كيف يحاول الإيرانيون الالتفاف على العقوبات الاقتصادية؟

كيف يحاول الإيرانيون الالتفاف على العقوبات الاقتصادية؟


02/07/2018

ألغت جزر القمر بهدوء مجموعة من جوازات السفر التي اشتراها أجانب خلال السنوات القليلة الماضية في كانون الثاني (يناير) الماضي.

ولم ينشر هذا البلد الصغير، الواقع قبالة ساحل شرق أفريقيا، تفاصيل عن السبب وراء هذا القرار واكتفى بالقول إنّ هذه الجوازات صدرت بشكل "غير مناسب"، وفق تقرير أعدته وكالة "رويترز" للأنباء.

مديرو شركات إيرانية يشترون جوازات من جزر القمر لحماية مصالحهم في ظل العقوبات

وأثبتت قائمة سريّة بأسماء من حصلوا على جوازات السفر أنّ 100 من بين 155 شخصاً ألغيت جوازات سفرهم الصادرة من جزر القمر كانوا إيرانيين، وأن وراء هذه الخطوة دوافع أكبر مما أعلنته الحكومة.

وكان من بين هؤلاء عدد من كبار المديرين التنفيذيين في الشركات التي تعمل في مجالات الملاحة والنفط والغاز والعملات الأجنبية والمعادن النفيسة، وهي المجالات التي تستهدفها جميعاً عقوبات دولية مفروضة على إيران. وقد اشترى بعض هؤلاء أكثر من جواز سفر صادر من جزر القمر.

ويخشى دبلوماسيون ومصادر أمنية في جزر القمر والغرب من أن يكون بعض الإيرانيين قد حصلوا على جوازات السفر لحماية مصالحهم في ظل عقوبات أصابت بالشلل قدرة إيران على تنفيذ أنشطة تجارية على الساحة الدولية.

وعلى الرغم من أنّ أياً من هؤلاء الأشخاص أو الشركات ليسوا هدفاً للعقوبات إلا أنّ القيود على إيران ربما تجعل من حمل جواز سفر آخر أمراً مفيداً.

وتتيح جوازات السفر الصادرة من جزر القمر إمكانية السفر دون تأشيرة إلى مناطق في الشرق الأوسط والشرق الأقصى ويمكن أن يستخدمها إيرانيون لفتح حسابات في بنوك أجنبية وتسجيل شركات في الخارج.

تتيح جوازات السفر الصادرة من جزر القمر إمكانية السفر دون تأشيرة إلى مناطق في الشرق الأوسط والشرق الأقصى

ولا تسمح الحكومة الإيرانية رسمياً لمواطني البلاد بحمل جواز سفر ثانٍ، لكن مصدراً إيرانياً مطلعاً على عمليات شراء جوازات السفر الأجنبية قال إنّ وزارة الاستخبارات الإيرانية أعطت الضوء الأخضر لبعض كبار الشخصيات في قطاع الأعمال والشركات للحصول على هذه الجوازات لتسهيل السفر والمعاملات المالية. ولم ترد الحكومة الإيرانية والسفارة الإيرانية في لندن على طلبات للتعليق.

وقال وزير الداخلية السابق في جزر القمر حميد مسيدي والذي كان في منصبه أثناء إصدار بعض هذه الجوازات إنّ لديه شكوكاً في أنّ بعض الإيرانيين "يحاولون استغلال جزر القمر للالتفاف على العقوبات". وأضاف أنه ضغط من أجل إجراء مزيد من عمليات المراجعة والتدقيق قبل منح جوازات السفر للأجانب لكنه لم يقدم تفاصيل.

وأحجمت وزارة الخزانة الأمريكية عن التعليق وقالت إنها لا تتطرق إلى التحقيقات الجارية.

وقال كينيث كاتزمان خبير الشرق الأوسط في خدمة أبحاث الكونغرس بالولايات المتحدة إن جزر القمر كانت واحدة من بين عدة دول أفريقية تحاول إيران أن يكون لها بها نفوذ دبلوماسي وتجاري، مضيفة أن "الحصول على جوازات سفر من جزر القمر سيسمح لهم بالقيام بأشياء دون اكتشاف أنهم إيرانيون".

وطبقاً لقاعدة بيانات جوازات السفر في جزر القمر اشترى، في المجمل، أكثر من ألف شخص ولدوا في إيران جوازات سفر من جزر القمر في الفترة من 2008 وحتى 2017 . واشترى غالبية هؤلاء الجوازات بين 2011 و 2013 عندما تم تشديد العقوبات الدولية على إيران وخاصة على قطاعي النفط والمصارف.

ومن بين الأجانب الآخرين الذين اشتروا جوازات سفر من جزر القمر سوريون وأفغان وعراقيون وصينيون وبضعة أشخاص من دول غربية، و كانت تسعى جزر القمر للحصول على مئات الملايين من الدولارات للمساعدة في تنمية الاقتصاد الذي لا يتجاوز حجم الناتج فيه 600 مليون دولار سنويا.ً

يمكن أن يستخدم الإيرانيون تلك الجوازات لفتح حسابات في بنوك أجنبية وتسجيل شركات في الخارج

ووفقاً لبيانات، بيع أكثر من 300 ألف جواز سفر من جزر القمر إلى إيرانيين واستمرت عمليات بيع جوازات السفر في ظل إدارة خلف سامبي إكيليلو ظنين الذي ظل في المنصب من العام 2011 إلى العام 2016. ولم يرد إكيليلو الذي لا توجد صلات واضحة بينه وبين إيران على طلبات للتعليق.

وقال مصدر شارك في تحقيقات جزر القمر  إن هذه القضية ظهرت بعد أن بدأت أجهزة الأمن في دولة الإمارات في رصد أشخاص ليسوا من جزر القمر وليسوا بدون يسافرون عبر دولة الإمارات بجوازات سفر صادرة من جزر القمر. وقال المصدر إن كثيرين من هؤلاء الأشخاص كانوا إيرانيين.

وقال مصدر أمني بجزر القمر إنّ أجهزة المخابرات بجزر القمر تلقت تقارير عن أشخاص قُتلوا في ساحات المعارك بالعراق وسوريا والصومال في السنوات الأخيرة وكانوا يحملون جوازات سفر صادرة من الجزر، مؤكداً أنّ هذه كانت إشارة إلى مدى انتشار بيع جوازات السفر الصادرة في جزر القمر.

 

 

 

الصفحة الرئيسية