لعنة مقاتلي داعش تلاحق نساء وأطفال الموصل!

لعنة مقاتلي داعش تلاحق نساء وأطفال الموصل!


22/02/2018

بالرغم من تحرير مدينة الموصل، شمال العراق، من قبضة تنظيم داعش في تموز(يوليو) الماضي، إلا أنّ لعنة التنظيم الإرهابي ما تزال تلاحق نساء وأطفالاً، شاءت الأقدار أن يتواجدوا في المدينة فترة سيطرة التنظيم عليها.

فبعد إجبار العديد من النساء على الزواج من مقاتلي التنظيم، إبان فترة سيطرته على المدينة، يواجهن في الوقت الحاضر ظروفاً صعبة فيما يتعلق بعدم الاعتراف بعقود الزواج التي عقدت فترة سيطرة "داعش"، وعدم السماح لهن بإرسال أطفالهن إلى المدرسة أو علاجهم في العيادات الطبية والمستشفيات، وفق ما نقلت شبكة "يورو نيوز".

لم تعترف الحكومة العراقية بعقود زواج 1600 أرملة لأنهن حصلنا عليها خلال حكم تنظيم داعش للمدينة

(ن. س.)، زوجة سابقة لأحد مقاتلي تنظيم داعش، إبان سيطرته لمدينة الموصل، حصلت على عقد زواج من قبل التنظيم، بيد أنّ الحكومة العراقية ترفض الاعتراف به.

الشابة التي تبلغ من العمر 22 عاماً، والتي يشار إليها في التقرير الصحفي بالحرفين الأولين من اسمها، قالت: "ليست لدي أية فكرة فيما إذا كنت متزوجة أم لا".

فالشابة، إلى جانب 1600 أرملة أخرى، قُتل أزواجهن أثناء تحرير مدينة الموصل من قبضة "داعش"، لم تعترف الحكومة العراقية بعقود الزواج التي حصلن عليها خلال حكم التنظيم للمدينة.

ومعظم هؤلاء النساء تزوجن من مقاتلي التنظيم إما بالقوة، أو تزوجن أحد أفراد عائلاتهن، ليتجنبن الزواج بمقاتلي التنظيم.

النساء تزوجن من مقاتلي التنظيم بالقوة، أو تزوجن أحد أفراد عائلاتهن ليتجنبن الزواج من المقاتلين

وعلى رغم من أنّ الحكومة العراقية قالت إنّها جاهزة للاعتراف بعقود الزواج التي صدرت خلال حكم تنظيم داعش، فإنها تشترط حضور الزوجة والزوج شخصياً، الأمر الذي من المستحيل أن ينطبق على حالة (ن. س).

من جهة أخرى، وبسبب عدم الاعتراف بزواجها، فإن أبناء (ن. س.) لن يتمكنوا من الحصول على بطاقات شخصية (هوية)، وبالتالي، الاستفادة من الخدمات العامة، مثل التعليم في المدارس والعلاج في المستشفيات.

وينقل الموقع عن حالة مشابهة لشابة أخرى، هي ندا، (اسم مستعار)؛ إذ رفضت المحكمة طلب الأخيرة الاعتراف بزواجها من أحد مقاتلي التنظيم خلال احتلال الموصل.

الحكومة العراقية تشترط للاعتراف بعقود الزواج التي صدرت خلال حكم داعش حضور الزوج المتوفي شخصياً!

علاوة على كل ذلك، اتهمت (ن. س) و(ندا)، إلى جانب نساء كثيرات، بـ"التعاطف" مع التنظيم، كما يتلقين العديد من التهديدات بالقتل من جيرانهن أو أقربائهن.

وأرسلت الحكومة العراقية حوالي 170 عائلة إلى ما أسمتها "مخيمات إعادة التأهيل" خارج الموصل؛ حيث تتلقى العائلات هناك "إعادة تأهيل نفسي وعقائدي، على أن يتم إدماجها في المجتمع إذا ما أظهرت تجاوباً مع برنامج إعادة التأهيل".

منظمة "هيومان رايتس ووتش" وصفت ما يحصل داخل تلك المخيمات بأنه ليس أكثر من "عقاب جماعي".

وجدير بالذكر أنّ الحكومة العراقية لا تطبق القانون على أرامل مقاتلي تنظيم داعش فحسب؛ بل يشمل الأمر أيضاً كل الأرامل اللواتي حصلن على عقود زواجهن خلال فترة حكم التنظيم للموصل، وبالتالي فإنه يشمل النساء اللواتي اخترن الزواج بأحد أقربائهن ليتجنبن الزواج بأحد مقاتلي التنظيم.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية