من إسلامي إلى إخواني: جماعتكم ليست ديمقراطية

الإخوان المسلمون

من إسلامي إلى إخواني: جماعتكم ليست ديمقراطية


02/11/2017

يحاول التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الظهور بقوةٍ على الساحتين؛ الأوروبية والعربية منذ أحداث "الربيع العربي"، وشكّل صعود القيادي الإخواني محمد مرسي إلى سدة الحكم في مصر عام 2012، دافعاً للتنظيم في محاولة إبراز نفسه كقوةٍ سياسية تحمل برامج تنموية فكرية وأخرى اجتماعية وسياسية، إلا أنّ الجماعة، ويشهد لها تاريخها، الذي يصل عمره إلى 89 عاماً اليوم، أنّها لم تمارس الديمقراطية.
هذا الرأي الذي ربما يتبناه عديدون، من تيارات شعبية أو فكرية مختلفة، ترفضه الجماعة، وتوظف الإسلام "ساتراً" لها، ليضفي عليها القداسة ويمنع عنها أي نقد.
وتأتي رسالة القيادي السابق في "حزب التحرير الإسلامي" والناشط السياسي في بريطانيا حالياً "ماجد نواز" مثالاً جديداً، ينضم إلى قائمة الأمثلة الكثيرة التي تعزز هذه الرأي.

نواز، وجه رسالته المنشورة في موقع صحيفة "الديلي بيست" البريطانية يوم 5 آذار (مارس) 2017 بعنوان: "رسالة مفتوحة إلى قيادي إخواني مسجون"، إلى المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين "جهاد حداد" المسجون في مصر حالياً بتهم تتعلق بالحض على العنف. وذلك في إطار الرد على مقالٍ لحداد نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم 22 شباط (فبراير) 2017؛ حيث انتقد نواز أموراً عديدة بشأن جماعة الإخوان المسلمين، قائلاً إنّ ما دفعه للرد، هو أنّ حداد يروي "نصف القصة فقط".

جماعة الإخوان وجماعات إسلامية أخرى، تريد فرض نسخة معينة من الإسلام على المجتمع، وهو ما يجعلها غير قابلة لتحقيق قيم العدالة الاجتماعية

ووضح في رسالته عدم اقتناعه ببراءة جماعة الإخوان المسلمين من التطرف الذي يقوم "الجهاديون" باستخدامه لتجنيد المزيد من الناس في صفوفهم، وقال إنّه منذ قرأ مقالة حداد، أصابته "مشاعر مختلطة"، تتعلق بصعود الإسلاميين من خلال محمد مرسي إلى الحكم، وهبوطهم بسرعة، ويوضح نواز قائلاً: "الديمقراطية عملية مستمرة، وحكومتكم، كانت منتخبةً، لكن ومثلما قُلت قبلاً في مقابلة مع برنامج Hard Talk على "بي بي سي"، كان للشعب حقّ ديمقراطيٌ في محاسبتكم ومحاسبة أيديولوجيتكم الإسلاموية، وكان على السيسي أن ينتظر حتى يزيح الشعب جماعتك من الحكم سلمياً، وهو ما كان الشعب سيفعله بكل حال".
ويرى نواز، الذي أصبح اليوم واحداً من الناشطين البارزين في أوروبا ضد "الجماعات الإسلامية المتطرفة" أن جماعة الإخوان المسلمين "لا تنتهج الديمقراطية أو المساواة"، ويوجه كلامه إلى حداد مباشرة:
"الإسلاموية (الإخوانية) تعني فرض نسخة معينة من الإسلام على المجتمع، خاصة نسخة الجهاد أو القتال المقدس كأداة لنشر الإسلام ... ومن الخداع القول إنَّ فكركم الإسلامي لا يسهم في صنع الظروف التي يستغلها الجهاديون".

ويتحدث نواز عن تجربته التي أفضت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، وجماعات إسلامية أخرى كحزب التحرير الذي كان منتمياً إليه، كلها، تريد فرض نسخة معينة من الإسلام على المجتمع، وهو ما يجعلها "غير قابلة لتحقيق قيم العدالة الاجتماعية".
ويورد بين سطور رسالته مثالاً إلى حداد: "لا ترى قيادتكم أن للنساء الحق في رئاسة الدولة، وكان النظام السابق لنظام "مرسي" أدخل تعديلاً على المادة الأولى من الدستور المصري، من شأنه أن يسمح للنساء والمسيحيين بالترشُّح لأي منصب سياسي، بما في ذلك رئاسة الجمهورية، كذلك عرَّفت المادة الأولى من الدستور الدولة المصرية بأنَّها "دولة مدنية" وحذفت الإشارة إلى أن الإسلام هو دين الدولة، فخرج أعضاء البرلمان التابعون لجماعتكم من الغرفة التشريعية مُحتَجّين".
ويضيف نواز في رسالته: "حاولت جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان السيطرة على ما يشاهده الناس، وما يلبسونه، وما يقرأونه، إن شعار جماعتك الكامل هو: "الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا". فدعنا "لا نخدع أنفسنا، لا يدعم أيٌّ من هذا دعوى العدالة الاجتماعية والمساواة".

قدم الإخوان أفكاراً متطرفة من خلال منظريهم المشهورين، وأبرزهم سيد قطب بكتابه "معالم في الطريق"

ويشير نواز إلى أن حداد اعترف في مقالته المنشورة بنيويورك تايمز أنّ الإخوان قدموا أفكاراً متطرفة من خلال منظريهم المشهورين، وأبرزهم سيد قطب "بكتابه سيء السمعة؛ معالم في الطريق، الذي يعد ملهماً لتنظيم القاعدة". وذكر نواز أن محمد بديع الذي أصبح مرشداً لجماعة الإخوان فيما بعد، قام بـ"تهريب الكتاب من السجن الذي كان يوجد فيه قطب، لينشر في الخارج".
ويختم نواز رسالته إلى جهاد حداد بقوله: "أنا على استعداد لقبول أنّك -كفرد- ربَّما تؤمن بالإصلاح، وربما تذهب أبعد من ذلك إذا أُعطيت فرصة، وسيبقى هذا الأمل لك دائماً مفتوحاً في قلبي، وبعد أن قلت لك هذا، أقول إنَّ التظاهر بأنَّ جماعة الإخوان المسلمين تحمل مواقفك نفسها ليس سوى إنكار وخداع، إنَّه غير مفيد لكافة المعنيين، وهو في نهاية المطاف ضربٌ من العبث، لا يمكنك إصلاح شيء إذا لم تعترف أولاً بأنَّه يعاني من مشكلة، وأنت لا تُقِر بالمشكلة إذا كنت لا تزال مصراً على أن جماعتك تُقدر العدالة الاجتماعية والمساواة، وربما أنَّك تُقدِّرهما فعلاً، لكن جماعتك لا تُقدِّرهما بالتأكيد".
إن فحوى هذه الرسالة التي تركها ماجد نواز مفتوحة للأخذ والرد من قِبل حداد، وربما من قِبل الإسلام السياسي بوجه عام، يكمن في رؤية نواز التي تتلخص بقوله لحداد: "إذا كان الخطاب المعادي للمسلمين أمراً خطيراً لأنَّه يُمهِّد للعنف ضدهم، فالخطاب الإسلامي خطيرٌ لأنه يُمهِّد للعنف باسم الجهاد".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية