هل كان بن لادن حقاً عميلاً لـ CIA تحت اسم تيم عثمان؟

هل كان بن لادن حقاً عميلاً لـ CIA تحت اسم تيم عثمان؟


كاتب ومترجم جزائري
26/06/2018

ترجمة: مدني قصري

الأمر يجب ألّا يفاجئ السذّج؛ فمنذ فترة طويلة نعرف أنّ غالبية "الإسلاميين"، أياً كانت أسماؤهم: (القاعدة، الإخوان المسلمون، النصرة، ...إلخ)، تمّ إنشاؤهم وتمويلهم من قبل الإمبريالية الأنجلو-صهيونية، لتدمير الدول الإسلامية من الداخل، ولتحقيق هذا الهدف يتم استخدام طريقتين:

الأولى: الطريقة "اللطيفة" لإثارة ثورات مثل؛ الربيع العربي، مقابل بضع مئات من الوفيات، للإطاحة بالأنظمة القومية، و/ أو العلمانية (تونس، مصر).

الثانية: طريقة الأسلوب العنيف التي أسفرت عن مئات الآلاف من الوفيات (الجزائر وليبيا وسوريا) أو أكثر من مليون حالة وفاة (العراق).

عميل دائم

أكبر زعيم إرهابي وأكثرهم كاريزمائية (جاذبية) بين جميع الإسلاميين، أسامة بن لادن، كان دائماً عميلاً لوكالة المخابرات المركزية حتى يوم وفاته، بسبب مرض، في مستشفى عسكري أمريكي، حيث كان يعامَل وكأنه أمير.

ووفق الوثائق المنشورة على موقع الـ "سي آي إيه"؛ كان أسامة بن لادن ضابط مخابرات أمريكياً يدعَى تيم عثمان.

تم تجنيد تيم عثمان من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بعد وقت قصير من تعيين والد جورج دبليو بوش مديراً لوكالة المخابرات المركزية، عام 1976.

وفق الوثائق المنشورة على موقع"سي آي إيه" كان بن لادن ضابط مخابرات أمريكياً يدعَى تيم عثمان

هناك روابط تاريخية مباشرة بين المصالح التجارية لأسامة بن لادن ومصالح عائلة بوش، في الخامس عشر من أيلول (سبتمبر)، تلقيت الرسالة الآتية من الأستاذ جون ميتزجر من جامعة ولاية ميشيغان:

"تجب علينا إعادة النظر في تاريخ "BCCI" (بنك الاعتماد والتجارة الدولي)، وهو البنك الذي يستخدمه الإرهابي الأسطوري الفلسطيني المعروف باسم أبو نضال، ارتبطت "BCCI" ارتباطاً وثيقاً بأجهزة الاستخبارات الأمريكية والباكستانية، وكان من بين موكليه متمردون أفغان، وشقيق أسامة بن لادن (سالم)".

العلاقة بين عائلة بوش وابن لادن

"سالم بن لادن، عيّن جيمس ر. باث (James R. Bath) ، الوسيط (السمسار) الاستثماري في هيوستون، مُمثِّلاً له في تكساس، مباشرة بعد أن أصبح والد جورج دبليو بوش، مديراً لوكالة المخابرات المركزية عام 1976. وعام 1977 استثمر باثْ 50000 دولار في أول شركة صغرى (Arbusto Energy)، في حين أنّ أسامة بن لادن سرعان ما أصبح ورقة رابحة في خدمة وكالة الاستخبارات المركزية، وكان روبرت جورج مولر، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، لجورج بوش، جزءاً من التحقيق الذي أجرته وزارة العدل حول التحقيق المشكوك فيه حول بنك التجارة والاعتماد الدولي "BCCI" (حول BCCI"" وابن لادن وعائلة بوش، يمكن الرجوع إلى الكتب:

The Outlaw Ban") ، A Full Service Bank, and Fortunate Son)".

ويمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل حول العلاقات التجارية والمالية بين عائلة بوش وبن لادن، في كتاب بيتر بروتون (عام 1992) "المافيا، وكالة المخابرات المركزية، وجورج بوش".

"BCCI"؛ بنك الاعتماد والتجارة، تم تأسيسه عرضاً من قبل باكستاني.

الوثيقة التي تثبت أن بن لادن كان عميلاً لـ CIA ويًدعَى تيم عثمان

تمويل بن لادن السري

استكمل أستاذ الاقتصاد ميشل شوسودوفسكي من جامعة أوتاوا، لتوّه تقريراً مفصلاً عن مهنة ابن لادن؛ حيث قدّم تفاصيل عن تمويله السري ودعمه اللوجستي للمنظمات الإرهابية، منذ بداياته في الثمانينيات (بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، كـ "مقاتل الحرية") حتى اليوم.

من كان أسامة بن لادن؟

أصبح تيم عثمان أكثر شهرة باسم أسامة بن لادن، كان "تيم عثمان" هو الاسم الذي أعطته له وكالة الاستخبارات المركزية خلال جولته في القواعد العسكرية، بحثاً عن الدعم السياسي والأسلحة [...] هناك أدلة على أن تيم عثمان زار البيت الأبيض، من المؤكد أنّ تيم عثمان زار بعض القواعد العسكرية الأمريكية؛ بل وحضر تدريبات خاصة بأحدث المعدات، لكن لماذا لم يتم الإبلاغ عن هذا في وسائل الإعلام الرئيسة؟

يقول مقال تشوسودوفسكي المقنع والموثق بشكل جيد:

بعد ساعات قليلة من الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمي والبنتاغون، استنتجت إدارة بوش بدون أدلة داعمة، أنّ "أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة هما المشتبه بهما الرئيسان"، وصرّح مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جورج تينيت، أنّ بن لادن لديه القدرة على التخطيط "لهجمات متعددة، مع أو دون، تحذيرات تذكَر".

ووصف وزير الخارجية، الكذاب الماهر، كولين باول، هذه الهجمات بأنها "عمل من أعمال الحرب"، وأكّد الرئيس بوش في خطاب متلفز موجّه إلى الأمة مساءً، أنّه "لن يميز بين الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الأفعال وأولئك الذين يأوونهم" .

ووجّه مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق، جيمس وولسي (James Woolsey) أصابع الاتهام إلى ما أسماه "رعاية الدولة"؛ أي تواطؤ واحدة أو أكثر من الحكومات الأجنبية، وفي هذا السياق قال مستشار الأمن القومي السابق، لورانس إيغلبرغر( Lawrence Eagleburger): "أعتقد أننا سوف نثبت، عندما نتعرض لهجوم من هذا القبيل، أننا مُرعبون، في قوّتنا وفي عقابنا".

بعد ساعات قليلة من هجمات 11 سبتمبراستنتجت إدارة بوش بدون أدلة داعمة أنّ بن لادن والقاعدة المشتبه بهما الرئيسان

في تلك الأثناء، وبتكرار هذه التصريحات الرسمية مثل: الببغاوات الغبية، دعم شعار الإعلام الغربي الكاذب إطلاق إجراءات عقابية ضدّ أهداف مدنية في الشرق الأوسط، وكما كتب ويليام سافير، في صحيفة "نيويورك تايمز الصهيونية": "عندما نحدّد بشكل معقول قواعد ومعسكرات المهاجمين، يجب علينا أن نسحقهم بالحد الأدنى، لكن مع قبول خطر الأضرار الجانبية، وأن نتصرف، بشكل علني أو سرّي، لزعزعة استقرار المضيفين الوطنيين للإرهاب".

تجنيد بن لادن خلال الحرب السوفياتية الأفغانية

النص الآتي يصف قصة أسامة بن لادن، وعلاقات "الجهاد" الإسلامي بصياغة السياسة الخارجية الأمريكية، خلال الحرب الباردة وما أعقبها.

المشتبه الأول في الهجمات الإرهابية في نيويورك وواشنطن، الذي وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنّه "إرهابي دولي" لدوره في الهجمات على السفارات الأمريكية في إفريقيا، أسامة بن لادن، وهو سعودي، تم تجنيده خلال الحرب السوفياتية الأفغانية: "تحت رعاية وكالة المخابرات المركزية، لمحاربة الغزاة السوفييت".

عام 1979، أطلقت "أكبر عملية سرية في تاريخ وكالة المخابرات المركزية" رداً على دخول الجيش السوفيتي إلى أفغانستان، الذي كان استجاب لدعوة الحكومة الأفغانية الشرعية بابراك كمال.

مدارس قرآنية باكستانية لبرمجة وغسيل أدمغة الأطفال

بتشجيع نشط من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ووكالة مصالح الاستخبارات الباكستانية (ISI)، التي كانت تريد تحويل الجهاد الأفغاني إلى حرب عالمية تشنّها جميع الدول الإسلامية ضدّ الاتحاد السوفياتي، التحق نحو 35000 إسلامي راديكالي من 40 دولة إسلامية بأفغانستان، بين عام 1982 وعام 1992، كما جاء عشرات الآلاف من الأفراد الآخرين للدراسة في المدارس الباكستانية، وهي مدارس قرآنية لبرمجة وغسيل الأدمغة، لتحويل الأطفال الأبرياء إلى قتلة انتحاريين (كاميكاز) مُرعبين، كالذين يوجدون اليوم في تونس بالمئات، في الوقت الحاضر. أخيراً، تأثر أكثر من 100000 جهادي أجنبي بشكل مباشر بالجهاد الأفغاني.

دور المخدّرات في الدعم

"الجهاد الإسلامي"، الأكثر تطرفاً وعنفاً، كان مدعوماً من الولايات المتحدة، إنّ جزءاً كبيراً من التمويل الأمريكي يأتي من تجارة المخدرات من الهلال الذهبي، في وقت لاحق، وحتى يومنا هذا، ظلت أمريكا تطور زراعة وتجارة الخشخاش الأفغاني كمصدر لا ينضب لتمويل "الإرهابيين الإسلاميين"، بالأمس واليوم.

في شهر آذار (مارس) 1985، وقّع الرئيس ريغان القرار 166، الصادر عن الأمن القومي، الذي سمح بتقديم مساعدات عسكرية سرية "للإرهابيين الإسلاميين" (الذين أطلق عليهم اسم المجاهدين بشكل غير صحيح)، وحدّد أنّ للحرب السرية الأفغانية هدفاً جديداً: هزيمة القوات السوفيتية في أفغانستان من خلال عمل سريّ، وإثارة انسحاب سوفياتي.

تخطيط استخباراتي مشترك للعمليات

بدأت المساعدة الأمنية الجديدة الأمريكية بزيادة هائلة في إمدادات الأسلحة، زيادة مطردة قدرها 65000 طن سنوياً، عام 1987، وكذلك "تدفق مستمر" لخبراء وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون الذين كانوا يذهبون إلى المقر السري للمخابرات الباكستانية، الواقعة على الطريق الرئيس بالقرب من روالبندي في باكستان.

هناك، كان خبراء الاستخبارات المركزية يلتقون بعناصر من وكالات الاستخبارات الباكستانية للمساعدة في تخطيط عمليات، لمساعدة الإرهابيين المرتزقة في أفغانستان.

ولعبت وكالة المخابرات المركزية، باستخدامها لجهاز الاستخبارات العسكرية الباكستاني (ISI)، دوراً رئيساً في تدريب "المرتزقة الإسلاميين".

المصادر: laguerrecestlapaix و yournewswire


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية