فرنسا وتركيا على حافة أزمة دبلوماسية

فرنسا وتركيا على حافة أزمة دبلوماسية


30/05/2018

شنّت أنقرة، أمس، حملة ضدّ الرئيس الفرنسي، أمانويل ماكرون، على خلفية دعمه مجلة "لوبوان"، ورفضه تصرفات أنصار الرئيس التركي في جنوب فرنسا، الذين بادروا إلى تمزيق إعلانات إشهارية لغلاف المجلة، تتصدره صورة أردوغان مروّسة بعبارة "الديكتاتور"، في تحقيق موسع حول شخصية الأخير، و"إلى أين يقود تركيا".

أنقرة تشنّ حملة ضدّ الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون على خلفية دعمه لمجلة لوبوان ورفضه تصرفات أنصار الرئيس التركي في فرنسا

ويأتي التصعيد التركي ضدّ ماكرون مؤشراً واضحاً على بداية أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق، بين باريس وأنقرة، على خلفية حرية التعبير التي تعدّ من أهم المبادئ الأوروبية، والتي تخرقها السلطات التركية ضمن حملة موسعة لقمع المعارضة، وتكميم أفواه خصوم الرئيس التركي.

وألمح وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، في تغريدة على تويتر، إلى دعمه لناشطين مؤيدين لأردوغان في فرنسا، حاولوا تمزيق صور غلاف العدد الأخير من مجلة "لوبوان" في أكشاك لبيع الصحف.

وقال تشاوش أوغلو في تغريدته، ردّاً على ماكرون: إنّ "الديمقراطية ليست محدودة فقط بقبول الإهانات والأكاذيب من قبل طرف واحد، بل كذلك بأخذ وجهة نظر وحساسيات الطرف الآخر بعين الاعتبار".

واستهدفت مجموعة من الناشطين المؤيدين لأردوغان عدة أكشاك لبيع الصحف في مدينة أفينيون، جنوب فرنسا، نهاية الأسبوع الماضي؛ حيث حاولت إزالة أو تغطية إعلانات لوبوان، بحسب ما ذكرت المجلة.

وكتب ماكرون عبر تويتر: إنّ "تصرفات أنصار أردوغان غير مقبولة إطلاقاً، وإنه لا يمكن إزالة ملصقات من هذا النوع كونها لا تروق لأعداء الحرية".

وزير الخارجية التركي ينتقد الرئيس الفرنسي على خلفية دعمه حقّ مجلة لوبوان في حرية التعبير بعد وصفها رجب طيب أردوغان بالدكتاتور

وقال: "حرية الصحافة لا تقدر بثمن، فمن دونها ستكون هناك ديكتاتورية".

ونشرت المجلة الأسبوعية اليسارية، التي تعد من بين أكثر المجلات شعبية في فرنسا، تحقيقاً تناول الرئيس التركي في عددها الأخير، الذي تضمن كذلك مقالاً تساءل كاتبه: "هل أردوغان هو هتلر جديد؟".

ويأتي ذلك في وقت يضع فيه أردوغان السلطات الواسعة التي سيمنحه إياها نظام الرئاسة التنفيذية، في حال فوزه المتوقع في الانتخابات المقبلة، في 24 حزيران (يونيو) المقبل، نصب عينيه، في ظلّ سعيه لتشديد قبضته على البلد الذي حكمه منذ عام 2003، كرئيس للوزراء آنذاك، قبل أن يتولى الرئاسة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعرب فيها أنقرة عن غضبها جراء غلاف مجلة في أوروبا، ففي أيلول (سبتمبر) 2016، انتقدت عدداً خاصاً أصدرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية، وصف أردوغان كذلك بالدكتاتور، وكان عنوانه "بلد يخسر حريته".

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية