ماذا تخبئ صناديق الاقتراع التركية؟!

ماذا تخبئ صناديق الاقتراع التركية؟!


24/06/2018

تصوّت تركيا، اليوم، في انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة، يُرجّح أن تكون الأهم منذ عقود، وسيختار 59 مليون ناخب رئيساً جديداً، وممثليهم في البرلمان (600 مقعد)، علماً بأنّهم سيصوّتون للمرة الأولى في انتخابات رئاسية ونيابية متزامنة، في إطار تعديلات دستورية أُقرّت في استفتاء أجرِي العام الماضي، حوّل نظام رئاسي في تركيا.

59 مليون ناخب تركي يختارون رئيساً جديداً وممثليهم في البرلمان

ويخوض 6 مرشحين السباق إلى الرئاسة، أبرزهم: أردوغان وإنجه، ومرشحة "الحزب الصالح" ميرال أكشنار، والزعيم الكردي المسجون صلاح الدين دميرتاش، كما تتنافس 8 أحزاب في الانتخابات النيابية، علماً بأنّ حزب "العدالة والتنمية" الحاكم شكّل "تحالف الشعب" مع حزب "الحركة القومية"، فيما شكّل "حزب الشعب الجمهوري" المعارض "تحالف الأمّة" مع 4 أحزاب أخرى.

لم يخسر الرئيس التركي أردوغان أيّاً من الانتخابات التي خاضها منذ 16 عاماً، لكنّ المشهد اليوم تغيّر؛ فتردّي الأوضاع الاقتصادية قد يكلف "التحالف الجمهوري" غالبيته البرلمانية؛ بل لا يستبعد مراقبون خسارته في الانتخابات؛ حيث يقول مدير معهد "متروبول"، أوزار سنزار، الذي يتابع مسيرة الرئيس التركي السياسية منذ 25 عاماً: إنّ الأخير "لم يعد هو من يحدد الأجندات السياسية، بل إن خطاباته باتت ضعيفة، ولم يسبق له أن ارتكب هذا العدد من الأخطاء".

وأكدت استطلاعات للرأي لمؤسسات قريبة من حكومة أنقرة، أنّ ما بين 45 و55% سيصوتون لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان، بينما تشكو المعارضة من غياب مناخ حيادي لإجراء الانتخابات، ويوضح هاكان بيرقجي، رئيس شركة "سونار" القريبة من المعارضة، أنّ "السلطة في تركيا أسست لمناخ من الخوف في البلاد، وعلى ضوء ذلك فإن 10% من المستطلعة أرائهم يرفضون الإفصاح عمن سيصوّتون له في الانتخابات القادمة"، ويتهم بيرقجي المواقع القريبة من الحكومة بتقديم نتائج خاطئة للتأثير على نتائج انتخابات اليوم، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

يخوض 6 مرشحين السباق إلى الرئاسة، أبرزهم: أردوغان وإنجه ودميرتاش وتتنافس 8 أحزاب في الانتخابات النيابية

وينصّ التعديل الدستوري، الذي تمّ التوصل إليه في نيسان (أبريل) 2017، على أن يقدم الناخبون الأتراك ورقتين في مغلف واحد، لانتخاب رئيس جديد، إلى جانب 600 نائب، مقابل 550 في المجلس المنتهية ولايته، وفي حال لم يحصل أيّ مرشح على أكثر من 50% من الأصوات من الدورة الأولى، فستنظم دورة ثانية في الثامن من تموز (يوليو) المقبل.

وبالنسبة إلى النواب؛ فسوف يتم انتخابهم في جولة واحدة، بحسب اللوائح، في كلّ من المحافظات الـ 81 في البلاد، على أن يتم توزيع المقاعد بحسب نسبة الأصوات.

ولتعزيز فرص تحقيق غالبيات مستقرة؛ فإنّ الأحزاب التي تحصل على أكثر من 10% من الأصوات، على المستوى الوطني حصراً، سيشملها هذا التوزيع، لكن وبموجب قانون تمّ تبنيه في آذار (مارس) الماضي؛ فإنّه يحقّ للأحزاب، للمرة الأولى، تشكيل تحالفات خلال الانتخابات التشريعية، ومن شأن هذا الإجراء السماح للأحزاب التي لم تحصل على 10% من الأصوات دخول البرلمان.

وإثر سلسلة اعتداءات واضطرابات سياسية، سبّبها الانقلاب الفاشل، وما تلاه من إعلان حالة الطوارئ، تدنت قيمة الليرة التركية إلى مستويات قياسية، بلغت 30%، وكلّها معطيات ساهمت في تراجع ثقة المستثمرين في الأسواق التركية، ورغم أنّ أردوغان من أشد المناهضين للفائدة المصرفية، لأسباب دينية، فقد اضطر إلى غضّ الطرف عن قرار البنك المركزي في رفع قيمة الأسهم السيادية؛ فبعد الأرجنتين وفنزويلا وإيران، أصبحت تركيا في المركز الرابع بين الدول، بأعلى نسب للأسهم السيادية.

ومن الوارد جداً أن يفوز أردوغان في الدورة الثانية للانتخابات، لكنّ المراقبين يتوقعون أن يفقد ما يطلق عليه "التحالف الجمهوري"، الذي يضم حزب أردوغان و"الحركة القومية"، الغالبية في البرلمان.

مراقبون أكدوا أنّ الأوضاع الاقتصادية المتردية قد تكلف أردوغان الكثير خاصة أنه لم يعد هو من يحدد الأجندات السياسية وباتت خطاباته ضعيفة

وفي هذه الحالة، سوف تتبدد مخاوف المعارضة في أن يتحول نظام الحكم إلى نظام استبدادي مطلق، ويرى المراقبون أنّه في حال تحقق سيناريو فقدان "التحالف الجمهوري" للغالبية في البرلمان، فإنّ أردوغان لن يكون رئيساً فعلياً، لأنّ عليه الإقرار بسلطة البرلمان.

ونقلت وكالة "الأناضول"، التركية الرسمية، عن مصادر أمنية لم تسمّها، أنّ "العاصمة أنقرة خصصت 16 ألف شرطي، بينهم عناصر من شرطة العمليات الخاصة، لمتابعة التصويت، الذي سيجرى في 11 ألفاً و292 صندوقاً انتخابياً، بهدف تأمين تصويت المواطنين بشكل آمن في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمعة."

وأضافت المصادر في تصريحاتها: "المديرية اتخذت تدابير أمنية واسعة النطاق في عموم العاصمة عشية الانتخابات، وعناصر الأمن المقرر نشرها ستكون مدعومة بطائرات مسيَّرة ومروحيات، و40 عربة مكافحة للشغب، و35 مدرعة."

 

 

 

الصفحة الرئيسية