ "هذه الوديعة ستزيد من احتياطات المصرف المركزي التركي من العملة الأجنبية، وهذا سيكون له أثر إيجابي في استقرار سعر صرف الليرة التركية، كما ستكون هذه الوديعة ضمانة للاتفاقيات المبرمة ما بين الجانب التركي وحكومة الوفاق فيما يخص توريد الأسلحة والمدرعات والطائرات المسيرة، بإضافة إلى تكاليف علاج الجرحى من مسلحي الميليشيات، فضلاً عن استرجاع حقوق الشركات التركية التي تمتلك عقود مشاريع داخل ليبيا أثناء فترة حكم العقيد الراحل معمّر القذافي وتوّقف تنفيذها، والتي طالب بها الرئيس، رجب طيب أردوغان، مؤخراً لتعويض شركات بلاده".

آغا: المركزي قام خلال الأيام الماضية بتحويل 4 مليارات إلى المصرف المركزي التركي كوديعة

وتهيمن قيادات "التيار المتشدد" في ليبيا على المؤسسات المالية، كالمصرف المركزي والمؤسسة الليبية للاستثمار، وهو ما سهّل تحويل المليارات إلى المصارف التركية، بينما يحيط الغموض بمصير الودائع والأرصدة الليبية الموجودة بهذه المصارف والفوائد المترتبّة عنها، خاصة المصرف العربي التركي الذي يمتلك فيه البنك الليبي الخارجي مساهمة كبيرة.

 

 

الصفحة الرئيسية