لماذا توصف زيارة الرئيس الصيني للإمارات بالتاريخية؟

الصين والإمارات

لماذا توصف زيارة الرئيس الصيني للإمارات بالتاريخية؟


16/07/2018

قرّرت دولة الإمارات العربية المتحدة تحويل الاحتفال بالأسبوع الإماراتي الصيني، إلى مناسبة سنوية؛ إذ سيصادف الاحتفال بها السنة القادمة رأس السنة الصينية.

الإمارات تحتضن أكثر من 200 ألف صيني وتضم 4000 شركة تجارية وتعد الشريك الأكبر للصين في المنطقة

وتنطلق غداً الثلاثاء في الإمارات، فعاليات الأسبوع الإماراتي الصيني، التي ستستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، كمظهر من مظاهر الاحتفاء بزيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، الخميس إلى الإمارات، وهي الزيارة التي وصفت بـ"التاريخية" لما ستحمله من دفع للعلاقات بين الطرفين والتي تنطوي على كم ضخم من المصالح الحيوية لهما معاً في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والعلمية والأمنية.

وتعليقاً على الزيارة المرتقبة، اعتبر نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنّ زيارة الرئيس شي جين بينغ للإمارات "تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التعاون المثمر والمستقبل الواعد"، مشيراً إلى أنّ الدولة "تحتضن أكثر من 200 ألف صيني، وتضم 4000 شركة تجارية، ونحن الشريك الأكبر للصين في المنطقة، ونسعى لبناء روابط اقتصادية وثقافية واستثمارية طويلة المدى مع الصين".

 

الشيخ محمد بن زايد: الصين والإمارات تلعبان دوراً محورياً في استقرار المنطقة ومستقبلها

علاقات اقتصادية متينة

وأضاف "تربطنا بجمهورية الصين الشعبية علاقة اقتصادية متينة، وروابط ثقافية واجتماعية وثيقة، ويسعدنا الاحتفاء في كل عام بثقافة عمرها آلاف السنين، وعلاقات استراتيجية تحقق رؤى البلدين والشعبين".

ومن جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إنّ "الصين والإمارات تلعبان دوراً محورياً في استقرار المنطقة ومستقبلها الاقتصادي"، مضيفاً "منذ أكثر من 28 سنة، زار الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الصين مؤسساً لعلاقة إستراتيجية بين البلدين حصدنا ثمارها علاقات اقتصادية وتجارية وثقافية متميزة على مدى أكثر من ثلاثة عقود".

وأشار إلى المكانة الاقتصادية للصين، قائلاً إنّ "الصين عملاق اقتصادي دولي ولها ثقل سياسي عالمي، ودورها مؤثر في استقرار الاقتصاد والسلام العالميين".

مبادرة "طريق واحد، حزام واحد" التي أطلقها الرئيس الصيني ستربط الصين بالعديد من دول العالم ومنها الإمارات

وشهدت السنوات الأخيرة تنامياً سريعاً في العلاقات الاقتصادية الإماراتية الصينية حيث تجاوز حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين الخمسين مليار دولار، ما جعل الإمارات على مدى سنوات متتالية ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم، حسبما ذكرت صحيفة "العرب".

وانطلقت العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين الإمارات والصين، في الأول منتشرين الثاني (نوفمبر) 1984، فيما افتتحت السفارة الإماراتية في بكين في مارس 1987. وبدأت الزيارات بين البلدين بزيارة رسمية قام بها الرئيس الصيني -آنذاك- يانغ شانغكون إلى الإمارات في شهر ديسمبر 1989.

اقرأ أيضاً: الصين والإمارات: توازن مصالح

ثمّ زار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بكين في مايو 1990 على رأس وفد رسمي، وكانت الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها قائد دولة من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين.

وفي عام 2008 قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بزيارة إلى الصين التقى خلالها مع كبار المسؤولين الصينيين، وعقد عدة اجتماعات مع الفعاليات الاقتصادية في مدينتي بكين وشنغهاي.

وفي الأعوام 2009 و2012 و2015، قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارات متتالية للصين أسفرت عن الكثير من الاتفاقيات التي انعكست على العلاقات المشتركة بين البلدين.

اقرأ أيضاً: العرب والعصر الصيني

وتحكم العلاقة بين البلدين سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة من أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني بين الدولتين، واتفاقية إنشاء اللجنة الاقتصادية المشتركة، واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المشتركة، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية التعاون في مجال الخدمات الطبية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين وزارتي التعليم العالي في البلدين.

تحكم العلاقة بين البلدين سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة

تبادلات بقيمة 50 مليار دولار

وبمناسبة زيارة الرئيس بينغ إلى الإمارات ذكر السفير الإماراتي لدى الصين، علي الظاهري، بأنّ حجم التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والصين وصل خلال عام 2017 إلى أكثر من 50 مليار دولار.

وأشار، خلال لقائه الوفد الإعلامي الإماراتي بمقر السفارة الإماراتية في العاصمة الصينية بكين، إلى اهتمام الصين بالدول العربية، وخاصة دولة الإمارات التي تتميز بعلاقات جيدة معها.

اقرأ أيضاً: هل تعيد الصين تشكيل العالم اليوم؟

وأكد أنّ الدليل على ذلك الزيارات المتبادلة بين الدولتين على أعلى المستويات والعلاقات الجيدة التي تربط البلدين، ومعتبراً أنّ الأرقام الاقتصادية خير شاهد على ذلك، إذ إنّ نحو 60 بالمئة من التجارة الصينية يعاد تصديرها من خلال دولة الإمارات وموانئها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول الأفريقية بشكل عام.

وتطرق السفير إلى مبادرة "طريق واحد، حزام واحد" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في 2013 بعد توليه مقاليد الحكم، مشيراً إلى أن هذه المبادرة ستعمل على ربط الصين بالعديد من دول العالم، ومنها دولة الإمارات، وسيكون لها أثر كبير وواضح على تلك الدول التي تربطها مع الصين علاقات ليست تجارية فحسب وإنما سياحية وثقافية، ما سيعمل على ترسيخ الاستقرار والعلاقات الجيدة بين الدول المشاركة في هذه المبادرة التي ستفتح المجال للاستثمار والتبادلات التجارية بينها وبين جمهورية الصين الشعبية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية