العالم بانتظار جيل جديد من الإرهابيين

العالم بانتظار جيل جديد من الإرهابيين


08/01/2018

بوكو حرام تفوقت على مثيلاتها في تجنيد الأطفال، للخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية النيجيرية، ولطبيعة العمليات التي تنفذها ضدّ النظام النيجيري، والتي تحتاج إلى عناصر لا تحمل شبهةً، ولا تثير الشكّ.

أطفال بوكو حرام تربّوا على مشاهد قطع الرؤوس والتنكيل بالجثث ومستوى آخر من العنف والإرهاب

تستغل الجماعات الإرهابية الأطفال، في العمليات المسلحة، لسهولة تلقينهم، ولعدم مقاومتهم؛ ولضعف إدراكهم للخطر الذي قد يتعرضون له في حال انصهارهم في معارك تلك الجماعات، إضافة إلى أنّهم أقلّ إثارة للشبهات، ما يؤدّي إلى تنفيذ مهامَ أكثر نجاحاً، وفق ما ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية.

وأساليب تجنيد الأطفال تنوعت أيضاً؛ فإمّا بالتغرير بالأطفال من خلال المخيّمات الدعوية وتوزيع الهدايا عليهم، والسماح لهم باستخدام أسلحتهم واللعب بها، وإمّا بالخطف والتجنيد دون علم الأهالي، كما تقوم تلك الجماعات باستهداف الأطفال الأيتام، أو أطفال الشوارع، وتنشط بتجنيد أعداد كبيرة من الأطفال عن طريق الإنترنت، والمواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي.

غالباً ما يتم تجنيد الأطفال كعناصر انتحارية أو جواسيس بسبب قدرتهم على التنقل والتخفي

بعد التجنيد، يتولى التنظيم تعليمهم وتدريبهم على القتال، ويجري تخريج دفعات جاهزة للقتال لا تتجاوز أعمارهم 16 عاماً، ضمن مجموعات قتالية، وغالباً ما يتم تجنيدهم كعناصر انتحارية أو جواسيس، بسبب قدرتهم على التنقل والتخفي، ولمعرفتهم بالطرقات. ويلعب الجانب الاقتصادي دوراً في الاستفادة من فئة الأطفال لدى التنظيمات الإرهابية؛ حيث إنّ أجر الصغار أقل بكثير من الأكبر سناً، كما أنّه يمكن استغلال حماسهم وانضباطهم في إقناعهم بالعمليات الانتحارية عبر التأثير على عقولهم.


دأبت جماعة بوكو حرام الإرهابية، التي تهدد أمن منطقة غرب إفريقيا، وليس نيجيريا فحسب، على استخدام الأطفال والنساء ليكونوا قنابل موقوتة، تفجّرها في أيّ وقت تشاء، مخلّفةً وراءها دماراً كبيراً، ودماءً، وأشلاء أناس لا ذنب لهم، حيث أصبحت تعتمد على النساء والأطفال بشكل أساسي في تنفيذ هجماتها؛ ففي منتصف شهر كانون الثاني (يناير) 2017، نفّذت بوكو حرام هجوماً انتحارياً على جامعة مايدوجوري، في ولاية برنو شمال شرق نيجيريا، حيث نفّذت الهجوم انتحاريّتان لم يتجاوز عمرهما 12 عاماً، حاولتا الدخول إلى الحرم الجامعي عند الفجر لتفجير نفسيهما، في مسجد الجامعة.

بوكو حرام تعتمد في الوقت الحالي على النساء والأطفال بشكل أساسي في تنفيذ هجماتها

لا يبدو أنّ الأمر سينتهي قريباً، لأنّ ظاهرة استغلال الأطفال مستمرة، ما دام الصراع مستمراً، فالأطفال، وفق تقرير "ميا بلوم وجون هارجان"، يسهل إقناعهم، والسيطرة على أفكارهم، وهم أقلّ إثارة للشبهات، فاستخدامهم يجعل إتمام العمليات الإرهابية يمرّ بنجاح.
غير أنّ ترسيخ هذا الفكر لدى الطفل، سيجعل محاولة اجتثاثه منه مهمة صعبة، ومحاولة تأهيله ستأخذ وقتاً ليس بالقليل، الأمر الذي يجعل العالم بانتظار جيل جديد من الإرهابيين، تربى على مشاهد قطع الرؤوس والتنكيل بالجثث، ومستوى آخر من العنف والإرهاب عما يشهده اليوم.

وتُعدّ عملية الاختطاف التي قامت بها جماعة بوكو حرام، في 14 نيسان (أبريل) 2014، والتي استهدفت 276 طالبة من شيبوك في محافظة بورنو النيجيرية، أكبر عملية اختطاف نفذتها بوكو حرام. ويبدو أنّ السهولة النسبية التي لقيتها الجماعة الإرهابية، أثناء تنفيذ عملية شيبوك، شجعتها على مضاعفة عملياتها في مناطق أخرى.

وحسب هيومن رايتس ووتش، في تقرير أصدرته في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2104، فإنّ النساء والفتيات اللاتي تعرضن إلى الاختطاف على يد جماعة بوكو حرام، أجبرن على الزواج واعتناق دينٍ آخر، وتعرضن لانتهاكاتٍ جسديةٍ ونفسيةٍ، والعمل القسري، والاغتصاب أثناء الاحتجاز. وكانت هذه الجماعة قد اختطفت أكثر من 500 امرأة وفتاة، منذ 2009، وقد تضاعفت عمليات الاختطاف، منذ أيار (مايو) 2013، عندما فرضت نيجيريا حالة الطوارئ في المناطق التي يكثر فيها نشاطها.

 

الصفحة الرئيسية