مغردون بعد تدشين تمثال قاسم سليماني: لبنان تحت العمامة الإيرانية

لبنان

مغردون بعد تدشين تمثال قاسم سليماني: لبنان تحت العمامة الإيرانية


19/02/2020

اعتبر ناشطون وسياسيون لبنانيون أنّ إقامة نصب تمثال لقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال الراحل قاسم سليماني، هو بمثابة "تطويب مجرم قاتل بغلاف القداسة المزيف"، و"وقوع لبنان تحت سيطرة إيران"، متسائلين: "لماذا الإصرار على تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور"؟

تأتي إقامة التمثال، بعد انتقادات لحسن نصر الله، لحديثه عن حوار دار بينه وبين ملك الموت بشأن سليماني

وكان مقطع فيديو عن تدشين حزب الله تمثالاً لسليماني في منطقة مارون الراس الجنوبية في لبنان، قبل أيام، قد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، كما جر على الحزب سيلاً من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويُظهر التمثال الخشبي سليماني وهو يشير بأصبعه نحو الحدود اللبنانية الإسرائيلية وخلفه العلم الفلسطيني.

وتأتي إقامة التمثال، بعد أيام من توجيه انتقادات وسخرية لاذعة لزعيم حزب الله حسن نصر الله، بعد حديثه في التلفزيون الإيراني عن حوار دار بينه وبين ملك الموت بشأن سليماني.
وقال نصر الله إنّه في يوم من الأيام خطر في باله أنّ ملك الموت زاره وأخبره بأنّه سيقبض روح قاسم سليماني، لكن هناك طريقة وحيدة لتأجيل وفاة سليماني وهي أن يكون نصر الله البديل، وزعم نصر الله أنّه رد على ملك الموت أنّه موافق على أن يموت هو مقابل تأجيل موت سليماني.


يذكر أنّ سليماني قتل، في الثالث من الشهر الماضي، بضربة لطائرة أمريكية بدون طيار استهدفت موكبه قرب مطار بغداد الذي وصله قادماً من سوريا ولبنان حيث يعتقد أنّه قابل نصر الله.
وقتل مع سليماني، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ومجموعة من مسؤولي التشريفات وضباط في الحرس الثوري الإيراني.
صور على طريق المطار: "قسماً سنثأر"
وبعيْد مقتل سليماني، رفع حزب الله على طريق المطار صوراً لسليماني أثارت استنكار عدد من اللبنانيين، لا سيما أنّها رفعت على طريق يستقبل جميع الوافدين إلى البلاد.
كما رُفعت على طول الطريق الممتد من مدينة زحلة في البقاع وحتى بعلبك صور عدة تجمع سليماني بنائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس موقّعة من عائلة مؤيّدة لـحزب الله، تحت عنوان "قسماً سنثأر"، وأخرى بعنوان "عهداً سنُكمل الطريق".

اقرأ أيضاً: ما الذي دار بين نصر الله وسليماني قبل اغتياله؟
وأثار سلوك حزب الله تعليقات مغردين على "تويتر" من بينهم الصحفية اللبنانية ديانا مقلد التي كتبت "تمثال لقاسم سليماني في جنوب لبنان. وقبله ورقة مسربة من مدارس المهدي عن أسئلة توجه لأطفال عنه.
وطبعاً هناك الكلام الهذياني الذي قاله نصرالله عن مناشدته ملك الموت أن يقبض روحه لا روح سليماني..كما دوماً، محاولات عبثية تثير السخرية لتطويب مجرم قاتل بغلاف القداسة المزيف".
جورج حايك، الكاتب وعضو اللجنة المركزية لحزب القوات اللبنانية، غرّد على صفحته "يا أخي قد أفهم وضع تمثال لأحد الزعماء الراحلين لحزب الله على حدود لبنان رغم عدم إجماع كل اللبنانيين على ذلك، لكن وضع تمثال لعسكري إيراني مثل قاسم سليماني فهذا أمر يعزز التحليلات القائلة بوقوع لبنان تحت سيطرة إيران وبالتالي يعبّر عن تحدي لإرادة كل الشعب اللبناني!".
"أنحن في لبنان أم إيران"؟
الوزيرة اللبنانية السابقة مي شدياق، تساءلت: "أنحن في لبنان أم إيران؟". وتابعت عبر تغريدة: "بعد جادة الإمام الخميني على طريق المطار، حزب الله يحتفل بإزالة الستارة عن نصب ل #قاسم_سليماني في الجنوب!
لماذا الإصرار على تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور!

اين النأي بالنفس؟
كل يوم يؤكد الحزب أنه فرع للحرس الثوري الإيراني ووليه الفقيه وليس لبنانياً!".
ولم تنحصر الانتقادات باللبنانيين فقط، بل نشر العديد من المغردين والناشطين السوريين تعليقات حول الفيديو المتداول، بينهم الصحفي قتيبة ياسين الذي غرّد: "إسرائيل تقصف ميليشيات إيران وحزب الله فيردون ببناء تمثال لقاسم سليماني. إسرائيل تقصف بشار الأسد فيرد ببناء تمثال لحافظ الأسد. يا هيك المقاومة يا بلاش.. خلي إسرائيل تتعلم تقصف".

الوزيرة اللبنانية السابقة مي شدياق: كل يوم يؤكد حزب الله أنه فرع للحرس الثوري الإيراني ووليه الفقيه

وتساءل المغرد دواس التميمي: "ماذا قدم قاسم هذا الجثة الهامدة للبنان ..هل تحبونه لأنه قتل عوائل فقيرة آمنة مطمئنة تعيش في قرى بعيدة عن المشاكل .لأنها تخالف مذهبه ..أم لأنه لطم الكهول العراقيين في كربلاء والنجف لأنهم عرب .. ماذا دهاكم أين عقولكم. الحر لا يحكمه رأي شخص آخر ليوجهه حب هذا وإكره هذا. حكّموا عقولكم".
وغرّد Obaid Khalaf Alonazi : "تمثال الهالك #قاسم_سليماني ليس سوى ترسيخ لعقيدة #الولي_الفقيه الوثنية التي تتحكم في الضالين والسذج من عوام الشيعة في المنطقة فلا هو حارب من أجل فلسطين ولا هو حتى مشى في دربها هي مجرد شعارات والرصاص والموت للمسلمين والعرب".

اقرأ أيضاً: نصر الله يكشف تفاصيل دور سليماني في لبنان والعراق
ودافع مغردون عن إقامة نصب سليماني في لبنان، حيث غرّد خليل حجازي أنّ "مجسم الشهيد قاسم سليماني في الجنوب كان الهدف منه هز العدو الإسرائيلي وقد تحقق الهدف فصهاينة الداخل يستشيطون غضباً من التمثال أكثر".
ماذا علّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي؟
ولم يتوقف رد الفعل على إقامة نصب سليماني عند المغردين اللبنانيين والعرب، بل امتد إلى الكيان الصهيوني، إذ علّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي على حسابه عبر "تويتر": "نسأل حول خلفيات رفع تمثال سليماني في مارون الراس في الجنوب الذي يفتقد للعديد من المعالم الثقافية اللبنانية وقد أغنى لبنان والعالم بأدمغة خرجت من أرضه".
وسأل، "لماذا لا يرفع مجسم للمخترع اللبناني حسن كامل الصباح الذي وصل إلى العالمية، وهو ابن النبطية؟".
وأضاف: "هل رفع الستار في مارون الراس عن تمثال سليماني هو تأكيد لدعم سياسته التي تمثلت وتتمثل بقتل الأبرياء في اليمن والعراق وسوريا ... وصولاً إلى لبنان؟ هل هذه ثقافة الشعب اللبناني؟".
وفي تغريدة أخرى، قال ادرعي: "القادمون إلى لبنان من الخارج، وبدل أن يُستقبلوا بمجسم لمفكر لبناني أو صاحب إنجاز من وطن الأرز، إذ بجادة للأمام الخميني تنتصب أمامهم على طريق المطار، وكأن الرسالة باتت واضحة، لبنان تحت العمامة الإيرانية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية