تعرّف إلى "السجن الإنساني" الذي شيدته غرينلاند للمجرمين الخطرين

تعرّف إلى "السجن الإنساني" الذي شيدته غرينلاند للمجرمين الخطرين


12/04/2018

يعدّ سجن "ناي أنستالت"، في عاصمة غرينلاند الدنماركية، في القطب الشمالي، أوّل سجن إنساني سيتم افتتاحه عام 2019.

سجن" ناي أنستالت" ساهم في حلّ مشكلة احتواء السجناء شديدي الخطورة

ويسعى المطالبون بـ "السجون الإنسانية" إلى ضرورة أن تحاكي السجون ظروف الحياة الطبيعية، إضافة إلى زيادة فرص إعادة اندماج المجرمين بنجاح في المجتمع، وخفض احتمالات تكرارهم للجرائم.
ويهدف "ناي أنستالت" وفق شبكة الـ "سي ان ان" إلى حلّ مشكلةٍ لطالما عانت منها الجزيرة منذ عقود طويلة؛ إذ لا يُوجد في غرينلاند سوى ستة سجون، تتسع جميعها لـ 154 سجيناً، وتدير غرينلاند نظام سجون يتميز بالفرادة والانفتاح؛ حيث يُسمح للسجناء بمغادرة المبنى، سواءً للعمل والدراسة، أو حتى الذهاب للصيد، ولذلك نشأت مشكلة عدم القدرة على احتواء السجناء شديدي الخطورة. 
وفي غرينلاند، فإنّ نسبة الأشخاص الذي يُسجنون أكبر بثلاثة أضعاف، ممّا هي عليه في بقية بلدان الشمال الأوروبي، بحسب خدمة السجون الدنماركية والمراقبة.
ويعود أساس مشكلة الجرائم في غرينلاند إلى العديد من الإصلاحات التي أدخلتها الحكومة الدنماركية في الخمسينيات، التي استهدفت نقل السكان إلى المراكز الحضرية، ونجم ذلك عن العديد من المشكلات الاجتماعية، بسبب تفكيك الإصلاحات للمجتمع التقليدي، الذي كان يعتمد على صيد الأسماك؛ حيث تنحدر نسبة 88% من السكان من شعوب "الإنويت" الأصليين، فيما الباقي من أصلٍ دنماركي.

السجن مصمم ليعمل كقرية صغيرة فيها كتل سكنية وأماكن عمل ومرافق تعليمية ورياضية، ومكتبة، ومركز صحي، وكنيسة

وتقول مديرة دائرة السجون والمراقبة في غرينلاند، ناجا ناثانيالسن: "يعاني سكان غرينلاند من صعوبات مماثلة تواجهها مجموعات السكان الأصليين الذين عانوا من الاستعمار."
ونتج تصميم سجن نوك الجديد من مسابقة، أطلقتها دائرة السجون والمراقبة في الدنمارك، وتغلب على المنافسين الخمسة فريقٌ يضم شركتين معماريتين دنماركيتين هما "فريس ومولتك" و"شميدت هامر لاسن".
وقال المهندس المعماري الرئيسي لـ "ناي أنستالت"، توماس روس كريستينسن، "إنّه مصممٌ ليعمل كقريةٍ صغيرة فيها كتل سكنية، وأماكن عمل، ومرافق تعليمية ورياضية، ومكتبة، إضافة إلى مركز صحي، وكنيسة."
وتؤكد أستاذة علم الجريمة في جامعة كينت في المملكة المتحدة، يفون جوكز، أنّ "السجون الإنسانية" تعزّز الحسّ بالمواطنة والأمل، ما يُعدّ أمراً مهماً، وخصوصاً أنّه "في مرحلةٍ ما، سيتم إطلاق سراح غالبية السجناء."
ويعتقد محافظ سجن بريطاني سابق، يعمل الآن كمستشار خاص في مسائل العدالة الجنائية، آلان بريتشارد، أنّ تصميم السجون الإنسانية هو أمر ناجح، في الدول الإسكندنافية، لأنّ "موقفها من السجن أكثر ليبرالية"؛ لذلك هو يستبعد نجاح تلك السجون في المملكة المتحدة. 
ويصعب استيعاب السجون الأنيقة للعدد الكبير من السجناء في المملكة المتحدة، الذي وصل إلى 85 ألف شخص، بسبب ارتفاع معدل الجرائم لديها مقارنة بالبلدان الإسكندنافية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية