هل الأطفال محميون من الإصابة بفيروس كورونا؟

هل الأطفال محميون من الإصابة بفيروس كورونا؟


10/03/2020

سجلت جمهورية الصين الشعبية، إصابة طفل حديث الولادة بفيروس كورونا، بعد 30 ساعة من ولادته فقط، ليكون أصغر حالة مسجلة منذ انتشار الفيروس؛ الذي تسبب بوفاة 900 مريض وأصاب ما يزيد عن الـ 40 ألف شخص في أكثر من 30 دولة حول العالم.

خلصت الدراسة إلى أنّ أعمار نصف المصابين بالفيروس تتراوح بين الـ 40 و الـ 59 عاماً وأنّ 10 بالمئة من المصابين كانوا دون الـ 39


وتوصلت دراسة علمية نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، إلى أنّ أعمار نصف المصابين بالفيروس تتراوح بين الـ 40 و الـ 59 عاماً، وأن 10 بالمئة من المصابين كانوا دون الـ 39، وذلك بعد التدقيق في حالة المصابين المتواجدين في مستشفى "جينتان" في مدينة ووهان الصينية؛ التي تعد مركز انتشار الفيروس.
ما تفسير انخفاض نسبة الإصابة لدى الأطفال؟
تحاول العديد من النظريات تفسير انخفاض نسبة إصابة الأطفال بالفيروس، وفي هذا السياق، يقول إيان جونز؛ أستاذ علم الفيروسات في جامعة ريدينغ الإنجليزية؛ "لأسباب ليست واضحة لنا بدقة، يبدو أن الأطفال إما تفادوا الإصابة تماماً، أو أنّ إصاباتهم ليست حادة"، الأمر الذي يرجح أنّ الأطفال يصابون بنموذج أخف من الفيروس، ولا تظهر أعراضه عليهم، وبالتالي لا تتم تسجيل حالات إصاباتهم.

للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الـ 5 أعوام وللمراهقين أجهزة مناعة محفزة لمقاومة الفيروسات
وتقول ناتالي ماكديرموت؛ المحاضرة في كلية لندن الجامعية؛ "إنّ للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الـ 5 أعوام وللمراهقين، أجهزة مناعة محفزة لمقاومة الفيروسات، فقد يصاب هؤلاء بالعدوى، ولكنّ المرض سيكون لديهم أخف وطأة أو قد لا تظهر عليهم أي أعراض البتة"، وفق ما أوردت شبكة بي بي سي.
وهذا ما يُفسّر تسجيل نسبة إصابة ضئيلة بين الأطفال بفيروس "سارس" الذي انتشر في الصين عام 2003، حيث أعلن مركز السيطرة على الأوبئة الأمريكي عام 2007، عن إصابة 135 طفلاً بالفيروس، دون تسجيل أي حالة وفاة بينهم.

اقرأ أيضاً: 6 شائعات حول فيروس كورونا.. ما مدى صحتها؟
هل يلعب التاريخ المرضي دوراً في الإصابة بالفيروس؟
إنّ البالغين الذين يعانون من أمراض كالسكري وأمراض القلب والشرايين، على سبيل المثال، أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الأوبئة، إذ تبين أنّ ما يقارب نصف المرضى الذين خضعوا للدراسة في مستشفى "جينينتيان"، كانوا مصابين بأمراض مزمنة أخرى، قبل إصابتهم بالكورونا.

وفي هذا السياق، يقول جونز؛ "إنّ مرض ذات الرئة؛ الذي يُعدّ واحداً من نتائج الإصابة بفيروس كورونا، يصيب، على الأغلب، أولئك الذين يعانون من ضعف في المناعة أصلاً لأنّ حالتهم الصحية سيئة، وهذا الأمر يحصل أيضاً مع مرض الإنفلونزا وغيره من أمراض الجهاز التنفسي".

يعد البالغون الذين لديهم تاريخاً مرضياً أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الأوبئة
هل يتسبب الفيروس بأعراض أقل شدة عند الأطفال؟
يعتقد العلماء أنّ انخفاض عدد الأطفال؛ الذين تأكدت إصابتهم بالمرض، لا يعود إلى عدم انتقال العدوى إليهم، بل يعود إلى أنّ الكورونا واحد من الأمراض التي تصيب البالغين بشدة أكبر من الأطفال.

يعتقد العلماء أنّ انخفاض عدد الأطفال المصابين يعود إلى أنّ الكورونا واحد من الأمراض التي تصيب البالغين بشدة أكبر من الأطفال


ويقول أندرو فريمان؛ خبير الأمراض المعدية في جامعة كارديف في ويلز؛ "إنّ هذا الأمر أكثر رجاحة من القول إنّ لدى الأطفال مناعة ضد فيروس كورونا، وقد يعود السبب أيضاً إلى أنّ السلطات لا تتابع حالات الأطفال عديمي الأعراض أو الذين لا يظهرون إلا أعراضاً خفيفة".

وتتفق خبيرة علم الأوبئة الإحصائي في جامعتي أكسفورد  وامبريال في لندن، مع هذا الطرح، إذ تقول؛ "إنّ الاستنتاج الذي خلص إليه زملاؤنا يشير إلى أنّ المرض لا ينحو منحى خطيراً عند الأطفال، ولذا كانوا أقل تأثراً من البالغين".
هل ساهمت عطلة العام الصيني في مكافحة انتشار المرض بين الأطفال؟

 انتشار العدوى خلال عطلة العام الصيني الجديد ساهم بعدم تعرّض الأطفال للفيروس بالقدر الذي تعرض له البالغون
تعتقد ناتالي ماكديرموت، أنّ انتشار العدوى خلال عطلة العام الصيني الجديد الذي دفع كافة الأقاليم الصينية للاستمرار في تعطيل المدارس، ساهم بعدم تعرّض الأطفال للفيروس بالقدر الذي تعرض له البالغون، مضيفة أنّ "هذا الحال قد يتغير حال انتشار الفيروس بشكل أوسع، الأمر الذي سيرفع من فرص انتشاره في المجتمع بشكل عام"، وذلك رغم أنّ الانتشار الذي يشهده العالم الآن لم يصاحبه زيادة في الإصابات بين الأطفال.

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. لجين عضاضة تتحدث عن إصابتها بفيروس كورونا
هل يُعدّ الأطفال "ناشرين مفرطين" للفيروسات؟
يقول إيان جونز؛ إنّ الأطفال معرضون للعدوى بالفيروسات ونشرها، كما يشار إليهم على أنّهم "ناشرون مفرطون" للفيروسات، إذ إنّهم "ينقلون العدوى بأمراض الجهاز التنفسي بسهولة، كما يعرف كل من يتعامل مع الصغار في رياض الأطفال".
ويضيف؛ "من المتوقع أن نرى الكثير من حالات الإصابة وحتى الوفاة بين الأطفال، ولكن هذا لم يحصل في الوقت الراهن على الأقل".
 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية