5 أشياء لا تعرفها عن التقويم الهجري

التقويم الهجري

5 أشياء لا تعرفها عن التقويم الهجري


11/09/2018

يتبادل المسلمون حول العالم في الأول من شهر "مُحرّم" رسائل التهنئة ببداية السنة الهجرية الجديدة، في حين تلتبس المناسبة عند البعض بمناسبات أخرى؛ كالمولد أو ذكرى الهجرة النبوية، فما هي السنة الهجرية؟ ولماذا تبدأ من شهر محرم؟ وما هي قصة اعتماد الهجرة بداية للتاريخ الهجري؟
1. بدأ اعتماد التقويم الهجري بعد سبعة عشر عاماً من الهجرة
مع توسع حكم الخلافة في عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وازدياد عدد الكتب والمراسلات بين المدينة والأمصار، لم يعد ذِكر يوم وشهر تحرير الكتاب كافياً، وازدادت الحاجة لاعتماد سنة يتم تأريخ الرسائل استناداً لها. وفي العام السابع عشر للهجرة، اجتمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مع مستشاريه من الصحابة، رضي الله عنهم، لاختيار سنة البداية، فمنهم من اقترح التأريخ بدايةً من سنة مولد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومنهم من اقترح سنة مبعثه، أو وفاته، واستقر رأي عمر، رضي الله عنه، على اختيار سنة الهجرة؛ وعلل ذلك بأنّ "الهجرة فرّقت بين الحق والباطل".

كان حَدَث الهجرة هو الأساس الذي تحوّل فيه المسلمون من قلة مضطهدة في مكة إلى أكثرية حاكمة في المدينة

وبالفعل، كان حَدَث الهجرة هو الأساس الذي تحوّل فيه المسلمون من قلة مضطهدة في مكة، إلى أكثرية حاكمة في يثرب (المدينة المنورة)، وذلك كان له رمزيته الخاصة، واستحق أن يكون هو لحظة الصفر في التاريخ الهجري، الذي اشتق اسمه منه.
كما جاء اجتناب عمر لاختيار سنة مولد أو وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، في جانب منه، تأكيداً وحرصاً على الارتباط بالدين كقيمة، لا بشخص النبي، عليه السلام، كما كان الحال في المسيحية؛ وذلك عملاً بقول النبي: "لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى أنبياءهم".

اقرأ أيضاً: بالصور.. المصريون يحتفلون بالمولد النبوي متحدّين الإرهاب

اختيرت سنة الهجرة النبوية لتكون بداية التاريخ الهجري

2. رأس السنة الهجرية ليست ذكرى الهجرة!
بعد اختيار السنة، جاءت مسألة اختيار الشهر الذي تبدأ به السنة، فمنهم من رأى بأن يكون شهر رمضان وبداية السنة باعتبار ما له من بركة وخصوصية، ومنهم من رأى أن يكون "ذو الحجّة" هو بداية السنة، قبل أن يختار عمر، رضي الله عنه، شهر "مُحرّم"؛ باعتبار أنّ الحجاج ينصرفون فيه من مكة ويعودون إلى ديارهم، فتكون بداية العام متزامنة مع هذه العودة.

اقرأ أيضاً: احتفالات المولد النبوي: مشهدية روحانية تتحدّى التشدّد

اختار عمر رضي الله عنه محرم الذي يلي الحج ليكون بداية السنة الهجرية

3. اعتماد السنة القمرية سابق للإسلام
وخلافاً للتقويم الغريغوري (الميلادي)، الذي اعتمد على السنة الشمسية، يعتمد التقويم الهجري على السنة القمرية؛ والسبب في ذلك يعود إلى زمن ما قبل ظهور الإسلام؛ حيث كان العرب يعتمدون الأشهر والسنة القمرية في تحديد الزمن؛ وذلك راجع إلى عدم اهتمامهم بالدرجة الاولى بشؤون الزراعة، التي تستلزم معرفة المواسم والفصول وهو ما تحدده السنة الشمسية، وإنما كان العرب مهتمين بشكل أكبر بسير القوافل عبر خطوط التجارة الممتدة، وهي التي تعتمد على ضوء القمر ومواقع النجوم، ففضلوا تحديد الأشهر وفقاً لدورات القمر، بحيث تكون ليلة ولادة الهلال هي الليلة الأولى في الشهر. وتبقى السنة القمرية أقل من نظيرتها الشمسية بـ 11 يوم، وهو ما يعني أن الشهر القمري يمرّ على جميع الفصول وأيام السنة الشمسية.

اقرأ أيضاً: الصوفيون في مصر يحتفلون بالمولد النبوي

اهتم العرب بالأشهر القمرية بسبب نشاطهم التجاري

4. المملكة العربية السعودية هي الوحيدة التي تعتمد التقويم الهجري حصراً
تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي تعتمد التقويم الهجري حصراً في المعاملات الرسمية، في حين توجد دول أخرى، كالمغرب، تعتمده إلى جانبه الميلادي، بينما تعتمده دول عربية وإسلامية في المعاملات المتعلقة بالمحاكم الشرعية.

اليوم يرتبط التقويم الهجري بتحديد مواعيد المناسبات الدينية كالحج و رمضان والأعياد والمولد النبوي

وكان التقويم الهجري المعتمد في عموم العالم الإسلامي حتى بداية القرن العشرين، ولكن مع وصول الاستعمار إلى أجزاء واسعة من العالم الإسلامي، فرض المستعمِرون التقويم الميلادي، وتم تعميمه كبديل عن الهجري، وبعد الاستقلال، استمرت الدول على هذا الحال.
واليوم يرتبط التقويم الهجري بشكل أكبر بمعرفة وتحديد مواعيد المناسبات الدينية؛ كالحج، وشهر رمضان، والأعياد، والمولد النبوي، ولذلك، هو يعرف أيضاً بـ "التقويم الإسلامي". وتسير معظم الدول وفق "تقويم أم القُرى"، وهو المعتمد في المملكة العربية السعودية، وفي هذا التقويم يتم تحديد مواعيد بداية الأشهر القمرية عند تولد الهلال في خط الطول الذي تقع عليه مدينة مكة.

المملكة العربية السعودية هي الوحيدة التي تعتمد التقويم الهجري حصراً

5. لا ترتبط مناسبة رأس السنة بتقاليد احتفالية
تختلف رأس السنة الهجرية عن نظيرتها الميلادية من حيث عدم الاقتران بالتقاليد الاحتفال أو الإحياء، باستثناء ما عند الشيعة من إحياء لذكرى "عاشوراء" (ذكرى حادثة كربلاء) التي تأتي في العاشر من محرّم، كما يسمون شهر محرم بـ "شهر الحزن". في حين تقتصر مظاهر الاحتفال باليوم الأول من السنة في معظم الدول على تحديد يوم عطلة رسمية فيه، كما يتبادل المسلمون المعايدات والأمنيات السعيدة عبر وسائل التواصل المختلفة. أما احتفالات ذكرى الهجرة النبوية والمولد النبوي فهي مرتبطة بتاريخ حدوثها في شهر "ربيع الأول"، الشهر الثالث من السنة الهجرية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية